السلام عليكم ورحمة الله؛
أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأرجو منكم أن لا تظهروا بياناتي الشخصية إن أمكن. اسمحوا لي أن أتحدث عن نفسي، وسامحوني إن أطلت ولكنني أريد أن أحاول ذكر جميع التفاصيل المهمة.. بداية أنا متزوجة منذ سنتين ونصف من شخص بعد قصة حب طويلة وما زلنا نعيش هذا الحب حتى الآن.
ولدي طفل رائع ملأ علي حياتي أحاول أن أكون حنونة جدا جدا عليه وأحتضنه كثيرا وألاعبه كثيرا، موظفة (للأسف) فأنا أكره الوظيفة وأتمنى أن أكون ست بيت وربما هذا الأمر يشكل ضغطا نفسيا علي لا سيما أن وظيفتي مملة وروتينية وراتبي قليل وليس فيها ما يحفز ولذلك أحاول أن أجد وظيفة أفضل ولكن الوضع صعب، أنا محبوبة جدا ممن حولي ودائما يقولون عني بأنني طيبة، حساسة جدا واجتماعية جدا ورومانسية إلى أبعد الحدود، أينما أذهب ألفت الأنظار بسبب جمالي الشديد وأناقتي (عفوا لا أقصد أن أتحدث بغرور).
مشكلتي هي أنني بعد أن تزوجت بدأت أحس بأنني تغيرت، هناك قلق رهيب في داخلي يظهر في تعاملي مع من حولي على شكل شخصية عصبية وانتقادية ودائما أجد العيوب في أي شخص ولا أتقبل الناس كما هم وأستغيب الناس كثيرا وكثيرة التذمر من أي نقص في شخصياتهم وكأنني أنا الكاملة المنزهة عن العيوب!
هذه العصبية لا تظهر في تعاملي دائما مع الناس لأن أسلوبي لطيف جدا أمامهم ولكن من خلفهم أستغيبهم وأتذكر عيوبهم، وأيضا في داخلي أحس بتعصيب رهيب وأيضا أصبحت أرد أحيانا بطريقة غير لطيفة قد أندم عليها لاحقا وأصبحت سهلة الاستفزاز ولكنني كما ذكرت محبوبة جدا من الناس وأحب المرح والضحك، السبب الذي جعلني أحس بالتغير (ربما) هو أنني تزوجت زوجي بعد علاقة حب طويلة كما ذكرت وقد استمر يطلبني من أهلي لسنوات وكانوا يرفضونه بشدة ويضغطون علي وأكثر من مرة حاولوا إجباري على الزواج من غيره، طبعا مع مشاكل وإهانات وصراخ الخ الخ.
هذه الأحداث تكررت على مدار سبع سنوات أحسست أنني أصبحت خلالها أغضب بسرعة وأفقد صبري لأتفه الأسباب، وبعدها يسر الله أمرنا ووافق أهلي على الزواج من حبيبي وعندها أحسست أنني أحب كل العالم وأحب كل الناس وأتسامح مع الجميع ولا أرى عيوب أحد، من شدة سعادتي لم أكن أغضب لأي سبب والدنيا في عيني جميلة، وتزوجنا، وكانت الصدمة: زوجي حبيبي تغيرت معاملته معي منذ يوم العرس، كأنه لا يريدني أن أجلس بجانبه ولا أن يتحدث معي كأي عروس وعريس في شهر العسل وإذا أبكاني فإنه يتركني أبكي لوحدي ويذهب ليجلس على اللابتوب ويعاملني بجفاء وينتقدني على أبسط شيء مع أنه كان حنونا جدا وكان قبل الزواج يعدني بأنه سيعوضني عن كل ما عانيته بسبب رفض أهلي له ومشاكلهم معي، واستمر هذا الجفاء 3 شهور وكنت دائما أسأله عن سبب تغيره وانشغاله بالموبايل وباللابتوب وفي داخلي أحسست أن هناك خيانة، إلى أن اكتشفت بعيني بعد 3 شهور أنه يخونني مع فتاة معه في العمل ويسهر بالليل معها على التشات ويتحدث معها 24 ساعة ولا أكذب عليكم إن قلت لكم أنه حتى أثناء لقائنا الخاص كان يتوقف ليرى ماذا أرسلت له على الموبايل ويرد عليها ثم يعود ليكمل معي..
