أنا وسلفتي والغيرة
أنا متزوجة من سنة وسلفتي أصغر مني بعام ومتزوجة قبلي ببضعة أشهر دائما كنت أحسن معاملتها وبسبب طبيعتي الاجتماعية وبسبب زواجي في مكان بعيد كنت أعاملها كأختي ولكن مع كثرة حديثي معها واختلاطي بها تبين لي أنها تغار مني ولا أعلم لماذا مع أنها أجمل مني وأصغر مني وكثيرون قالوا لي أنها تغار منك لأن شقتي أجمل من شقتها ولأني حملت قبلها وكنت فعلا أشعر أنها متضايقة من حملي مع حرصها الشديد على عدم إظهار ذلك ولكني عندما تأكدت من كل ذلك بدأت أحس أني أغار منها أيضا لا أعلم لماذا.
ودائما أحس بوساوس أن زوجي على علاقة بها لا أعلم لماذا تأتيني هذه الوساوس ولكن ربما لأن سلفتي بنت خال زوجي ويوجد علاقة قرابة بينهم وحديثها معه يختلف تماما عن طريقة حديثي مع زوجها إذا تحدثت معه دائما تنتابني هذه الوساوس وأجد نفسي أقول ربما كان زوجي يريد أن يتزوجها قبلي أو ربما أنهم معجبين ببعض وخاصة أني وجدت زوجي في أحد المرات ينظر لها بطريقة أغضبتني كثيرا دائما أشعر أنه يحبها أو أنها تحبه وبسبب تعامله معها بطريقة حتى أنا لا أتعامل بها مع أقاربي أحس بهذه الوساوس التي تنغص علي حياتي وبما أنها أيضا قريبة العائلة أشعر دائما أن الجميع يحبونها ويهتمون بها ويتوددون إليها أكثر مني ومع أن ذلك طبيعيا بسبب صلة القرابة؛
ولكني عندما شعرت بغيرتها تجاهي وجدت نفسي أشعر بالغيرة أيضا من هذه الأمور ويضيق صدري كثيرا ولا أبين ذلك إطلاقا وأعاملها معاملة جيدة ولكنها وبدون مبررات وجدتها في كثير من الأحيان تتجاهلني وإذا رأتني لا تتحدث إلي وبعد فترة عادت لطبيعتها وعندما سألتها ماذا كان بها ولماذا تغيرت معاملتك معي قالت لا لشيء ولكني كنت متعبة لا أعلم ماذا كان بها ولكني أشعر في بعض الأحيان تجاهها بالغموض.
وأيضا مع أني أساعد حماتي كثير وأتودد إليها أكثر من سلفتي بكثير ولكني أشعر أن هذا دون جدوى وأشعر أني غريبة عنهم وأني دخيلة عليهم والجميع يعرف أخباري وأخبار زوجي وهي لا أعلم عنها شيء لا أعلم لماذا تنتابني هذه الأحاسيس المؤلمة والتي تؤثر علي وخصوصا عندما سمعتها تتشاجر مع زوجها وتخطئ في حق حماتي ولا يعلم أحد أني سمعت ذلك ولكني أغضب عندما أحس أن الجميع يفضلونها وخصوصا أنها غيري تماما فأنا أساعدهم وأحاول حل مشاكلهم وألبي طلبات والد زوجي ولا أبخل عليهم بأي شيء يحتاجونه من شقتي في العزومات وغيرها لا أدري هل هذه وساوس لا أساس لها وأنا أتركها تسيطر على حياتي وإذا كانت وساوس كيف أتغلب عليها وأتغلب على الوساوس حول زوجي وسلفتي وإذا كانت حقيقة وليست وساوس كيف أتعامل معها؟
أرجو الرد من سيادتكم
وشكرا جزيلا.
14/02/2013
رد المستشار
الغيرة ووهام الغيرة Jealousy & Delusional Jealousy
مناقشة عامة General Discussion:
تطرح هذه الاستشارة مشكلة الغيرة و إن كان الشعور بها أمراً طبيعياً أو مرضياً.
يستحسن في دراسة الأفكار والمشاعر أحياناً وضعها على بعد Dimension بدلاً من حصرها مباشرة في قالب معين. عدم الشعور بالغيرة أصلاً حالة غير طبيعية وتعكس عدم مقدرة الفرد على التواصل الاجتماعي السليم مع بقية أفراد المجتمع واستيعاب الإشارات غير المباشرة في حديث وتصرفات الغير.
