جزيرة النساء: بين الجغرافيا والأسطورة والأنثروبولوجيا
حفل التراث الإنساني المكتوب بالعديد من القصص والحكايات الأسطورية، التي خلفتها، في الأغلب الأعم، عقليات ذكورية، احتوت على أحداث وبنى مركبة، وعلى مغزى ثقافي ذي دلالات محددة، فمن الناحية النظرية اتسمت العديد من تلك الأحداث بالغرائبية، والإغراق في الخيال، وهو ما ضاعف من متعة التشويق لدى القارئ المتلقي مهما تنوعت زوايا التناول لهذه الأعمال.
وسنحاول هنا رصد حكاية "جزيرة النساء" التي تكررت في التراث اليوناني والعربي والصيني عبر عدة قرون، من خلال كتابات العديد من المؤرخين الجغرافيين، تلك الحكاية التي انتشرت في العصر القديم والوسيط، وربما كان ذلك بشكل طبيعي عبر اتصال الثقافات والحضارات آنذاك من خلال وسائط سلمية كالتجارة، أو عسكرية عبر الحروب وحالات المد العسكري الذي اجتاح العالمين القديم والوسيط ، كل ذلك من أجل معرفة دوافعها ومحاولة استكناه مغزاها.
وعلى الرغم من أن المخيلة البشرية قد جعلت، منذ البداية، من النساء ربات وآلهة إلى جوار الآلهة الرجال، وتجلي ذلك عبر الثقافات الفرعونية واليونانية والرومانية وغيرها، كما أن الثقافة العربية قبل الإسلام جعلت أيضا من المرأة إلها يقدم له القرابين، غير أنه وفي نفس الوقت، كان ذهن المؤلف / الرجل القوي يميل في النهاية إلى إبراز تميزه على حساب المرأة / الطرف الضعيف، وظهر ذلك جليا في كثير من الأدبيات التي خلفتها لنا حكايات التراث الإنساني بطول العالم وعرضه.
ومن الملاحظ أن تلك الحكايات كانت من إنتاج عقليات ذكورية، تبالغ في تقدير قيمة الرجل وعقله، وتسهم عن وعي في إقصاء صورة النساء، وتتعمد عزلهن في جزر في أعماق البحار والمحيطات الشمالية والغربية والشرقية، وربما أمكننا أن نشير إلى دلالة شكل "الجزيرة" تحديدا كطوق له أبعاده المحددة والضيقة، وكدائرة تسهم في إحكام حالة حصار النساء داخل حيز جغرافي ومناخي محدد، ومن اللافت للنظر أن تلك الحكايا لم تتطرق إلى تضاريس جزيرة النساء، جبالها وسهولها، أشجارها الخضراء وعيونها، طيورها الملونة....الخ.
والملاحظ أيضا أن تلك الكتابات المتواترة عن جزيرة النساء لم تشر إلى جمالهن أو صفاتهن الجسدية، ولم تصفهن أبدا بالجمال أو عكسه، بل كان جل اهتمامها يكمن في إبراز دورهن في عملية الإخصاب والتناسل من الرجال الذين يزورونهن بشكل سنوي، وهنا إشارة أيضا إلى اختزال دور النساء في مخيلة مؤلفي تلك الحكايا إلى مجرد أدوات لإرضاء رغبات الذكور الأعلى شأنا وقيمة، وفي محاولة للفكاك من السؤال المنطقي القائل بأن عمليات الإنجاب التابعة لذلك لابد أن تأتي بالأولاد والبنات إلى الجزيرة، وأن ذلك سوف يقوم بهدم الفكرة من أساسها، فقد عالجت العقلية الذكورية هذه المسألة عن طريق ضرورة انتقال الأبناء الذكور، أطفالا كانوا أم على أعتاب الرجولة إلى آبائهم في جزيرة الرجال، التي اضطر المؤلف إلى اختلاقها من أجل بقاء أسطورة جزيرة النساء، أما البنات فكن يمكثن مع أمهاتهن من أجل المساهمة في زيادة عدد سكان الجزيرة باطراد، وبالتالي الحفاظ على وتكريس الإطار الأسطوري للحكاية ومغزاها، هذا كله فضلا عن اقتران الجزيرة بالذهب أيضا.