صدمت صدمة لا توصف عندما قرأت محادثته معها وصرخت كثيرا وبكيت وأحسست أن كل تضحياتي ذهبت هباء وأحسست بطعنة في قلبي ألمها لا يوصف ولا يعرفها إلا من جرب الخيانة لأننا كنا نعشق بعضنا وقصة حبنا كانت من أجمل القصص، يومها بكى بشدة وقال لي أنه لا يعرف كيف خانني وأن هذه البنت لا تقارن في لا شكلا ولا أسلوبا ولا ذوقا ولكنه لا يعرف لماذا فعل هكذا، سامحته ولكنني كنت مطعونة لأنه أفسد أجمل أيام حياتي وذكرى شهر العسل من أسوأ الذكريات في مخيلتي.
واكتشفت خيانته مرة أخرى مع نفس البنت بعد شهر تقريبا، واعتذر كثيرا وسامحته ولكن نفس القلق داخلي، وخانني مرة أخرى ومرة أخرى (يعني 4 مرات)، آخر مرة اكتشفت خيانته كانت منذ حوالي 9 شهور، كانت محادثة تشات كلها كلام جنسي وغير محترم مع امرأة يقول لي أنها في ال 45 من عمرها! ويقول لي أنها قبيحة جدا جدا جدا ومقززة ولا يعرف لماذا تحدث معها في أمور جنسية وأنه يشعر بالخزي من نفسه، وقتها كان مقصرا معي من الناحية الجنسية جدا وكان يصدني كثيرا، وقتها صرخت أيضا كثيرا ولكنه هو أيضا صرخ علي وهددني إن رجعت بيت أهلي أنه سيؤذيني، طبعا هو في الواقع يستحيل أن يؤذيني ولكنه كان يهدد لأنه يخشى الفضيحة ولأنه لا يستطيع العيش بدوني.
المهم بعدها اعتذر كثيرا وأنا سكت عن الموضوع، سامحته، أقسم بالله أنني سامحته ولكن الطعنة والذكريات السيئة لا تريد أن تفارقني، أيضا لم أعد أثق فيه أبدا أبدا أبدا وحتى الآن أشك في كل نفس يتنفسه مع أنني كنت أثق فيه ثقة عمياء في السابق، هو يحبني ويعشقني وأنا كذلك لكن الله يسامحه، وبالرغم من هذا الحب فإنني سأطلب الطلاق إن تكررت خيانته وقد أخبرته بذلك وأنا جادة جدا.
للأمانة زوجي الآن تغير وعاد حنونا كما كان قبل الزواج ودائما يقول لي أنه لا توجد فتاة على وجه الأرض تعجبه مثلي، وهو دائما يتغزل في ويشتري لي الهدايا وأصبح ممتازا من الناحية الجنسية.
أمر آخر زاد الضغط علي هو أننا مررنا بظروف مادية صعبة جدا عندما ولدت ابني حتى أننا كنا لا نستطيع أن نشتري الطعام دائما وتكبلنا بالديون وأنا أعتبر الدين ضغط نفسي رهيب وفي تلك الفترة كانت دائما تظهر لي قرح في الفم بشكل متواصل من شدة الضغط الذي نعيش فيه وما زلنا حتى الآن علينا هذه الديون ولكن الحمد لله الوضع المادي تحسن كثيرا.
المهم الآن أنني أصبحت عصبية وأحس بهذا القلق في داخلي حتى لو لم أكن أتذكر موضوع الخيانة، وأيضا هناك أمر أعتقد أنه ساهم في ظهور هذه المشكلة وهو طفولتي، لأن أمي كانت عصبية جدا جدا جدا إلى حد لا يوصف وتضربنا وتهيننا وأنا حساسة جدا جدا ولكنها كانت لا تسمح لي بالبكاء ولا بالصراخ، تخيل أم تركل بنتها وتهينها وتضربها بطريقة مستفزة ثم تمنعها من أن تبكي أو أن تقول أي حرف اعتراض بل تصرخ علي وتأمرني بالعودة إلى اللعب وكأن شيئا لم يحصل!!
