شخّصني شكرا
حالتي بها عدد من الأمور المتداخلة، وأحتاج إلى تشخيص لها.
عقلي يصيبني بالشلل! دائما يريد كل شيء بنظام محدّد، دائما ما يريد أن يحوّل كل عمل إلى نمط محدّد ثابت مستمر دائما ما يغرق في التنظيرات المثاليّة perfectionism ، دائما ما يفكّر فيما ينبغي أن يكون، دائما ما يفكّر بشكل كوني فلسفي، أفكار من نوعيّة: كيف أنقذ العالم؟ أنا المهدي المنتظر! كيف ننقذ الأمّة الاسلاميّة؟! لا أعرف إن كان هذا نوع من الـ Schizophrenia أم ماذا.
عقلي غريب هو لا يحب العشوائيّة في أي شيء، ويحب رؤية الأمور بشكل كلّي فوقي كأنّه آلة يتحكّم في الكون أشعر بمشاعر سلبيّة وأشعر بتوتّر في عضلاتي لأتفه الأسباب أسباب غامضة، سأطلعكم على مسار تفكيري وأريكم، مثلا، أقول لنفسي: ما هو عدد البوستات المناسبة التي ينبغي أن أضعها على صفحة الفيس بوك؟ من الممكن أن أظل أفكّر في أمر كهذا لمدّة نصف ساعة متواصلة، وأفكّر كيف أن هذا الأمر سيؤثّر على مسار حياتي كلّها! من يعلم، قد أؤثّر على شخص ما في قارة أخرى وأنقذ حياته بسبب بوست على الفيس بوك! واخدين بالكم من التجريد والشطحان؟!
وهكذا يموج ذهني ليل نهار بدوّامات فكريّة مثاليّة خياليّة ملحميّة فلسفيّة كونيّة حول الإله والكون والمشكلة والحل ولماذا أنا هنا وما دوري في الحياة أفكاري لا تتجسّد على هيئة كلمات وإنّما أنا شخصيّة حسيّة، أشعر بمشاعر مختلفة غامضة ليست سعادة ولا حزن، هي مجرّد مشاعر غامضة غير واضحة.
لا يوجد شيء واحد واضح في حياتي، كل شيء أفكّر به بتجريد، أقول لنفسي: هل أنا أحب أمّي؟ ربّما نعم، وربّما لا! لست أدري حقّا! لا أذكر أنّي شعرت مرّة بسعادة صافية أو حزن صرف، مشاعري كلّها بين بين، أشعر بالفراغ والحياديّة، أشعر أنّي فارغ من الداخل ولا معنى ولا جوهر لحياتي عندما أضحك أضحك من باب آداء الواجب، ولكن لا أشعر بأي سعادة.
منذ أن دخلت في سن المراهقة وبدأت التغيرات في الهرمونات بدأت على التوازي أصاب بالاكتئاب بالتدريج، وبدأ مستواي الدراسي يهبط كنت في طفولتي قد تربيت على تربية إسلاميّة محافظة في مدارس إسلاميّة تابعة للإخوان المسلمين وكنت أشعر بالخجل الشديد من الجنس الآخر، وكنت عندما أرى راقصة في التلفزيون أشيح بوجهي، ولكن بمجرد أن دخلت المراهقة بدأت في مشاهدة الصور العارية وممارسة العادة السريّة بشكل مستمر، وكنت أشعر بمهانة وعار شديد، وأشعر أن كل الناس يعلمون، وكم من مرّة تخيّلت فيها أمّي وخالتي وجدّتي واستمنيت عليهم!
أحب أمّي بشدّة وناقم على أبي، لأنّه كان يعاملها بقسوة وببرود ولا يمارس معها الجنس أبدا أمّي عندها تاريخ من المرض العقلي فهي مصابة باكتئاب وأغمي عليها عدّة مرّات لأسباب لا أعرفها ونحن لا نتكلّم عن هذا الأمر أبدا خالتي أيضا مصابة بالاكتئاب.
