مع وقف التنفيذ
في الحقيقة ترددت في كتابة هذه الرسالة, لكني أعتقد بأني بحاجة لرأي آخر, أنا سيدة في 32من العمر, أحمل درجة الماجستير أعمل في عمل أكاديمي, تزوجت من قريبي وانتقلنا لبيت العائلة لديه الكثير من الشقيقات, زوجي سابقاً يحب الحياة الاجتماعية جدا يحب البقاء في محيط عائلته ويميز ذلك المحيط الاختلاط ومن هنا جاءت المشاكل؟
اختلاطي بأقارب زوجي السابق خلق تعقيدات كبيرة أزواج شقيقاته ومحاولاتهم الواضحة والفاضحة في أثناء الزيارة؟ النظرات الغير مريحة؟ المعاملة الخاصة لي؟ محاولات فتح أي حديث معي؟ وبل تعدى الأمر ذلك؟ كان تحرش واضح
حاولت الابتعاد لكن زوجي السابق لم ينتبه حتى لما يحدث؟ يعتقد أن الجميع هنا إخوة وأخوات ولكني كامرأة أميز وأعلم معاني تلك النظرات جيداً؟ وطبعا وجودي هو الخطر المحدق في نظر شقيقات زوجي السابق؟ حرمنا من الدعوة للمناسبات الاجتماعية وأغلقت الأبواب في وجوهنا بالنسبة لي كان هذا أفضل قللت من وجودي وبل غيرت من طراز لبسي؟
إحدى مناسبات كان لابد من التواجد بها تحدث زوج شقيقة زوجي السابق معي أثنى على لباسي وكان يغازل بكل معنى الكلمة لم أرد لكن زوجته كانت موجودة طبعا افتعلت مشكلة؟ وارتفع صراخ الجميع واضطررت للمغادرة لا أعلم ما قالت شقيقة زوجي السابق لشقيقها لكنه لحق بي وسألني ماذا فعلت أخبرته بالحقيقة وطبعا كلامي ودفاعي ليس مصدق؟ اتهمني بمحاولة إغراء الجميع وحتى اتهمني بأني وضعت مكياج وتزينت فقط لأثير الموجودين؟ لم أضع شيئا على وجهي ولبست لباسا محتشما كعادتي..... استعر الحديث بيننا وكانت المرة الوحيدة التي يضربني كأنه يثأر لنفسه ولرجولته ضربني لدرجة كاد يهشم بها رأسي؟ كال لي اللكمات لدرجة فقدت فيها جنيني وكانت النهاية.
انتهى الأمر بالطلاق كنت أحبه صدقا ومتمسكة به لكنه متخاذل غير وفي فضل الجميع وتركني, لا يمكن وصف مدى سعادة الجميع بتعاستي طلاقي كان المادة المثيرة لهم ولسخريتهم لم أتخيل حجم وكم الكارهين لي؟ عدت بائسة جداً وبت أضحوكة الجميع؟
لم أستطع مواجهة الناس والخروج للدنيا كالسابق حتى في البيت شقيقاتي لا يكلمنني حتى, يمنع على الظهور والتواجد في حال جاء زوج إحداهن كأني طاعون قاتل أو أفعى سامة؟ أمي تزجرني وتوبخني في حال قدوم شقيقاتي لبيتنا ويفرض علي إقامة جبرية؟ أقسم لك سمعت كلمات الشماتة من أخواتي؟ يجتمهن لوحدهن يذهبن للسوق لوحدهن إن جلست بينهن أترك لوحدي؟ أن تنبذ وأنت بين أهلك أقسى مما تتخيل؟ حاولت الخروج للدنيا لكن يقفل الجميع أبوابهم في وجهي تزوج طليقي إمراة أخرى ومضى في حياته وهذا يؤلمني؟
لدي حنين لبيتي السابق لكنه لم يعد يرغب بوجودي؟ لا أرغب متابعة حياتي سجينة والخيفة تتربص بأهلي لأني مطلقة؟ الكل متثاقل مني؟ أشعر بأن الجميع يكرهني؟ أبي يتحاشاني؟ أمي تقسو علي جداً؟ لا أخالط أهلي في البيت أمضي وقتي في غرفتي؟ لا تقولي بأني امرأة في الثلاثين من العمر ولست بحاجة لأحد؟ تخلى الجميع عني؟ يتراكم الألم في قلبي؟ أعمل وليس لدي صديقة واحدة أبقى صامتة في عملي؟ مضى على طلاقي 5 سنين وما زلت أحن لبيتي وله أيضا؟ لكنه يرفض فكرة وجودي في حياته مجدداً؟؟ لماذا أخلص له وهو خائن لي؟ لماذا مقتني وأبعدني؟ رأيت من أتعس مني أبكي أحداً بالنسبة له أنا شبح؟ زهدت في صحبة أهلي تماماً؟ من عملي لبيتي فقط لا غير؟