كل هذا كان يحصل أمام أبي السلبي الذي لا يهمه شيء في الدنيا ولم يكن يتدخل أو يمنعها من أن تفعل ذلك وإنما كان فقط يتفرج، لذلك أحس أن في داخلي بركان من القهر لأن تصرف أمي هذا كان يتكرر يوميا تقريبا سامحها الله فقد كانت تغضب لأتفه الأسباب.
أرجوكم أخبروني كيف أتخلص من هذا القهر وهذه الذكريات وهذا القلق؟؟ صرت أحس بأن ثقتي بنفسي تتناقص، في العمل مثلا هناك الكثير من المواقف التي تتطلب ثقة بالنفس والقدرة على إيقاف الآخرين عند حدهم ولكنني لا أقدر أبدا أبدا، هل هناك تمارين استرخاء مثلا أو تخيلات تساعدني على نسيان الذكريات القاسية؟ هل يجب علي تعاطي دواء معين؟
لأول مرة ف حياتي أحس بأنني أحتاج وبشدة إلى دعم نفسي، أرجوكم ساعدوني جزاكم الله عني كل خير.
وأعتذر مرة أخرى على الإطالة
10/04/2013
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك، وعلى العكس مما تتصورينه يا أختي الكريمة؛ فالإطالة المقبولة مهمة لفهم المشكلة أكثر وبالتالي تساعد في الحل بشكل أفضل، والحقيقة أنني طوال سطورك كنت أفكر فيك أنت!، وطبيعة شخصيتك أنت، وهل كنت مساهمة في حدوث تلك العثرات بينك وبين زوجك بقدر كبير أم لا؟!، ولا تتعجبي.... فالباحث عن الحقيقة ليصل لعلاج بصدق لا يقف كثيرًا في مربع "الدفاع" عن نفسه؛ لأن الفهم والعلاج أفضل من التيه!
ولا يعني كلامي أن زوجك هو هذا الشخص المسكين المعذور في خياناته المتكررة إطلاقًا ولكن.... هل كانت تصرفاته فعلا؟ أم رد فعل؟، هل كانت نزوة وكبوة لم يتمكن من القيام منها، أم أنه يعاني نفسيًا من أمر ما يجعله يتعدد في علاقاته العاطفية والجنسية الإلكترونية؟، ولأني لم أسمع إلا منك، ولأني وجدت من خلال سطورك بعض الأمور التي تحتاج لوقفات؛ فآثرتُ أن أريك إياها لتتمكني من "الاستبصار" أكثر والرد على تساؤلاتك أكثر وأكثر، فلاحظي معي "وصفك" للأمور.... فهي تحمل صيغة مبالغة لا تشعرين أنت بها؛ فأنت حساسة جدًا جدًا، جميلة جدًا جدًا، والدتك كانت عصبية جدًا جدًا جدًا، تتمني أن تكوني حنونة مع ولدك جدًا جدًا، واجتماعية جدًا، ورومانسية إلى أبعد الحدود، ولا تتمكنين من إيقاف أحد عند حده في عملك أبدًا أبدًا..... هل رأيت؟، هل تصدقين؟، وحتى خيانة زوجك التي بالطبع نرفضها وبالفعل تؤلم الزوجة كثيرًا، إلا أنك بالغت في وصف تأثيرها عليك مقابل تسامحك العجيب والزائد مع تكرارها!!،
وتؤكدين أنه صار حنونًا الآن ولكنك ستتركينه إن كرر ذلك وأنك بالطبع جادة جدًا، كذلك قصة زواجك كانت فيها صيغة درامية ومؤلمة من داخلك تسعدك وتشعرك بوجودك، وكنت تنتظرين أن يظل صباحًا ومساءًا يتحدث عن النعيم الذي صار فيه مثلك تمامًا!، وتتحدثين عن مدى تفاهة وملل عملك ودخله الضعيف ولا تتركينه، فأنت كما ذكرت أنيقة جدًا ألا يكون من الأفضل تركه على الأقل لتوفير "ثمن" تلك الأناقة خصوصًا وأنك ترغبين من أعماقك أنت تكوني ربة منزل؟......والآن لماذا قلت هذا الكلام؟، هل لأنني لم أشعر بمعاناتك، أم لأنني أرى أن خيانة زوجك لك أمر هين وبسيط؟