أبي رجل عبقري في مجاله، الـ Robotics ولكن على المستوى الاجتماعي والنفسي هو رجل معقّد من عائلة معقّدة ومحافظة جدّا تحكي لي أمّي أنّه كان يخجل من ممارسة الجنس وكذلك أخواته كلّهن أمّا أنا فكنت شديد الخجل ومصاب برهاب اجتماعي Social Phobia ومصاب بوساوس تأتي إلّي فتخبرني بأن الجميع يراقبني وينظر إلّي أو أن الجميع يشاهدني من خلف شاشات التلفاز وأني جزء من برنامج مثل الكاميرا الخفية، أو أحيانا ما كنت أظن في طفولتي أنّي جزء من عمليّة استخباراتيّة وأن رئيسي سوف يأتي إلّي يوما ما ليخبرني أنّي قد أتممت مهمّتي بنجاح! كبرت وتخلّصت من بعض هذه الأفكار ولكنّي لازلت لا أستطيع الكلام بصوت عالي في مطعم أو كافيه لظنّي أن الجميع يسمعونني ويحكمون علّي أنا حسّاس جدّا وأتألّم من هذه المشاعر، وهذه المشاعر تشل عقلي، أشعر دائما بالخوف من عمل أي شيء علّني أخطأت أو كنت فاشلا.
أخاف من الكلام مع الناس، وفاشل تماما في التفاعل الاجتماعي كأن الموصّلات العصبيّة التي تدفع الإنسان إلى التفاعل الاجتماعي متوقفة عن العمل عندي فأنا دائما بارد ولا مبالي، ومعالم وجهي لا تتغير حتّى أنّي دائما ما أُسأل: أنت تنح ليه؟ أو أنت مبلم ليه؟ أو أنت مزبهل ليه؟ أو أنت بارد ليه؟ ولكن في حقيقة الأمر أنا لست باردا، أنا حسّاس ولكن بشكل مختلف عن الآخرين.
لا أعرف إن كان ما عندي اكتئاب أم OCD أم ماذا أنا منظّم جدّا في كل شيء ومنظر العشوائيّة يقتلني عندي نوعين من العمل: إمّا أن أصنع الشيء بدقّة تامّة أو لا أفعله على الإطلاق هذا هو سبب أنّي كلما بدأت في شيء لم أكمله، لأن عقلي الـ perfectionist يقيّم كل أفعالي على أنّها فاشلة ولا ترقى للمستوى لا أدري إن كان السبب في هذا هو إحساس والدتي الدائم بأنّها لا ترقى إلى تقييم أبي.
أحيانا أغضب بشدّة فأسب الذات الإلهية رغم أنّي محب للخير ودائما ما كنت صادقا ومحافظا على الأخلاقيّات العامة مع من حولي من ناس إلا أنّي لا أصلّي لا أعرف إن كان ما عندي Bipolar Disorder أو نوع من الوسواس أهوائي بشكل مرعب! لا ألتزم بشيء أبدا.
لا يمكنني إجبار نفسي على عمل شيء، أسير دائما طبقا للهوى وللإحساس وللنفس فشلت في دراستي الجامعيّة فشلا ذريعا بعد طلاق والديّ، وأصبت بحالة اكتئاب شديدة ووصف لي الطبيب دوائين: Efexor وAripiprix والدوائين يساعدانني على الحياة بشكل أفضل واكتئاب أقل. ولكن الـ perfectionism والوساوس المستمرة والتفكير الخيالي متسمرين. أحيانا وأنا بين النوم والاستيقاظ أحلم بأشياء غريبة تبدو حقيقيّة.
أنا صفر على الشمال ليست عندي ثقة بنفسي، وانطوائي، ومصاب برهاب اجتماعي، ووساوس، وأفكار مثاليّة خيالية تلتهمني، عقلي دائما يحلّق بعيدا عن الواقع، فاشل في الدراسة، أخاف من كل شيء، والقلق شيء دائم معي أفكّر دائما في المستقبل البعيد وغير قادر على أن أستمتع باللحظة.
أشعر بعدم الرغبة في فعل أي شيء، ولا أستمتع بأي شيء، ودائما ما أشعر بالإرهاق والتعب وليست عندي أي دافعية للحياة، وأحيانا أفكر بالانتحار.
أرجو أن تساعدوني في تشخيص نفسي واقتراح أدوية أو مواد كيميائية تساعد على عودتي إلى حالة طبيعيّة وممارسة حياتي.
