السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
R03;
لا أدري من أين أبدأ أشعر بأن نفسيتي مدمرة أصبحت أتحسس من أي شيء وأبكي على أتفه الأسباب ويداي فيهما رعشة من أنا صغيرة وتزداد عند التوتر والناس الغرب وثقتي بنفسي ليست جيدة لكنني أحاول أن أقوي نفسي وأضغط عليها.
قصتي في طفولتي وباختصار أبي رجل سوي لكن لديه بعض الأخطاء وأمي كانت زوجة أبي الثانية وأمي من النوع الذي يتحدث كثيرا لا تصمت وأبي يتعصب منها رغم أن أمي على حق لكن ليس لديها أسلوب جيد فيتعصب ويعنفها ويضربها أمامنا وكان كل يوم عراك لدرجة أنها تجمع أغراضها لكي تذهب لأهلها وجدي الله يرحمه لا يأخذ موقف حتى تحصل امي على حقوقها عندما تأتي أمي له لا يحل المشكله بل يطردها ويرجعها إلى بيت أبي وكنت كل يوم أبكي، وأنا لون بشرتي قمحي ليست سمراء لكن إخواني أفتح مني وكانوا يستهزؤون بي ويقولون لي يا حاجة حواء نبذت في البيت إخواني أكبر مني ب8 سنوات ويستمرون بالاستهزاء بي وأصبح لون بشرتي يمثل عقده نفسية لي.
وعندما دخلت المرحلة المتوسطة ابن عمي قال لأخواته أنه يريد الارتباط بي ومن هذا الكلام وكان أكبر مني بأربع سنوات وكلما زرتهم يظهر لي أنه مغرم بي مع العلم أننا عائلة ملتزمة لا ننكشف على أبناء أعمامنا ولا نكلمهم لكنه يظهر لي ذلك عن طريق أخواته ويرسل مراسيل وهكذا المهم كان في ذلك الوقت ولد سيء لا أخلاق ولا دين ويضرب أمه ولا يحترم أحد وكنت لا أريده لكنني لا أستطيع إظهر ذلك لأني خفت علاقة أبي وعمي تتأثر وحاولت أتقبل جميع عيوبه وأتأقلم معاها ولا أكذب عليك حبيته وبعد تخرجه سبحان الله تغير إلتزم وصار يخاف الله لكن أخلاقه لم تتحسن بعد جاف وعصبي.
المهم وعندما دخلت الجامعة وفي سنة ثانية جاءني خبر منه أنه لم يعد يريد الارتباط بي ونشر خبر بين الناس أن والدي رفضه فذهبت أختي تستفسر قال أنا لا أفكر في الزواج الآن رغم أن جمع المهر وكل شيء في ذلك الوقت وبعد فترة أصبح يسير بين الناس ويخطب هذه وهذه فأنا سحبت نفسي من الموضوع ولا أستفسر ولا شيء لأني أعلم تماما أنه هو الخسران ليس مدحا في نفسي والله العظيم لكن لأنه لن يجد من هي في جمالي وأخلاقي في عائلتنا والكل يشهد على ذلك والله يوفقه لكن أنا مقهورة أنه حطمني ورفضني بهذه الطريقة وهز ثقتي في نفسي.
أنا خلاص أصبحت مضغوطة ونفسيتي سيئة للغاية
30/01/2014
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أرحب بك "أسماء" على موقعنا وثقتك في القائمين عليه من خلال مشاركتنا لك لمشكلتك، استشعرت من طرحك لمشكلتك أن لها شقين أتمنى أن يوفقني الله في مساعدتك فيهما، ألا وهما الشق الأول يتعلق بثقتك بنفسك وكيفية تنميتها لأنها ستنعكس إيجابيا عليك بإذن الله في حياتك المستقبلية وهذا الشق استنتجته من كلامك (وثقتي بنفسي ليست جيدة بس أحاول أني أقوي نفسي وأضغط عليها)، (وبس يتريقوا علي وصار لوني عقدة نفسية لي)، (إنه حطمني ورفضني بهذه الطريقة وهز ثقتي في نفسي)
الشق الثاني وهو كيفية اختيار شريك الحياة، أو المحكات التي تساعدك على اختيار شريك الحياة بكفاءة لأن واضح من عرضك لمشكلتك أنه بالرغم من معرفتك بعيوب ابن عمك إلا أنك أحببتيه، فأين محكاتك ومعاييرك لاختيار شريك حياتك بكفاءة تؤمن لكي عدم الفشل في زواجك، وهذا الشق استنتجته من كلامك (كان في ذلك الوقت ولد جدا سيء لا أخلاااق ولا دين ويضرب أمه ولا يحترم أحد.... وحاولت أبلع جميع عيوبه وأتأقلم معاها ولا أكذب عليك حبيته).