، لا هذا ولا ذاك، فأنت تعانين بالفعل ولكن "طبيعة" شخصيتك تساعد كثيرًا في زيادة معاناتك وإحساسك المضاعف بالقهر والغضب والغدر وبالتالي العصبية، فأنت تميلين لأن تكوني في بؤرة الاهتمام لدى الناس، وتميلين لأن يمدحوا فيك معظم الوقت، وتضغطين على نفسك حتى تكسبي رضاء كل من حولك فلا ترفضين، ولا تنتقدين تصرفا، أو طلبا، وإرضاء وحب كل من حولك هدف لا منطقي ولن يتحقق لبشر، وكذلك في شخصيتك ميل للتعايش مع الألم والعذاب والجهد لبلوغ الهدف، ولكن قد تكون الحقيقة أنك لا تتمكنين من بناء علاقة حقيقية مع الآخر وهذه العلاقة حتى تكون علاقة صحية سيكون فيها خلافات، وفيها صعود وهبوط دون فقد للعلاقة؛ لأنها ستكون علاقة تكاملية تبادلية حركية، ليس فيها ذوبان ولا سيطرة ولا سكون؛ فيها بذل جهد "حقيقي" وليس مزعومًا، أو جهد تتمكنين من بذله بسهولة،فأنت تحتاجين لأن توطدي علاقتك بزوجك من خلال الدوائر الثلاث التي تكوِن "الميثاق الغليظ" بين الزوجين وهم: أنكما قبل أن تكونا زوجين فأنتما إنسان..فلتخدمي تلك الدائرة كما تخدمينها مع إي إنسان فيكون بينكما الذوق، والاحترام، والرغبة في الخير له، والشكر، والدعم، والصدق، والأدب..الخ، وكذلك دائرة "المحبين".... فأنتما اثنان تنتميان لعالم المحبين.. فلتخدمي تلك الدائرة بأن تشعري به وتقدري مشاعره المختلفة، وتعبري عن مشاعرك وتدريبه على التعبير عن مشاعره، وتوطدي علاقتك العاطفية معه بالدفء والود، والمشاركة الوجدانية والتعاطف... إلخ، أما الدائرة الثالثة دائرة الحقوق والواجبات بينكما كزوجين؛ فلقاء الفراش ليس لقاءًا منفصلًا عن طبيعة وعمق العلاقة العامة بينكما، ولكنها نتيجة لها تعكس مدى الحب والتفاهم والترابط بينكما، والتحديات التي تواجهكما تتحدثان فيها في مساحة كيف سيساهم كلًا منكما في اجتيازها حتى وإن لم تعملي في وظيفة؛ كأن تحولي هواية لك لمدخل رزق، أو توفري بعض البنود، أو تستخدمي استراتيجية المقايضة كأن مثلًا تقومي بتدريس مادة لأبناء صاحب السكن مقابل تخفيض، أو خصم من الإيجار المستحق مثلًا مثلًا... إلخ،....وأعلم أن ما قلته قد تقابلينه بالمقاومة، أو الرفض ولكن كل ما أطلبه منك هو أن تتحسسي حقيقة ما تقومين به مع نفسك تجاه نفسك وتجاه الآخرين وأولهم زوجك لتتمكني من الرد على سؤال مهم "ماذا فعلت أنت في حدوث تلك المشكلات رغم أنه هو كذلك سببًا في حدوثها وقد يكون هو بالنسبة الأكبر؟"، وأن تبذلي جهد على نفسك بأن تناقشي بهدوء ودون مبالغة في كيف تفكرين؟، وما هي الأفكار السلبية التي تعشش في رأسك؟، وهل ما قمت به كما تتصورين من ردود أفعال ساعدك أم أنك بالفعل تحتاجين لتغيير طريقة تفكيرك وتحليلك للأمور وبالتالي حلها؟....
بارك الله فيك، وأعانك وأراح قلبك... أما تمارين الاسترخاء وغيره فهي منتشرة على شبكة الإنترنت فيمكنك الوصول إليها بسهولة ولكنها ستظل أداة مساعدة وليست الحل الناجح، فوراء عصبيتك "أفكار" ابحثي عن مدى صحتها وتصحيح الخطأ فيها وسيكون ذلك هو "مفتاح" الحل بإذنه تعالى.
التعليق: ما أجمل كلامك أ. أميرة وكم هو مريح
بارك الله لك في علمك وصحتك ورزقك وعائلتك