وساوس ومسائل: هل الكحل حائل ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أرجو أن تصل رسالتي إلى الدكتور وائل أبو هندي
لن أطيل في كلامي ولن أنسج المقدمات أنا أحد قراء موقع مجانين وأعجبت بردود ومساعدات العاملين عليه وجعله الله في ميزان أعمالكم.
سبب رسالتي هو رد الدكتور أ.د وائل أبو هندي على أحد الذين طلبوا استشارة موقعكم كانت تلك الأخت تعاني من وساوس حول المني أو بالأصح حول الطهارة وأنها لا تستطيع الصلاة إلا بعد أن تغسل جسمها وتغير ملابسها بعد النوم على السرير الذي حصل فيه الجماع أجابها الدكتور وائل أبو هندي:
"مبدئيا عندك مشكلة معرفية سلوكية تتعلق بفهمك أو رؤيتك للمني على أنه نجس! وهذا غير صحيح يا أمة الله فالمني في أغلب الرؤى الفقهية طاهر لا ينجس ما أصابه من ثوب أو بدن ودليل ذلك: عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كنت أفركه في ثوب النبي صلى الله عليه وسلم فركاً فيصلي فيه؛ فلو كان نجساً لما كفى فيه الفرك بل كان لا بد من الغسل ويؤكد هذه الروايةَ الروايةُ الثانية لحديث عائشة عند مسلم: لقد كنت أحكه في ثوب النبي صلى الله عليه وسلم يابساً بظفري. ومعلوم أن مثل هذا لا تزول به النجاسة فعلم أنه ليس نجساً، ومنها حديث لعائشة رضي الله عنها في البخاري قالت: «كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول الله؛ فيخرج إلى الصلاة، وإن بقع الماء في ثوبه»، وهذا هو المذهب عند الشافعية والحنابلة وقد خالفهم الحنفية والمالكية وإن رأوا التخفيف في التعامل مع المني مقارنة بالبول"
أولا: إذا كنت تعتقد أن المني طاهر فلماذا شرع الغسل ليس فقط عند الجماع بل وحتى عند احتلام الذكر فكيف لك بأن تقول بطهارته.
ثانيا: طلبا وليس أمرا تأكد من صحة الأحاديث التي استندت عليها فذكرت أن عائشة كانت تفرك ثوب النبي بالمني أيعقل أن تتفوه زوجة على زوجها بهذا الكلام فما بالك وهذا رسول الله المعصوم من الخطأ وقال فيه القرآن (إنك لعلى خلق عظيم) فكيف بصاحب الخلق العظيم يصلي بثوب كهذا وكيف أنت تقبل بمثل هذه الأحاديث لو سمعنا في مثل هذا اليوم بزوجة تقول عن زوجها أو تتحدث بأي حديث يخص العلاقة الجنسية هل سنتقبل حديثها أم سنسكتها ونردعها عن فعلها.
ثالثا: ألم نسأل أنفسنا يوما لماذا الغرب تجرؤوا ونشروا الرسوم والأفلام المسيئة، فكيف نلومهم والبعض منا يصدق هذه الأحاديث نحن المسلمون راجعو كتبكم الصحيحين البخاري ومسلم هناك أحاديث يخجل الإنسان أن يذكرها وهي تلفق حول الرسول ومنها أن عائشة تقول بأن الرسول مص لسانها.... أيعقل أن نصدق مثل هذه الأحاديث؟ أحاديث لا يرضاها الشخص العادي لنفسه فما بالك بالرسول
رابعا: وأخيرا استيقظ أيها الدكتور لا يكونن خصيمك رسول الله يوم القيامة وراجع الأحاديث وراجع عقلك ونفسك أرجو أن تصل رسالتي إليك قريبا أو بعيدا لم أستطع السكوت عن ما كتبت كلمة حق.
وأرجو أن تصل إلي،
والسلام خير الختام
14/02/2013
رد المستشار
الابنة الفاضلة "s.s.s" أهلا وسهلا بك على مجانين وصلت رسالتك إلي منذ يوم الأحد 10/2/2013 أي يوم كتابتها والرد جاهز عندي من اليوم التالي، وقد قمت بإرساله على البريد الذي راسلتِ منه الموقع ويبدو أن الرد لم يصلك وسبب فشل إيميل الموقع في إرسال الرد مشكلة تسأل عنها شركة TEData.net .... المفروضة تقريبا علينا في مصر.... ولا داعي للإطالة في كلام تقني غير مفهوم لي... المهم فاجأني أنك أرسلت المشاركة كمشكلة وهي ليست كذلك... ولكن لا مانع من نشرها هنا.... على أن لا نطيل الحديث في الأمور الفقهية الخالصة فنحن أمام حالة تعذبها أفكارها وتخدعها أفعالها.
لو كان سبب الأمر بالغسل كون المني نجساً، لكان الواجب علينا أن نغتسل بعد البول والغائط...، فأظن أنه لا علاقة للغسل بطهارة الخارج ونجاسته، والمسألة اختلف فيها العلماء، منهم من قال هذا ومنهم من قال ذاك...، والموسوس عليه أن يتبع الأخف والأسهل...
نحن هنا موقع نفسي ولسنا علماء حديث لنعيد النظر في كتابين كصحيح البخاري ومسلم، ونحن نأخذ العلم من أصحابه، والذي نعرفه أن علماء الأمة الإسلامية وملايين المسلمين منذ عصر البخاري ومسلم أجمعوا أن كتابيهما أصح كتب الحديث على الإطلاق...، ولم يخالف في هذا إلا الشيعة... وعادة من يأتي بمعلومة تخالف الغالبية هو الذي يأتِي بالدليل ويتأكد من الصحة...، فمن يطعن بالبخاري ومسلم، عليه هو أن يأتِي بالأدلة على قوله...
السيدة عائشة رضي الله عنها أمنا قال تعالى في الآية السادسة من سورة الأحزاب: ((وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)). والأم تعلّم أولادها ما يلزمهم في تفاصيل حياتهم، وتنقل لهم كلام المشرع المعصوم وأفعاله –صلوات الله عليه وسلامه- ليعلموا ما يجوز لهم وما لا يجوز...، وكل أم تحب أولادها تعلمهم أدق الأشياء في حياتهم....، ألم تعلم كل أم أطفالها كيف يدخلون إلى الحمام ويستنجون؟ أم اكتشفوا هذا لوحدهم؟! وبالمقابل فإن الابن البار يحترم أمه فلا ينتقصها، ولا يسبها، ولا يطعن فيها ويصدقها فيما قالت...، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا بارين بأمهاتنا أمهات المؤمنين عليهن رضوان الله تعالى جميعاً....
وأخيرا شكرا لك يا "s.s.s" على حرصك على المفاهيم الفقهية وعلى سيرة أمنا وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.