موقع جزيرة النساء
اختلف المؤرخون والجغرافيون في تحديد الموقع الجغرافي لجزيرة النساء بشكل حاسم، وربما كان ذلك بسبب انتقال الرواية بشكل متواتر، أو أن كل مؤلف قام بتخيل وجود الجزيرة في أبعد نقطة يمكن الوصول إليها، أي أنه جعل النساء وجزيرتهن على هامش الدنيا وأطرافها.
أ ـ في البحر الأسود وبحر البلطيق
تناول التراث اليوناني الحديث عن جزيرة النساء بشكل غير مباشر، إذ تحدث عن جزر للحوريات، أو بلاد للنساء تقع بالقرب من نهر الدون في روسيا، من ذلك ما تناولته أوديسة هوميروس، التي ذكرت أنه لدى عودة أوديسيوس إلى بلاده بعد عشر سنوات من سقوط طروادة، كان يجب أن تمر سفينته من أمام جزيرة حوريات البحر (السيرينيات)، لكنه، وعبر اتباع تعليمات الساحرة كبركه ، نجح في الإفلات منهن أن وضع الشمع في آذان البحارة، وبعد أن ربط نفسه بالحبال في السفينة لكي يسمع أصواتهن الشجية دون أن تؤثر عليه.
كما أن أبا التاريخ، هيرودوت في القرن الخامس ق،م، قد أشار أيضا إلى وجود مجتمع نسوي يعتمد على نفسه فقط، بل ويحارب مجتمعا ذكوريا، وذلك لدي حديثه عن الحرب بين الإغريق والنساء الأمازونيات المحاربات اللائي وصفهن الإغريق ب (أويرباتا) أي قتلة الرجال (أوير = رجل، باتا= قتل)، فذكر أنه بعد انتصار الإغريق عليهن عند نهر الترمدون، قاموا بجمع عدد كبير من الأسيرات الأمازونيات، وأبحروا بهن في ثلاث سفن متخذين طريقهم نحو بلاد اليونان، وتأخذ رواية هيرودوت منحي شيقا عندما حدث أن نجحت النساء الأمازونيات في القيام بثورة ضد آسريهم من البحارة الإغريق وقتلهم، ومن ثم الإمساك بمقاليد الأمور على متن السفن؛
غير أن المشكلة تكمن في أن الأمازونيات المحاربات على ظهور الخيل لم يتعودون على الإبحار من قبل، ولا التعامل مع الأشرعة وإدارة الدفة، وحركة الريح، وهكذا وجدت النساء نفسها في عرض البحر تحت رحمة الأمواج المتلاطمة والرياح العاصفة التي ألقت بالسفن على ساحل بحيرة مايوتس (بحر آزوف) وسط بلاد السكي جنوب شرقي أوروبا، ومن هناك توغلت الأمازونيات برا إلى أن وصلن إلى بقعة مسكونة تكثر فيها الخيول، ونظرا لسابق معرفتهن بركوب الخيل والقتال على ظهورها، قمن بامتطائها بسهولة، وبدأن مرحلة البحث عن سبل العيش.
وعلى أية حال تستمر رواية هيرودوت لتذكر أن النساء الأمازونيات المحاربات بدأن في مفاجأة السكان السكيث، الذين استغربوا ما يحدث، إذ حسبوهن في أول الأمر رجالا محاربين، ولم يدركوا بعد ذلك سوى أنهن نساء يرتدين زيا غربيا غير مألوف، كما أن لغتهن أيضا غير معروفة، ويشتهرن بالبساطة في الحرب، حتى أنهن نجحن في أسر العديد من الرجال، وحاول السكيث سكان البلاد الأصليين، استيعاب هذا المجتمع السنوي المحارب، الوافد عليهم من المجهول وتفتق ذهنهم عن حيلة عبر دفع جماعة من الفتيان السكيثيين إلى نصب مخيم إلى جوار مخيم الأمازونيات. وكان الهدف من ذلك هو اتصال فتيانهم بالنساء المحاربات من أجل إنجاب جيل جديد بارع في أعمال الحرب والقتال.
وبالفعل نجح الفتيان في استدراج الأمازونيات واتخاذهن أزواجا فيما بعد، على الرغم من اشتراطهن الانتقال من بلاد السكيث إلى أراض تقع بجوار نهر الدون (التانيس). وهكذا سافرت النساء مع أزواجهن شرقا، لثلاثة أيام من بحيرة مايوتس حتى بلغ الجميع المكان الذي قرروا الاستقرار به.
