أشعر بأحداث الماضي وكأنها حلم لم أفعله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا فتاة عمري 22 سنة، توفيت صديقتي منذ عامين بعد إصابتها بمرض خطير، ومنذ وقتها وأنا دائماً أتذكرها، وأتذكر تفاصيل مرضها، كانت معي كل يوم بمنامي من كثرة تفكيري بها لدرجة أنها بدأت تأتيني بصورة كابوس، وبدأت أشعر أنني سأصاب مثلها بنفس المرض، وظلت هذه الأفكار تدور برأسي دائماً، ولو أصبت بدوار انفلونزا كنت أحس وقتها أن هذه ستكون بداية أعراض لإصابتي بهذا المرض.
ومنذ 7 أشهر، فوجئت بيوم من الأيام عند شعوري بالواقع، وكأنني أحلم وأرى الأشياء، وأشعر أنني أراها في خيال ليس واقعا، وأتذكر أحداث اليوم، وأشعر كأنه مضى عليها زمن طويل حتى ولو مضى على حدوثها 5 دقائق، أحس وكأنها حدثت منذ مدة، وكأني لم أفعلها أو شخص آخر الذي فعلها، كذلك أي شيء بالماضي سواء ذكريات سعيدة أو حزينة ذهبت لطبيب نفسي أعطاني علاج (سيبرالكس) ولكن جسمي لم يتقبل العلاج، وأصبت بهبوط، وحالة إعياء لم توصف، وتوقفت عن أخذ العلاج، وذهبت لطبيب مخ، وأعصاب وأجرى لي أشعة رنين مغناطيسي على المخ، -والحمد لله- ما في أي شيء بالأشعة.
حاولت أتأقلم على الوضع، وأمارس حياتي بشكل طبيعي في البداية كان صعب، ولكن بدأت أتعامل مع الجميع بشكل طبيعي جدا، وفعلاً تأقلمت وبدأت أشعر بالواقع ولكن أشعر بأي شيء أفعله أثناء اليوم وكأنه حدث منذ مدة طويلة أو كأني لم أفعله صرفت نظري عن هذا الشعور وأكملت ممارسة حياتي بالشكل الطبيعي ضحك وهزار وفسح وشهيتي للأكل جيدة ولكن لاحظت منذ فترة أني لا أستطيع استعادة ذكرياتي الماضية وكأن كل ما حدث معي من قبل ما هو إلا حلم ولم أقم بفعله حتى أماكن دراستي أراها وكأني لم أكن موجودة بها ولم أعرف شيئاً عن التعليم وبيوم من الأيام.
عرضت علي صديقتي صور من أيام الدراسة كان وقت تصوريها ذكرى معينة فقالت لي بتتذكري اليوم ده شوفت الصورة بس مقدرتش أحس وأسترجع ذكرى هذه الصورة ومن داخلي أشعر أن الموجودة بالصورة ليست أنا وكذلك أحداث اليوم أتذكرها وكأن مضى عليها زمن طويل أو لم تحدث معي يعني أشعر بالشيء أثناء فعله فقط وعندما أنتهي منه بثواني أشعر كأني لم أفعله كأنه حلم ومازلت أمارس حياتي بشكل طبيعي علشان لا أقلق أسرتي وبالأخص والدتي بخاف عليها جداً من الزعل أو أي شيء ولم يلاحظ أي شخص تغيير في وشهيتي جيدة نوم طبيعي مفيش أرق بتكلم مع الجميع بشكل طبيعي وبحاول دائماً أقنع نفسي إن دي حالة بسيطة خوفاً من أني أوتر نفسي علشان إذا حالتي استدعت طبيب نفسي يكون لدي قدرة على العلاج، بس بصراحة أنا خايفة وقلقانة جداً أن تكون حالتي خطيرة أو ما أستجيب للعلاج.
هل من الضروري ذهابي لطبيب نفسي؟ أرجو الإفادة؛ لأني أوشكت على الانهيار، وحالتي ما هو تشخيصها؟ ويا ترى هل سأرجع مثل الأول أم سأكمل حياتي بالوضع هذا؟ وهل خوفي الشديد دائماً على والدتي أن أفقدها مثل والدي له تأثير؟
أرجو الإفادة لأني حاسة أني سأنهار،
ولكم جزيل الشكر والاحترام وأعتذر على الإطالة في الحديث
28/2/2013
رد المستشار
مناقشة عامة General Discussion :
هذه الاستشارة تتطلب التحليل الدقيق لارتباطها بعدة أحداث:
٠ الحدث الأول هو فقدان صديقة مقربة وفي عمر مبكر.
٠ الحدث الثاني هو الأعراض النفسية في الحزن أو الحداد.
٠ الحدث الثالث ظهور أعراض نفسية انفصالية.
المدخل لتفسير الحالة أعلاه هو التفريق بين الحداد والاكتئاب فُجعت مستخدمة الموقع برحيل زميلتها وفي ظروف غير طبيعية بدأت تتذكرها وتفكر بتفاصيل مرضها هذه الأعراض طبيعية وتختفي خلال 6 -30 شهراً في معظم الناس الذي يحدث أحياناً بأن الإنسان يصاب بالاكتئاب من جراء هذا الحدث لا توجد في الرسالة إشارة واضحة وصريحة للاكتئاب ويمكن استبعاد هذا الاحتمال ولكن هناك إشارة إلى أعراض قلق تتمثل في :٠ تكرار الكوابيس
٠ الخوف من الإصابة بنفس المرض.
٠ العودة إلى تفاصيل مرض الزميلة الراحلة على شكل أفكار حصارية (وسواسية).المرحلة الثانية هي ظهور أعراض انفصالية في غاية الوضوح وهي:
٠ الانفصال عن الواقع وكأنها في حلم.
٠ فقدان الذاكرة النفسي.يلجأ الإنسان إلى ممارسة عملية الانفصال للتخلص من تهديد عاطفي Emotional أو تهديد واقعي Real كلاهما موجود في هذه الحالة. بعد فقدان أحد المقربات لها، تحول الخوف تدريجياً إلى الشعور بالتهديد من فقدان أحد المقربين جداً لها هذه الفكرة هي اقتناع حصاري (وسواسي) Obsessional Conviction لا يتقبله الوعي لفظاعته. لكي يتخلص الإنسان من هذا الاقتناع يلجأ إلى الانفصال هذا الاقتناع يتعلق بخوف مستخدمة الموقع من فقدان أمها وخوفها عليها الذي تم إرساله إلى منطقة اللا شعور بعملية انفصالية.
التوصيات Recommendations :
٠ شكراً على استعمالك الموقع.
٠ لا أنصح بعلاج نفسي أو عقاري.
٠ هذه الأعراض الانفصالية مصدرها القلق الذي تم وضعه في إطار فكرة اقتناع حصارية (وسواسية) ودفعه نحو اللاشعور.
٠ متى ما أدرك الإنسان مصدر هذه الأعراض استطاع التخلص منها بتوسيع شبكته الاجتماعية والانتباه إلى التحديات التي تقابله يوماً بعد يوم.
٠ أنت على مقدرة عالية من الموهبة الاجتماعية والفكرية وستتجاوزين هذه المرحلة قريباً.
٠ لا يوجد أي دليل على الاكتئاب والأعراض الانفصالية ستختفي مع الوقت.
وفقك الله.