حالة توهان مستمرة م
حيرة اختيار شريك مناسب
أنا شاب على قدر من الالتزام الديني أعجبت بي فتاة تعمل بعمل جامعي (معيدة) وأعتقد لي شكلي الملتزم وأنا أيضا معجب بأخلاقها وأنا متأكد من إعجابها مازلت أدرس لظروف عائلية أخرت إكمال دراستي استغربت من إعجابها لأن غالبا أي شخص ينوي على الارتباط خصوصا الفتاة تبحث عن من يناسبها اجتماعيا علميا دينيا ثقافيا ماديا.
ثانيا، في وطنا العربي غالبا يتطبع الفرد بسلوكيات مورثة اجتماعيا فالضابط لابد يرسم نفسه كما أن عديد من محاضرين جامعيين يرون أنهم أعلى شأنا ومكانا وتميزا من باقي أفراد المجتمع كذلك الطفلة الجميلة يتم برمجتها أنها أفضل من حولها وبالطبع شخصية الإنسان مهيأة لذلك وبالطبع يوجد الجيد والسيء في أي مهنة ولكن أنا أنتقد المجتمع.
كما أرى أنا ممن لا يبحثون على جمال أخاذ أو حتى جمال عادي في الفتاة وقد أتغاضى عنه تماما وهي فطرة الرجل بطبيعته لكن أهتم بالجانب الروحي والتقارب في الزواج فهل من الأفضل أن أتقدم لها وأحارب بعض الظروف فأنا لا أضمن أن أجد من يفهمني أم أبتعد كي لا أعلق قلبها وأسبب لها الآلام فلا أرضى بذلك.
جزاكم الله على جهودكم وأتمنى أن يقرأها الشباب كما استفدت شخصيا
وأتمنى أن يرد علي دكتور محمد المهدي وآسف على الإطالة.
09/05/2013
رد المستشار
الأخ العزيز، بعد التحية؛
ماحدث بينكما مجرد إعجاب, وحتى لو كنت -كما ذكرت- متأكدا من إعجابها بك فالأمر مازال في مرحلة مبكرة, ولكي يتحول إلى تفكير جاد في زواج فهناك أمور أخرى تحتاج أن تعرفها عنها وتحتاج هي أن تعرفها عنك, فالزواج مؤسسة هامة والمشاعر جزء من مكوناتها وواضح أنك متردد في الاقتراب منها أو مصارحتها نظرا للفروق في التعليم وربما فروق اجتماعية أو مادية أخرى, وعندك حق في ذلك فهي أمور توضع في الاعتبار لأن الكفاءة عنصر مهم في نجاح الزواج فمثلا هي معيدة في الجامعة وأنت لم تكمل دراستك بعد, وهذا قد يخل بمبدأ الكفاءة في أحد جوانبه, ولكن قد تكون هناك عناصر قوة أو تميز في صالحك, لذلك فأنت تنظر إلى مسألة الكفاءة بينكما من كل الجوانب, وإذا وجدت أنك كفئ لها فيمكنك الاقتراب بلطف وبتدرج من الموضوع, ومن الممكن الاستعانة بوسيط بينكما يمهد للأمر ويستطلع الأحوال خاصة إذا كانت هناك صعوبة في التواصل المباشر بينكما.
وهناك قاعدة هامة في الزواج وهي أن كل طرف لديه فائض يحتاجه الطرف الآخر, وهذا يجعل العلاقة الزوجية علاقة تكاملية بمعنى أن كل طرف يكتمل بالآخر لكي تسير الحياة, وهذا يستلزم منك عمل مراجعة لمميزاتك ومميزاتها وعيوبك وعيوبها ثم تنظر إليكما معا من حيث إمكانية التكامل وإمكانية التعايش الواقعي بينكما.
وربما يكون من الأجدى لك أن تنتظر حتى تنتهي من دراستك بحيث تكون في موقف أفضل خاصة أمام أهلها الذين يمكن أن يزعجهم كون المتقدم لخطبة ابنتهم المعيدة في الجامعة لم يكمل دراسته بعد, أما إذا كنت تخشى أن يسبقك إليها أحد في تلك الفترة فيمكن أخذ وعد منها بالانتظار حتى تفرغ من دراستك إذا كانت هي معجبة بك ومستعدة لذلك, وهذا سيكون دافعا قويا لك لإنهاء دراستك في وقت قريب.
وفقك الله لما فيه الخير