وهكذا فإن هيرودوت قد أشار إلى موطن النساء الأمازونيات، كما استمر في الحديث عن عاداتهن، كركوب الخيل وخوض غمار المعارك، وارتداء ملابس الرجال، كما تحدث عن قانونهن الذي منع زواج الفتاة حتى تقوم بقتل أحد أعدائها في المعركة. ومن لم تفعل ذلك لا تتزوج أبدا. كما ذكر أن المجتمع الذكوري نجح في إدماجهن وترويضهن عبر الارتباط برابطة الزواج.
ولدينا في المصادر التاريخية والجغرافية الإسلامية صدى لما ذكره هيرودوت حول النساء المحاربات، إذ ينسب المروزي كلاما لجالينوس وأبقراط حول هذا الموضوع، فذكر أن أولئك النساء يحاربن كالرجال، وكذلك قمن بقطع أحد الثديين لكي ينجحن في تثبيت النشاب ورميه بشكل جيد من فوق صهوات جيادهن، وحتى ترجع القوة كلها إلى الذراع، وكذلك حتى تخف أوزانهن ويثبن على ظهور الخيل بسرعة.
كما ذكر أن أبقراط قد أشار إلى أولئك النسوة في بعض كتبه وأسماهن أمازونس، ومعناها الحرفي ذوات الثدي الواحد. كما أنهن لم يقمن بقطع الثدي الآخر بسبب الحاجة إلى إرضاع أطفالهن. وإن كانت الأسطورة لما عرفناه من حكايات تقترب من نفس الموضوع.
ويبدو أن تواتر الأخبار القديمة حول وجود أراض منفصلة للنساء، جعل مؤلفي تلك الحكايات يرون ضرورة إضافة مكان منفصل للرجال أيضا، يقع في مكان غير بعيد عن مكان النساء، وذلك لعدة أسباب أهمها إيجاد أصل لهؤلاء النسوة، وكذلك إضافة عنصر التشويق في الحكايات عبر العزف على أوتار ثنائية المرأة/ الرجل.
ونتيجة لهذا، وعلى سبيل المثال أيضا، فإن المؤرخ المجهول لكتاب حدود العالم يذكر وجود جزيرتين يفصل بينهما نصف فرسخ فقط (مقابل آخر حد الروم من ناحية الشمال، هما جزيرة الرجال وجزيرة النساء). وهنا تأكيد جديد من المؤرخ المسلم على أن جزيرة النساء تقع شمالا، ربما كان يقصد البحر الأسود أو بحر البلطيق.
وباتجاه الشمال، أشار أيضا أبو عبيد البكري إلى وجود مدينة للنساء تقع (غربي بلاد الروس)، وأنهن ذوات بأس وبساطة، وذكر أن السفير إبراهيم ابن يعقوب الطرطوشي قد أكد خبر وجود هذه المدينة وأن الذي أخبره بها هو الإمبراطور هوته ملك الروم (الإمبراطور أوتو العظيم).
ويعلق عبد الرحمن الحجي على ذلك بأن البكري يرى أن مدينة النساء تقع غربي روسيا، وأن الباحث ويستبرج يضعها في منطقة القبائل اللتيوانية, وهي منطقة روسية تقع شمال شرقي بولندا.
وبعد ذلك، حدد الإدريسي في حديثه عن الجزء الرابع من الإقليم السابع من بلاد الروسية موقع جزيرة النساء وكذلك جزيرة الرجال في البحر المظلم المشهور بغمامه الكثيف، وجود الضياء به، وأن الجزيرتين تحملان اسم (أمزينوس المجوس). ويمكننا أن نلحظ بسهولة هنا تأثر الإدريسي بالتراث التاريخي والجغرافي اليوناني، والإشارة الخفية إلى النساء الأمازونيات، وإلى علاقتهن بالرجال المجاورين لهن.
وكذلك ذكر ابن سعيد المغربي أن مدينة النساء (تقع بجوار موسكو، والصحاري محدقة بها، ولا ملك عليهن إلا امرأة). وهي المرة الأولى التي ينتقل فيها مركز النساء من البحر الشمالي إلى مدينة داخلية تحيط بها صحراء جرداء. غير أنه يعود ليتحدث أيضا عن وجود جزيرتين للنساء والرجال (في البحر المحيط في هذه الجهة الشمالية).