ليس لدي طاقة لأكمل حياتي أكمل ماذا ولقد هدم بيتي حتى جنيني فقدته أعيش كمنبوذة؟ كمصدر للعار؟ بدأت سنوات عمري بالتسلل دون تحقيق أمان نفسي؟ بيت دافئ؟ أطفال صغار يملئون حياتي؟ أهذا كثير؟ لماذا ربح الجميع معترك الحياة إلا أنا؟ ما الذنب الذي اقترفته؟ فقدت معنى الحب؟ حب أبى؟ حب أمي؟ شقيقاتي؟ حتى حلم الأمومة حرمت منه؟ قلبي خاو؟ لم أعد قادرة على مسامحة أحد؟ حب أحد؟ بت أكره الجميع؟ وبالأخص نفسي؟
هل أفكر بالموت نعم؟ لكن أخاف الانتحار ولن أقدم عليه فأخسر ربي وهو آخر من تبقى لي؟ لكن بتراكم الظلم بدأت أفقد إيماني وأدخل النفق المظلم؟ بدأت فعلا أخاف من نفسي؟ بدأت أتمنى قتلهم وبل ذبحهم؟
14/02/2013
رد المستشار
غالبا فإن تعبير المرأة عن مشاعرها يكون أكثر ثراءً من الرجل، وغالبا ما تعبر المرأة عن آرائها طلبا للتضامن، والمشاركة الإنسانية، وأنت تطلبين رأياً..... وأنا أرجو أن أستطيع تقديم المشاركة، والرأي!! وأرجو أن تقرئي كلماتي من هذا المنطلق، وكلامي يهدف إلى إضاءة السبيل أمامك، ولو كان قاسيا بعض الشيء.
نحن نتزوج بشكل اعتباطي غالبا، ووسط الاندفاع، وفي غمرة أسئلة نهتم بها، وننشغل عن أسئلة أخرى!!!
مثلا: الإقامة في بيت عائلي تتضمن العديد من المشكلات ولا أظنك قد حسبت هذا الأمر، ولا تدبرت، ولا تأملت، ولو فعلت لعرفت أن طليقك هو مجرد فرد في مجموعة تتلاقى وتتختلط فيها النساء بالرجال، وليس في اللقاء من مشكل، ولكن يبدو أن الأمور في هذه العائلة مفتوحة بعض الشيء بما يخالف قيمك، وما لا أستحسنه أنا يمكن أن يروق لغيري!!!
صدمة وجودك في وسط أسري غير ملائم، ولا داعم لك هي مسئوليتك بالدرجة الأولى لأن هذه العائلة هي نفسها كانت موجودة، والمعلومات عن أسلوب حياتهم متاحة لمن يسأل، أو يقارب، ويستقصي قبل أن يقع الزواج، ولكن الاستخفاف، والاندفاع، والتعامي عن التفاصيل هو أسلوبنا المفضل في إبرام الزواج!!!
وأنت تدفعين الثمن وحدك حاليا، وربما كان الاستخفاف، والاندفاع، والتعامي هو جريمة مشتركة وقعت بتقصير منك وأهلك!!!
الوصول إلى ذروة الدراما يوم فقدانك للجنين، واللكمات التي نزلت على رأسك!!! هل فكرت بعدها في عواقب الطلاق؟!! هل درستما معا مسارات أخرى لاستمرار العلاقة بقواعد جديدة، أو في منزل آخر؟! أم أنه أوقع الطلاق بقرار مندفع ومنفرد؟!
غالبا لم يحدث هذا، ولم تفكري وقتها في استشارة متخصصة، ولم يفكر هو أيضًا، وتقولين أنه هو الذي تخلى عنك!!! فهل كان الطلاق قرارا منفردا منه؟! أم أنك طلبت الطلاق، ثم لما وقع ندمت عليه؟!! لو كان الطلاق قراره المنفرد... أليس من المدهش أن يراودك الحنين، والشوق إلى بيت تعيشين فيه بين تحرش الأقارب، وتخلي الزوج، بل وضربه إذا تطورت الأمور!!!
هل تقع عليك بعض مسئولية الطلاق؟! هل تهربين من الاعتراف لنفسك بأنك مسئولة ؟!
أو لو كان القرار قراره منفردا كيف تشتاقين إلى اللكمات، والتحرش، والعائلة المعوجة هذه؟!! كلامك يبدو غامضا، أو غير متسق منطقيا، أو تنقصه تفاصيل أساسية!!!