06/05/2013
رد المستشار
صياغة تاريخ طبنفسي معقد Formulating a Complex Psychiatric history
هذه الاستشارة تحتوي على العديد من الاضطرابات العقلية، وهذا الأمر ليس بغير المعروف في الممارسة المهنية. من جراء ذلك ترى المراجع للمراكز الطبية النفسية ينتهي أحياناً بالحصول على عدة رقعات لاصقة من التشخيصات الطبية كما هو الحال مع مستخدم الموقع. ليس من الصعوبة العثور على هذه التشخيصات الطبنفسية في الرسالة وهي:
٠ اضطراب ذهاني
٠ اضطراب وجداني
٠ الحصار المعرفي (الوسواس القهري)
٠ القلق والرهاب
٠ اضطرابات الشخصية بأنواعها
من جراء ذلك يستحسن صياغة الحالة استناداً على النماذج النفسية المتعددة من أجل توفير العلاج وإرشاد مستخدم الخدمات.
في بداية الأمر ما يثير الاستغراب في الرسالة هو إشارة الأخ الكريم لدراسته الهندسة لمدة خمسة سنوات وفشله الذريع فيها رغم أن عمره 21 عاماً فقط؟
من الناحية الاجتماعية تتوفر فيه جميع العوامل السلبية التي لا تساعد الإنسان على تجاوز التحديات فهو عاطلٌ عن العمل، ولا أثر لعلاقات اجتماعية حميمة. أما من الناحية النفسية فتعلقه بالوالدين غير آمن وعانى منه في طفولته وحتى كتابة سطوره. والدته مصابة باضطراب وجداني ومن المحتمل أن هذا كان له أثره في تعلقه بالوالدين ويضاف إلى ذلك غياب الحدود الطبيعية في العلاقة بين الابن والأم في الحديث عن العلاقة الجنسية بين الوالدين.
من جراء هذه العقد النفسية بدأ الطفل يستعمل آليات دفاعية نفسية لعزل العواطف من السلوك ومن جراء ذلك ظهرت أعراض الحصار المعرفي (الوسواس القهري) الذي يشير إليه مستخدم الموقع بوضوح في عدة فقرات وخاصه في بحثه المستميت عن الكمال في محيطه والذي لم يعثر عليه. الحصار المعرفي يمثل دخول مستخدم الموقع بمرحلة تغير Change في شخصيته والتي أثرت عليه تأثيراً سلبياً للغاية.
لم تسنح له الفرص لعكس هذا التدهور الاجتماعي ثم النفسي ثم السلوكي وبدأت معالم التفسخ الصحي ودخل أكثر من مرة في مراحل ذهانية ومن جراء ذلك له الحق في السؤال عن احتمال إصابته بالفصام.
يمكن النظر إلى الحالة أيضاً من زاوية أخرى يكثر الطب النفسي من استعمالها هذه الأيام. يمكن القول بأن مستخدم الموقع مصاب باضطراب عصبي تطوري يفسر أعراض الحصار المعرفي التي يشير إليها في بحثه عن الكمال. صاحب الحصار المعرفي أعراض توحدية تفسر علاقاته الاجتماعية المتدهورة ونقص الانتباه (Attention Deficit Disorder (ADDD. هذا النموذج يفسر كذلك هبوط عتبة الإصابة باضطرابات ذهانية ووجدانية.
أميل إلى استعمال الصياغة الأولى في هذه الحالة لعدم وجود إشارة واضحة للاضطراب العصبي التطوري.
التوصيات Recommendations
٠ شكراً على استعمالك الموقع.
٠ سردت أعلاه صياغة لحالتك. شعرت بالتحسن من جراء تناول عقاقير لتنظيم الحالة الوجدانية، ولكن الأهم من ذلك هو مراجعة مستمرة لمركز طب نفسي للعلاج النفسي والاجتماعي.
٠ البحث عن العمل سيساعدك في الخروج من زنزانة الاضطرابات النفسية والمضي قدماً في تنظيم تواصلك الاجتماعي.
٠ لابد من مراجعة طبية نفسية منتظمة المصاحبة لعلاج كلامي.