وربما كان يقصد البحر الأسود أو بحر البلطيق، كما أنه أضاف أن جزيرة النساء يبلغ طولها من الشرق إلى الجنوب الغربي نحو مائتين وخمسين ميلا، وعرضها نحو مائة وعشرين ميلا. وتقع في الشرق منها جزيرة الرجال التي يبلغ طولها مائتين وسبعين ميلا وعرضها نحو مائة وسبعين ميلا.
ب ـ في البحر المتوسط
أشار أن العديد من الجغرافيين إلى وجود جزيرة النساء في البحر الغربي (البحر المتوسط) من ذلك ما ذكره الخوارزمي الذي يحدد موقع جزيرة النساء قريبا من جزيرة الرجال، كما قال بذلك أيضا سهراب لدى حديثه عن (الجزائر في البحر المغربي والشمالي الخارج)، حيث تحدث أيضا عن وجود (جزيرة أمرانوس التي فيها عين الرجال، وجزيرة أمرانوس التي فيها عين النساء).
وكذلك نجد لدى سهراب معرفة بالتراث اليوناني، وقصة النساء الأمازونيات ومرة أخرى يبدو أنه تم اختلاق وجود جزيرة أمرانوس للرجال. من أجل تفسير بقاء نسل أولئك النساء في جزيرتهن، باعتبارهن منفصلتين تماما عن العالم الخارجي.
ويبدو أن القزويني قد تأثر بذلك فذكر أن جزيرة النساء (واسعة الرقعة في بحر المغرب) ونقل عن إبراهيم الطرطوشي أن كافة أهلها نساء، لا حكم للرجال عليهن، يركبن الخيول، ويباشرن الحرب بأنفسهن. ومرة أخرى هنا نجد التأثير واضحا بفكرة الأمازونيات المحاربات.
وبالإضافة إلى ما سبق، فقد أشار موظف الجمارك الصيني شوجو ـ كوا الذي كان يعمل في جمارك ميناء كانتون بالصين، وبالإضافة إلى ذلك كان مهتما بتدوين ما يسمعه من أفواه التجار والبحارة والربابنة القادمين من بلاد بعيدة، عن أوطانهم وأحوالهم الاقتصادية والدينية والاجتماعية والثقافية، أشار هذا الموظف الصيني أيضا إلى وجود جزيرة للنساء (في البحر المتوسط تحكمها ملكة، وتشغل النساء كافة الوظائف المدنية بها بينما يقوم الرجال بالوظائف العسكرية. وأن النساء ذوات النسب العريق يعمل في خدمتهن عدة رجال، في حين أن الرجال ربما لا يجدون من يقوم بخدمتهم من النساء).
وهكذا فإن الروايات التي وصلت إلى الصين، وقام بتدوينها شوجو ـ كوا لم تتأثر بالمؤثرات اليونانية؛ لأنها تتحدث عن نساء مرفهات لا يقمن بالأعمال الحربية كالنساء الأمازونيات، كما أن الرواية تحدثت عن رجال مختلفين عن باقي الراويات، يعيشون في مجتمع يغلب عليه النساء، ويعاني فيه الرجال.
ج ـ في المحيط الهندي
أشار بزرك بن شهريار على لسان الناخذا أبي الزهر البرختي، الذي كان كجوسيا من سيراف ثم أسلم، وهو الذي حكى عن الشيخ الأندلسي الذي كان برفقته، ثم تزوج بعد رحلته من إحدى نساء جزيرة ليس بها إلا النساء فقط. أن زوجته حكت له (أنها جزيرة تبعد عن باقي الجزر الأخرى مسافة ثلاثة أيام بلياليها)، وأنها تقع في البحر الأعظم (المحيط الهندي) تحت نجم سهيل، لا يصل إليهن أحد؛ لأنه لن يعود سالما، كما أنهن لا يغادرن جزيرتهن خوفا من الغرق في المحيط.