بادئ ذي بدء سأتناول معك الشق الأول من مشكلتك وهو ثقتك بنفسك وكيفية تنميتها، فتذكري قول الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (سورة الرعد:11).
وتعالي نتفق سويا أننا لسنا موجودين في فراغ بل موجودين مع آخرين محيطين بنا نؤثر فيهم ونتأثر بهم ونراعي مشاعرهم ونلتزم بالقوانين الاجتماعية والأصول الاجتماعية والشرائع الدينية التي تحكم سلوكنا، فلا ينبغي أن نهتم بأنفسنا فقط ونغير أنفسنا بعيدا عن الآخرين خلاصة القول أننا لابد أن نبدأ بتغيير أنفسنا في ظل مراعاة المحيطين بنا، لاحظت في كلامك أن لديك نظرة متدنية لذاتك ومفهومك لذاتك أيضا متدنٍ حيث تعبيرك (وثقتي بنفسي مش ولابد).
فمن خلال طرحك لمشكلتك يتضح أن صورتك الذهنية عن ذاتك ونفسك سلبية أو تم برمجتها سلبيا الأمر الذي ترتب عليه وفق تعبيرك (حاسة نفسيتي مرة متدمرة أصبحت أتحسس من أي شيء وأبكي على أتفه الأسباب ويدي فيه رعشة من أنا صغيرة وتزداد عند التوتر والناس الغرب)، ولكن الخبر الإيجابي الذي يمكنني أن أخبرك به وهو أنه يمكنك تغيير هذه الصورة السلبية الضعيفة إلى صورة إيجابية وقوية، وهذا لن تحصلي عليه بين يوم وليلة ولكن عليك أن تتبعي العديد من التدريبات التوكيدية التي تزيد من ثقتك بنفسك وتزيد من تقديرك لذاتك مما ينعكس إيجابيا على المحيطين بكي، فعليكي أن تبحثي داخل نفسك على نقاط القوة في شخصيتك وتنميها، فأنت وصلتي إلى مرحلة التعليم الجامعي فلست فاشلة دراسيا، فأنت لديك القدرة على الإنجاز.
وليس هناك إنسان عنده ثقته كاملة بنفسه، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر.
الشخص العادي والذي ثقته بنفسه لا بأس بها قد يشعر بالتردد، وضعف الثقة بالنفس نوعاً ما، عندما يكون أمام تحدّ جديد، كلقاء الناس الجدد عليه.
هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني ثقة الشخص في نفسه، ومنها ما يلي:
حاولي أن تتعرفي إن استطعت على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك، هل هي طبيعة التربية أو بوجود من يكثر انتقادك، لأن هذا مما يضعف الثقة بالنفس، وأحياناً مجرد انتباهك لهذا يمكن أن يحميك من المزيد من الضعف.
تذكري بأنه لا يوجد إنسان "كامل" فكل واحد يمكن أن يرتكب أخطاء، فحاولي أن تتعلمي بعض الدروس من أخطائك، وتجنبي الميل للكمال، وأن أمورك يجب أن تكون كلها أفضل ما يمكن، فأحياناً لابد أن نقبل بأقل مما هو الأفضل.
مما يعزز الثقة بالنفس كثيراً موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها، وهل أنت تتقنين بعض الأعمال، أو هل تتحلين بالروح المرحة، أو تتقنين هواية من الهوايات؟
اشكري الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم تزيد ثقتك بنفسك، كما قال تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم" (سورة إبراهيم : 7)، فحاولي أن تكوني إيجابية مع نفسك، ومع الآخرين، وانظري لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، وأن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك.
ساعدي الآخرين فيما يحتاجون، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، فاقبلي هذا المدح، واشكري الله عليه، وانظري في المرآة، وابتسمي لنفسك، وقولي الحمد لله على ما وهب!
حاولي أن تعبّري عن رأيك في الأمور، وإذا رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس، في بعض لحظات الضعف، لا بأس أن تتصنعي أو تتظاهري بالثقة في النفس، فهذا لن يضرك، وإنما يعطيك الشجاعة والثقة، تصرفي وكأنك أكثر فتاة لديها ثقة بنفسها، ولماذا لا؟!