بعد ذلك يأتي الشعور بالغيرة كعملية دفاعية للحفاظ على كيان الفرد. يشعر الإنسان أحياناً بأنه في موقف ضعف وموقعه ضمن بقية الأفراد مهدداً. العملية الدفاعية بحد ذاتها تؤدي إلى إسقاط اللوم على الفرد المقابل الذي نشعر تجاهه بالغيرة. هذه العملية الدفاعية بحد ذاتها غير صحية ولا تؤدي إلا إلى شعور الإنسان بحالة وجدانية اكتئابية. الكثير من الناس يجتهد في معالجة الظروف البيئية التي تسببت في ولادة هذا الشعور ويتخلص من الاكتئاب والغيرة معاً. من لا يقوى على التخلص من هذه العملية الدفاعية غير الشعورية يجد نفسه في دوامة وينتقل إلى مرحلة أخرى.
المرحلة التالية والتي من الممكن تسميتها بالمرحلة الثانية تتميز بتحول فكرة الغيرة إلى فكرة حصارية (وسواسية) تلاحق الفرد في معظم الأوقات. هذه الفكرة الحصارية (الوسواسية) لا علاقة لها بالحصار المعرفي (الوسواس القهري)، ويدرك الإنسان دوماً عدم مقدرته على إثبات نظريته ويحتفظ بها لنفسه. هذه المرحلة تميل إلى التلاشي مع الوقت مع تطور الفرد نفسياً واجتماعياً ولجوئه أيضاً إلى معالجة العوامل البيئية التي كانت سبباً في ولادة الغيرة.
مع فشل الفرد في التخلص من الغيرة في المرحلة الثانية تتحول الفكرة الحصارية إلى فكرة مبالغة overvalued idea يصبح الفرد على اعتقاد شبه مؤكد بنظريته، ولكنه عند الحديث عنها مع من يثق بهم مستمعا إلى آرائهم، يستطيع التخلص من هذه الفكرة. كذلك يسعى الفرد إلى معالجة الظروف البيئية التي كانت سبباً في ولادة هذه الفكرة. متى ما فشل الفرد في الخروج من المرحلة الثالثة يسقط في فخ المرحلة الرابعة وهو الوهام Delusion .وهام الغيرة يتميز باقتناع الإنسان الكلي بفكرته الوهامية ولا يقبل آراء الآخرين. قد يكون بعض محتوى الفكرة صادقاً أحياناً ولكن إطارها وهامياً. الغالبية العظمى من وهام الغيرة يتميز بالشك في السلوك الجنسي للزوج أو الزوجة. ينحدر سلوك الإنسان ويبدأ بالبحث الذي لا نهاية له لإثبات حصول علاقة جنسية بين الزوج (أو الزوجة) مع امرأة (أو رجل) أخرى. يصاحب هذا الأفكار والسلوك عواطف اكتئابية تدمر الإنسان ومن حوله، والكثير يبدأ باللجوء إلى مواد كيمائية محظورة. قد ينتهي الأمر بحدوث جريمة. لتوضيح الشرح أعلاه يرجى ملاحظة المخطط.
التوصيات Recommendations:
٠ شكراً على استعمالك الموقع.
٠ الأفكار التي تطرقت إليها في رسالتك يمكن حصرها في المرحلة الأولى والثانية ويمكن القول بأنها نتيجة طبيعية ومنطقية لشعورك بتهميش موقعك ضمن عائلة زوجك.
٠ تشعر الزوجة أحياناً بالعداء الخفي من قبل عائلة الزوج، وهم أيضاً ينظرون إليها كجسم غريب دخل جسد عائلتهم. تحاول الزوجة التودد إلى هذا الجسد، والأخير بدوره يستعمل دفاعاته المتنوعة للسيطرة عليها. يمكن تشبيه تفاعلهم كتفاعل الجسد مع جسم طفيلي دخله ويحاول حصره في مكانه. هذا بالضبط ما يحدث في جسد الإنسان لكي يسيطر على الأجسام الطفيلية التي تدخله، وهذا ما يحدث أحياناً حين تدخل الزوج في محيط عائلة زوجها.
٠ لا أظن أنك مصابة بأي اضطراب عقلي سواء كان ذلك الوسواس القهري أو غيره.٠ عليك التركيز على علاقتك بزوجك وأن تعملي على توطيد علاقتك به مباشرة دون الإسراف في ترضية عائلته. إن كانت هناك صراعات بين أفراد العائلة فلا تتدخلي بها ولا تعطيها أي اهتمام.
٠ مهمتك تطوير علاقتك مع زوجك أولاً وآخراً، وأما عائلته فدعيهم يعالجون أمورهم بنفسهم. تحدثي مع زوجك عن عواطفك واقضي معه وقتاً أطول بعيد عن أمه وأقاربه.
٠ لا تراجعي طبيباً أو معالجاً نفسياً والتوفيق من رب العالمين.
واقرأ أيضًا:
نطاق الوسواس: غيرة مرضية ؟ Pathological Jealousy ?
أغار على زوجي من أمه وأخته!