كما أنها قامت بتخبئة الشيخ الأندلسي في مكان قريب من البحر، وأمدته بالطعام، وانتهزت تحول الرياح، فأحضرت مركبا له وهربا معا من الجزيرة إلى بلاده حيث رزقا بالأولاد. وحكت له هذه السيدة عن عبادة نساء الجزيرة للشمس، كما أنها أوضحت له ـ في تفسير جيد لم يرد في باقي تنويعات حكايات جزيرة النساء ـ أنهن كن في الأصل يعشن مع الرجال في جزيرتهم، فلما زاد عددهن عن عدد الرجال، قام الرجال بطردهن من الجزيرة، وإحضارهن إلى مكانهن الجديد، الذي تشرق وتغرب منه معبودتهن الشمس، وناشدوها أن تقبلهن في الجزيرة قائلين (..يا ربهم! أنت أحق بما خلقت وليست لنا بهم طاقة...)؛
ويمكننا التوقف هنا قليلا أمام الفكرة التي ترددت لأول مرة في السطور السابقة، والمتعلقة بالوجود القسري للنساء في جزيرتهن. فإن قرار الرجال بجعل الجزيرة منفى للنساء الزائدات عن الحاجة في جزيرتهم، وفي ذلك تشابه كبير مع كثير من العقائد الشرقية التي ترى التضحية بالمرأة قربانا للآلهة من أجل سعادة المجتمع ورخائه. (انظر على سبيل المثال مسألة عروس النيل في مصر التي كان يتم إلقاؤها في اليم، من أجل زيادة فيضان النهر، وبالتالي خصوبة الأراضي الزراعية، ورخاء المجتمع).
وفي تأكيد آخر على أن جزيرة النساء تقع باتجاه المحيط الهندي، يخبرنا البيروني، أن (مملكة النساء تقع داخل الصين، وأنها تشتهر بوجود خشب الأبنوس بها، حيث يجري تصديره). وعلى الرغم من إشارة القزويني، سابقا إلى وجود جزيرة للنساء في البحر المتوسط، فإنه عاد ليذكر أيضا أنها تقع (في بحر الصين). ويبدو أنه كان يتحدث عن جزيرة أخرى للنساء.
وإذا كان ابن الوردي يشير أيضا إلى وجود جزيرة النساء في المحيط الهندي، ويذكر أنها (جزيرة عظيمة وليس بها رجل أصلا). فإنه يبدو متأثرا بما ورد لدى بزرك بن شهريار، إذ يذكر أنه سمع أن رجلا قد ساقه قدره إلى جزيرة النساء، فأردن قتله، فمالت إليه امرأة وقامت بمساعدته على الهرب عبر خشبة ودفعته في البحر. غير أنه يتابع روايته ذاكرا أن الأمواج ألقت بهاذ الرجل إلى سواحل إحدى الجزر الصينية.
وهناك أخبر الملك بما رآه من النساء، فأمر الأخير بإرسال بعض السفن والرجال للبحث عنها، غير أنهم ظلوا فترة طويلة في البحر دون أن يعثروا ـبالطبعـ على أية جزيرة للنساء. وبصرف النظر عن أن الملك الصيني كان يعرف جيدا جغرافية المحيط وأماكن الجزر المجاورة له، فإن القراءة السلبية لحكاية ابن الوردي تشي بأنه ربما لم يكن يصدق وجودها من الأصل.
كما يحدثنا شوجوـ كوا مرة أخرى عن وجود مدينة للنساء تقع في الجهة الشرقية خلف بلاد الملايو، يسكنها النساء فقط، وتتدفق عليها المياه بصورة ثابتة من جهة الشرق، وقد يحدث بها الفيضان كل عدة أعوام. وزاد على ذلك فوصف النباتات والفاكهة في مدينة النساء حيث بلغت بذرة نبات اللوتس أكثر من قدم، بينما وصل طول نواة ثمرة الخوخ إلى ما يقرب من قدمين!،
وكانت النساء تقدمها هدية إلى الملكة، كما يبدو أيضا تأثر شوجو ـ كوا بالمرويات السابقة عن جزيرة النساء، فيذكر أنه عندما كانت تتحطم سفينة على ساحل هذه الجزيرة، فإن نساءها يقبضن على رجالها ويصطحبنهم إلى بيوتهن، ثم يقمن بقتلهم في غضون عدة أيام. وكما أشار أيضا إلى ما تردد سابقا عن نجاح أحد الرجال في الهرب من الجزيرة في إحدى الأمسيات بعد أن سرق قاربا. وعبر حكاية هذا الرجل، عرف الناس حكاية جزيرة النساء.