تذكري بأن النجاح يؤدي لنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا، ولاشك أن الاكتئاب الذي تعانين منه يمكن أن يفسّر الكثير من ضعف الثقة بالنفس.
أما بالنسبة للشق الثاني المتعلق باختيار شريك العمر؛ إذ إن اختيار الزوج المناسب هو أول خطوة من الخطوات الصحيحة لحياة زوجية سعيدة، فعادة ما يتقدم للفتاة عدد من الشباب الخاطبين، تختار من بينهم مَن تعتقد بأنه الأنسب لها طالما أمكنها ذلك، وخير ما تختار هنا، هو ما أشار إليه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حين قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، والحياة بتجاربها الواسعة التي نراها أمام أعيننا يومياً، أثبتت أهمية عامل الدين في اختيار الزوجة للزوج، والزوج للزوجة؛ إذ أن صاحب الدين والخلق يحافظ على زوجته ويحسن معاملتها ولا يظلمها، فالدين ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، وهو أمر تستقيم معه معظم الأمور الحياتية؛
ومن الأمور المهمة الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الزوج المناسب، توفر التكافؤ بين الطرفين والذي يتمثل بالتوافق والتقارب الاجتماعي والتقارب العلمي والثقافي والنفسي أيضاً، الانسجام الفكري مهم كذلك، ويمكن اكتشاف مدى توافق الزوجين الفكري خلال مناقشة بعض الأمور المتعلقة بحياتهما المستقبلية (الأمور المالية – إنجاب الأطفال – العلاقات الأسرية والاجتماعية – قضايا العمل وغيرها) كما أن هذه النقاشات تفسح المجال للتعرف على مدى تقبل كل منهما لآراء الآخر، خاصة مع وجود اختلاف في وجهات النظر، عنصر آخر مهم رغم تهميش الكثيرين له إلا أنه أساسي، وهو الجانب المادي، وهو من الأمور التي يجب أن تلتفت لها الفتاة عند اختيارها الزوج المناسب.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج" والمقصود بالباءة نفقات الزواج وإمكانية إعاشة الرجل للمرأة، والإسلام يشترط في صحة عقد النكاح واستمراره قدرة الرجل على الإنفاق، فليس محموداً أن تقبل الفتاة بأي شاب يتقدم لها مجرد اقتناعها بفكرة الزواج، أو وجود مزايا جانبية أخرى، فيجب أن يكون لديه على الأقل ما يكفيه ويكفي زوجته، وهو ما يوفّر الكثير من الخلافات التي قد تنشأ بعد الزواج، ولا نقصد على أية حال أن يكون الزوج ميسوراً وغنياً، فيكفي القدرة على النفقة ليكون كفؤاً للزواج.
ولنا في الآية الكريمة موثقاً من الله في ذلك، حيث يقول _تبارك وتعالى_: "وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (النور/32)، فالزواج الذي يقوم على عنصر واحد فقط من عناصر الاختيار مغفلاً باقي العناصر مصيره في كثير من الأحيان الفشل؛ لأن الاختيار الناجح هو الذي يراعي جميع العناصر على التوازي، وعند النظر إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية المحافظة، نعلم أن الفتاة - غالبا - لا تتمكن من التعرف على خطيبها بشكل مباشرة أو الاستعلام عن سلبياته وإيجابية، ولهذا فهي تحتاج إلى أن يقف معها أهلها ويساعدوها في ذلك وخاصة والدها وإخوانها، فهم يستطيعون أن يجالسوا الخطيب ويخرجوا معه ويتحدثوا وإياه بحرية، فيسمعوا منه ويسألوا عن علاقاته وزمالاته ومحيطه؛
كما أنهم يستطيعون زيارته في مقر عمله مثلا والتعرف على منطقة سكنه وما إلى ذلك من الجوانب التي تعطي فكرة واضحة عن طبيعة الشخص ونمط حياته وسلوكياته ومستوى تفكيره وإدراكه ثم هم بعد ذلك ينقلون ما يروه بأمانة إلى الفتاة التي يمكنها بعد ذلك - وبمشورة العارفين من أهلها – أن تصل إلى حكم صحيح على الرجل مبني على معلومات صحيحة واختيارات شرعية وجوانب واقعية ومنطقية، أتمنى لكي التوفيق في اختيار شريك حياتك مستقبلا وأن تستمري في تواصلك معنا من خلال موقعنا لنطمئن عليكي.
اقرأي على موقع مجانين: أرشيف عن تأكيد الذات