كيف أسيطر على دموعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أكتب إليكم وأنا في قمة الألم وأرجو الله تعالى أن تفيدوني في مشكلتي أنا الحمد لله بصحة جيدة وعلاقتي بالناس أيضا جيدة وراضية جدا عن عملي وأصدقائي ولكن مشكلتي هي أني لا أستطيع أن أدافع عن نفسي أتكلم ودموعي تنهمر حتى أني أصبحت معروفة بذلك
والغريب أنني حينما أواجه موقفا ما في عملي أظلم فيه أبكي ليس وقتها فقط ولكني أظل لذلك أيام عدة وقد أمتنع أيام عن الذهاب للعمل خشية أن يسألني أحد عن هذا الموقف كيف انتهى (من باب الاطمئنان علي) فتسيل دموعي ويصاحب هذا انتفاخ العينين وتورم الجفون مما يضعني في موقف محرج وأشعر بالضعف
وأنا لم أكن كذلك من قبل فهي حالة انتابتني مؤخرا يمكن عقب تخرجي ولكن لا أدري ما السبب أنا الآن لم يعد يهمني أن يأتيني حقي ولكن أتمنى أن أستطيع أن أتمكن من الدفاع عن نفسي أمام الناس حتى لا أخسر ما تبقى لي من ثقة بنفسي
شكرا لكم
ووفقكم الله.
16/05/2013
رد المستشار
عزيزتي "شيماء"، أهلاً وسهلاً بكِ على موقعنا وأتمنى أن تجدي لدينا كل الاستفادة.
سرعة التأثر والبكاء هي نوع من أنواع المشاعر الإنسانية التي يشعر بها الفرد وهناك سوء فهم شائع عن البكاء أنه دليل على الضعف مع أنه عملية طبيعية تنفيسية نتيجة استجابتنا لانفعالاتنا الداخلية.
إن الحياة مليئة بالضغوط والأزمات التي نتعرض لها يوميًا ولكن نظرتنا ومعالجتنا للضغوط التي تقع على عاتقنا هي التي تجعلنا نساير الحياة ونتوافق ونتكيف معها، وأنت إنسانة حساسة ومرهفة المشاعر بدرجة كبيرة تسبب لك الحرج في كثير من الأحيان وهروبك من مواجهة المواقف، وهذا يعوق نموك الاجتماعي وتواصلك مع الآخرين بشكل جيد لذا يجب أن تقفي بحزم أمام نفسك، وأن يكون هناك نوع من الكوابح النفسية القوية التي تجعلك تتحكمين في مشاعرك بصورة أفضل.
وأيضاً عليكِ بالتعبير عن ذاتك بشكل جيد جدا ويجب أن لا تكتمي مشاعرك، ولدي بعض الإرشادات كي تساعدك على التدريب على التواصل بشكل جيد وهي:
1- ارصدي الحديث الداخلي الذي يدور بداخلك عندما تتعرضين لموقف يسبب لك البكاء... واكتبي ما تحدثين به نفسك أثناء الموقف، وتأملي العبارات التي تصدِّرينها لنفسك فالحديث الداخلي إذا احتوى على عبارات سلبية وتشاؤمية فهذا هو الذي يؤدي بك إلى الانسحاب الاجتماعي والبكاء، غيري من بنية حديثك الداخلي وخاطبي نفسك بعبارات إيجابية بها قوة وثبات وإيجابية ثم كرري المحاولة، مع تسجيل ملاحظاتك في ورق خاص بك حتى تتمكني من تكوين عبارات داخلية إيجابية تحدثين بها نفسك.
2- دربي نفسك في غرفتك من خلال تخيل المواقف التي تسبب لك البكاء وتخيلي الموقف بالأحداث والمشاعر بالتفصيل ودرَّبي نفسك على ضبط ذاتك وتعاملك مع الموقف دون بكاء وكرري المحاولة أكثر من مرة على مدار فترة من الزمن ثم كرري المحاولة مع الأهل أو الأصدقاء المقربين حتى تتمكني من السلوك الجديد وتتقنيه.
تعلَّمي أن تعبِّري عن مشاعرك أولا بأول في المواقف الاجتماعية وذلك بالتعبير عن رفضك للطلبات غير المعقولة أو المقبولة بالنسبة لك بقول كلمة "لا" تعلمي أن تقولي لا للأشياء التي لا ترضين عنها، وعبري عن مشاعرك السلبية بأسلوب لائق اجتماعيا أو دبلوماسيا بحيث لا تجرحي مشاعر المحيطين بك، وأيضا عبري عن مشاعرك الإيجابية لمن حولك لأن التخلص من المشاعر والتعبير عنها أولا بأول يسبب راحة نفسية كبيرة.
واقرئي على مجانين:
كيف تؤكد ذاتك؟
مقارنة بين السلوك التوكيدي والسلبي والعدواني
الطريق نحو الإيجابية بالتأكيد هو السلوك التوكيدي
قاوم الاستغلال
"لا" لمن يطلب المساعدة باستمرار
في النهاية نتمنى لك الصحة والسعادة، وفي انتظار تواصلك المستمر معنا.
التعليق: أقرأ استشارتك وأنا مجهدة في آخر اليوم لذلك سأعلق بخبرتي لأنني لم أقرأ الرد، فقد كنت مثلك في هذه الحساسية المفرطة منذ كنت طفلة صغيرة، وكنت أسير على قضبان البر بوالدي فلم أغضبهم مني أبدا، وكانا يعاملاني بالمثل، إلى أن واجهت واقع الحياة بعد التخرج بشهر واكتشفت أن الواقع مختلفا عن طبطبة الأهل،
وعندما دخلت مجال العمل علمت أنهم يقولون أنني حساسة لأن دموعي كانت تسبقني في أبسط الأمور، نت أتنازل مثلك عن حقوقي حتى لا أصطدم بأحد وحتى تسير الأمور كما تربيت،
كنت أحصل على تقييم منخفض في العمل بسبب دموعي.. الآن لا أسمح لأحد أن يحملني أخطاءه، الآن أعترض على ما لا يناسبني، الآن أطالب بحقوقي، الآن إن تغاضيت عن أمر أعلمهم أنني سأمرر الموقف بمزاجي مرة وليس كل مرة، الآن لا أحمل نفسي فوق طاقتها، بالرغم من أنني أضطر أحيانا لفعل أشياء معينة و لكن لا أجبر نفسي على ذلك وإن حدث مرة فلن يحدث كل مرة.
لم أعد أبكي كما كنت لأنني لم أعد أحمل نفسي فوق طاقتها
فالأمر يتعلق بك أنت ورؤيتك لنفسك، فأحبيها وقدريها وستختلف رؤية الناس لك.
تعلمي قول "لا" ولا تخشي عدم تقبل الناس، فأنت ناجحة قوية ولست قطعة بسكويت سهلة الكسر.