وعلى أية حال، فلم يكن شوجو ـ كوا هو المؤرخ الصيني الوحيد الذي تحدث عن جزيرة النساء في المحيط الهندي حيث نجد أن أحد المصادر الصينية من القرن السادس الميلادي، قد أشار أيضا إلى جزيرة النساء وذكر أنها تقع إلى الشرق من في المحيط الكبير (الهندي)، ولا يسكنها سوى فقط. وتعد هذه أقدم إشارة في المصادر التاريخية والجغرافية الصينية إلى هذا الموضوع.
ويبدو أن المؤرخين الصينيين قد استهوتهم مسألة الحديث عن بلاد للنساء منفصلة عن الرجال، فقد وردت في المصادر الصينية حكايات متواترة عن مدن مختلفة للنساء في بلاد التبت، وكذلك في أوساط آسيا.
كما أدلى الرحالة الأوربيون في العصور الوسطى بدلوهم في مسألة جزيرة النساء، ومادام ماركوبولو قد ارتحل وبقي في الشرق سنوات عديدة، فلابد أنه سمع، ضمن ما سمع، عن سحر الشرق وغموضه، وعن جزيرة النساء، وتأثر بالعديد من الحكايات الأسطورية المتعلقة بها، فتحدث عن مكان في المحيط الهندي يبعد عن مركيز ماكوران بحوالي ميل، توجد به جزيرتان تبعدان عن بعضهما البعض بثلاثين ميل هما جزيرتا الرجال والنساء؛
وذكر أن سكانها مسيحيون لكنهم يتبعون شرعية العهد القديم، ولديهم أسقف يتبع أسقف جزيرة سومطرة. وكان هناك تعاون بينهم، بحيث يقوم الرجال بتزويد النساء بما يلزمهن من طعام عبر إمدادهن بالبذور، على حين تجهز النساء الأرض للزراعة، ويقمن بأعمال الحصاد، وبينما تنتج جزيرتهن العديد من أصناف الفاكهة، يعيش الرجال في جزيرتهم على اللبن واللحم والأرز والأسماك، فقد كانوا صيادين مهرة، وكانوا أيضا يبيعون السمك الطازج والمملح إلى التجار الوافدين إلى الجزيرة. والذين كان همهم الأول أيضا شراء العنبر الذي يستخرج منها بكميات وافرة.
الإخصاب: الحمل والولادة وما بعدها
حاولت العقلية الأسطورية التي سيطرت على الكتابات الجغرافية السابقة تبرير عدم انقراض سكان جزيرة النساء، التي لا يوجد بها رجل على الإطلاق، وذلك عبر اللجوء إلى عدة صياغات للإخصاب بعضها طبيعي بفضل اتصال الرجال بنساء الجزيرة بشكل سنوي، أو عبر بعض الصياغات الأسطورية التي تنكر على الرجال دورهم في عمليات الإخصاب، وتعزوها إلى مظاهر الطبيعة، كالرياح، والمياه، وغيرها.
أ ـ الاتصال الطبيعي
لقد حكى برزك بن شهريار، في عقلية أسطورية مطعمة بالذكورة والفحولة، كيف أن ركاب إحدى السفن التي جنحت في المحيط الهندي، وألقتا بها الأمواج على ساحل جزيرة النساء قد فوجئوا بآلاف النساء اللائي يبحثن عن المتعة المفقودة في الجزيرة.
وحسب كلماته (... ورد عليهم نسوان من داخل الجزيرة لا يحصى عددهن إلا الله ـ تعالى ـ ، فوقع على كل رجل منهم ألف امرأة أو أكثر، فلم يلبثن أن حملنهم إلى الجبال، وكلفنهم الاستمتاع بهن، قال: فلم يزالوا على ذلك، وكل من قويت على صاحباتها أخذت الرجل منهن، والرجال يتماوتون من الاستفراغ أولا فأول...)
ثم ينتقل إلى ذكر تاريخ الإخصاب لدى نساء الجزيرة قبل أن يقوم الرجال بترحليهن قسرا إليها، كما ورد سابقا، فيستمر في ذكره لرواية نفس السيدة التي تقول: إن المرأة تلد عندهن ذكرا في أول بطن، ثم تلد بنتين في المرة التالية. وهو ما جعل عدد البنات (النساء) في الجزيرة يتجاوز عدد الرجال، مما أدى إلى قيامهم بإبعادهن عن جزيرتهم، كما سبقت الإشارة.