موقف أهلك هو الشائع السائد في تخلفنا الاجتماعي، حيث تتعامل الأسرة، والمحيط العائلي والاجتماعي مع المطلقة بوصفها مذنبة، وفاشلة، وعبء نفسي، ومشكلة!!!
هل يروقك أن تظلي في مربع الضحية، رغم مسئوليتك عن نظرتك لنفسك، فضلا عن مشاركتك فيما وقع، على النحو الذي حاولت شرحه؟!!
من يمكن أن يخرجك من نظرة لنفسك بوصفك "الخاسرة"، لأن محيطك يراك كذلك؟!! هل هم قساة، ومتخلفون في نظرتهم لك؟! إذا كان الأمر كذلك فلماذا تنظرين إلى نفسك بالضبط كما ينظرون؟!! لماذا نبتلع ازدراء الآخرين الظالم لنا، ونصدق البهتان المتداول عنا؟؟ من المسئول عن نظرتنا وتقديرنا أن الأمان النفسي هو في البيت الدافئ، والأطفال الذين يملئون الحياة (أي بدونهم تبقى الحياة خاوية بلا معنى)!!!
أنت تكرسين إدانة المجتمع لك بوصفها حقيقة منصفة، وبديهية مقبولة... ثم تعودين للسؤال: ما الذنب الذي اقترفته؟! جزء من المسئولية عما حدث يقع عليك بالتأكيد، ولكن هذا ليس ذنبا يا سيدتي... إنه مجرد خطأ من أخطاء الحياة، ولقد جئنا للحياة لنخطئ، وما لم نتقبل هذه الحقيقة سنتعذب!!!
الكلام يطول، ولم أعد أثق في أن حياة البشر، ونظرتهم لأنفسهم يمكن أن تتغير برسالة، وهذا ما تحتاجين، ولا أدري كيف نتعاون معك فيه؟!!
يمكنك قضاء بقية عمرك تتحسرين على ذكريات وحوادث انقضت، ويمكنك مجاراة الإجرام، والتخلف الإنساني الذي يتعامل به المجتمع العربي، ومحيطك الأسري مع المطلقات!!! ويمكنك أن تختاري حياة أفضل تمتلئ بالنافع والممتع من الحكايات، والآفاق الجديدة، ونظرة مختلفة للدنيا، والأشياء!!
المحنة التي تتعرضين لها يمكن أن تكون مقبرتك التي تدفنين فيها زهرة شبابك، وجمالك الإنساني، وإمكانيات النمو، والنضج، والترقي، ويمكن أن تكون الضربة التي تقويك، والميلاد الجديد الذي تنبعثين منه إنسانا جميلا يتعلم، ويستمتع، ويتألم –مثل كل البشر- وهو يعيش الحياة، لا أن يدفن نفسه بالحياة وسط محيط من البلهاء الذين تصور لهم عقولهم المريضة أنهم بتصرفات خرقاء يعاقبون من خرجت... عن القطيع!!! أنت تقررين يا سيدتي... تقررين مصيرك، ونظرتك لنفسك، ومستقبل أيامك، ونحن معك داعمين!!!
يمكنك المتابعة معنا على "مجانين" ويمكنك التواصل مع مجموعة "السلام النفسي، والمجتمعي" على الفيسبوك، ويمكنك أن تلتمسي الدعم، والتواصل من خلال المجموعات التي تنتشر تدريجيا في أنحاء العالم العربي بحثا عن تصحيح النظرة إلى النفس، واستعادة الوعي بالنبض الإنساني المطمور تحت أقدام الغيبوبة، والجهل، والظلم الاجتماعي المتفشي في عالمنا.
الإنسان في عالم اليوم يا فاضلة لم يعد يستسلم لصفعات الأغبياء الذين يريحون أنفسهم، ويزيحون آلامهم، ويتخففون من وطأة الضغوط الحياتية والمشكلات اليومية بالضغط على من حولهم، وبخاصة الحلقات الأضعف من ذوي الظروف التي ينظر إليها المجتمع المريض نظرة مرضية!!!
الإنسان صار يقاوم بضراوة، والإحياء الروحي والتنوير العقلي صارت له مجموعات وشبكات، والاختيار لك بين الحياة والقبر.
ويتبع >>>>>>>>>> : الثقب الأسود: عواقب الطلاق وقلة العقل م
التعليق: السلام عليكم غاليتي
قرأت استشارتك في جوف الليل
ويعلم الله كم تمزق قلبي قهرا عليكِ
ولم أجد سوى الدعاء لك في هذه الساعة التي أسأل الله أن تكون ساعة استجابة
داومي على الاستغفار والحوقلة فلها سحر عجيب
دمت بخير