غير أنه هناك بعض الروايات التي تحاول بشكل أكثر عقلانية، تبرير وجود بعض الذكور في الجزيرة، من ذلك ما أورده العديد من الجغرافيين المسلمين، كأبي عبيد البكيري وابن سعيد المغربي اللذين عزيا عملية الإخصاب إلى تدخل الرجال الأدنى مرتبة من النساء فيذكر الأول (أن نساءها يحملن من عبيدهن، فإذا وضعت المرأة ذكرا قتلته).
ويبدو هذا موقفا طبيعيا من أجل احتفاظ الجزيرة بأنوثتها. أما الثاني فقد اتفق معه، لدى حديثه عن جزيرة النساء بالقرب من موسكو، في مسألة حمل النساء من العبيد (.. إذا كان الليل طرق كل مملوك باب سيدته، وبات معها ليلة، فإذا كان السحر، انصرف إلى مكانه). كما اتفق معه أيضا في مسألة قتل المولود الذكر، ويزيد عليه بأن الأم كانت تبقى على المولودة الأنثى.
أما مؤرخنا المسلم والمجهول، صاحب كتاب حدود العالم، فقد عزى حمل نساء الجزيرة إلى انتقال سنوي للرجال استمر لمدة أربعة ليال في العام، وذلك من أجل النسل فإذا جاء المولود ذكرا، يظل مع أمه حتى يبلغ الثالثة، وبعدها يرسل إلى جزيرة الرجال مع أبيه. وإذا كان مؤرخنا لم يحدثنا عن المولودة الأنثى، فإننا نفهم أنه كان من الطبيعي أن تظل مع أمها، حتى تظل الجزيرة خالصة الأنوثة.
ولا يغفل الإدريسي عن محاولة الإجابة عن كيفية الاتصال بين الرجال في جزيرتهم الغربية، والنساء في الجزيرة الشرقية، ومع أنه غفل عن ثنائية الولد والبنت ومصيرهما المختلف، إلا أنه يشير إلى حدث هام يمكن ربطه بمسألة الإخصاب في العوالم القديمة، فيذكر أنه (في فصل الربيع من كل عام، يتوجه الرجال بزوارقهم ليعبروا المضيق الفاصل بين الجزيرتين، ويقصد كل رجل منهم امرأته، فيواقعها ويبقى معها أياما نحوا من شهر، ثم يرتحل الرجال إلى جزيرتهم، فيقيمون بها إلى العام المقبل).
وهكذا تستمر دورة الاتصال، في فصل الإخصاب (الربيع) بشكل سنوي. واتفق معه ابن سعيد المغربي لدى حديثه عن جزيرة النساء في المحيط الشمالي، فيذكر توجه الرجال بزوارقهم إلى جزيرة النساء ربيعا (وهو وقت الاعتدال عندهم) بحيث يمكث كل رجل مع زوجته شهرا قبل أن يعود أدراجه.
ويقترب ماركوبولو، الذي عاش عقودا في الشرق، مما ذكرته المصادر الجغرافية الإسلامية السابقة، فيذكر أن ذكور جزيرة الرجال يقومون بزيارة جزيرة النساء بحيث يظل كل رجل مع زوجته لثلاثة أشهر متتالية هي: مارس ـ أبريل ـ مايو (لاحظ ثنائية: الربيع / الإخصاب)، قبل أن يعودوا إلى جزيرتهم ليبقوا بها كافة شهور العام، كما يذكر أيضا أن النساء يحتفظن بأبنائهن الذكور حتى يبلغوا الثانية عشرة (مبلغ الرجال)، وحينها يتم إرسالهم للانضمام إلى آبائهم في جزيرة الرجال.
بينما يتم الاحتفاظ بالبنات داخل الجزيرة حتى تبلغن سن الزواج، ثم يمنحن لبعض رجال الجزيرة الأخرى. غير أن ماركوبولو يورد سببا واهيا لتفسير عدم وجود الرجال بشكل دائم مع زوجاتهم في جزيرة النساء، حيث يذكر أنهم كانوا مجبرين على العودة إلى جزيرتهم بسبب (طبيعة الجو الخاصة بتلك المناطق التي لا تسمح بوجودهم طوال العام مع زوجاتهم، بغير التعرض لدفع ثمن ذلك!). وذلك لسابق ذكره أن المسافة بين جزيرتي الرجال والنساء تبلغ 30 ميلا فقط، مما يشي بوحدة المناخ في تلك البقعة من المحيط الهندي.
ب ـ الاتصال الأسطوري
حاولت العديد من المصادر العربية والأجنبية تناول عمليات الإخصاب والولادة في جزيرة النساء بمعزل عن الرجال تماما. وهكذا لجأت تلك الكتابات إلى استكمال الطابع الأسطوري لحكاية جزيرة النساء، فقد حاولت إضفاء نوع من استمرارية الجنس الأنثوي في الجزيرة، التي لا يطؤها قدم رجل، ولا تخرج منها امرأة، عبر اللجوء إلى حلول أسطورية لمسألة لم تعد تجدي حلا عقلانيا طبيعيا. وهكذا كان من الطبيعي أن تستمر تلك الكتابات في (أسطرة) الحكاية برمتها، لكي تصبح الجزيرة خالصة الأنوثة.
وعلى سبيل المثال، حول القزويني الإجابة على السؤال المستحيل: كيف لجزيرة من النساء فقط أن تبقى على قيد الحياة وأن تستمر لفترات زمنية طويلة، وأن تزداد أعداد نسائها من دون الرجال. وعلى حد قوله (...لا رجل معهن أصلا). وإزاء هذه المعضلة العقلية، لم يجد أمامه بد من اللجوء إلى الظواهر الطبيعية، والقوى الخارقة، وإلى تفسيرات أسطورية لتبرير ذلك، فذكر (أنهن يلقحن من الريح، وقيل:
إنهن يلقحن من ثمرة شجرة عندهن يأكلن منها!!) ولكي يحل مشكلة النوع بشكل جذري أضاف أن نساء الجزيرة (... يلدن النساء مثلهن). ونلحظ تطابقا تاما لهذه الرواية، لدى ابن الوردي، في القرن التالي للقزويني، الذي يشير إلى نساء الجزيرة نوعا من الشجر، فيأكلن منه، ويحملن!.).
والمثير في الأمر أم مسألة التلقيح الأسطوري لنساء الجزيرة لم تقتصر على الكتابات العربية، بل كانت متأصلة في الكتابات الأجنبية أيضا، ويمكن متابعة ذلك عبر النظر بعين الاعتبار إلى المسائل المتعلقة بالأنثربولوجيا الثقافية للمجتمعات وعلى سبيل المثال، فعلى الرغم مما يبدو من تأثر كاتب الجمارك الصيني شوجو ـ كوا بما سمعه من البحارة والتجار العرب والمسلمين بحيث ذكر أن النساء في تلك الجزيرة (يحملن عن طريق تعريض أنفسهن عرايا لقوة الرياح الجنوبية، وبذلك يرزقن بالبنات اللائي كن ينسبن إلى أمهاتهن)، فإنه يمكن القول ببساطة، أن شوجو ـ كوا قد عاد إلى التراث الصيني نفسه، إذ أشارت أقدم المصادر الصينية المبكرة في القرن السادس الميلادي إلى الراهب الصيني هوى ـ شون؛
الذي أثبت ذلك في كتابه حيث تحدث عن نساء يتوجهن نحو مياه البحر عند طلوع القمر الثاني والثالث من السنة الصينية، ليعدن حبالي بعدها العديد من الحكايات التي انتشرت في بلاد وجزر المحيط الهندي، حول مسألة الإخصاب الأسطوري، من ذلك ما ذكره بيجافيتا بعد ذلك بعدة قرون من أن الربان العجوز قد أخبرهم عند عبور جزيرة مالوا أنه توجد جزيرة تدعى أوكواورو تقع جنوب جاوه الكبرى، تسكنها النساء فقط، وأنهن يصبحن حوامل بفضل الرياح. كما أنهن يقمن بالحفاظ على المولودة الأنثى، بينما يقمن بقتل الوليد الذكر، وكذا أي رجل يتمكن من التسلل إلى جزيرة.
كما أشار أيضا وليم مارسدن، مترجم كتاب ماركوبولو إلى الإنجليزية، في أحد كتبه، أنه ولعدة سنوات كان شعب لامبون في جزيرة إنجابو من النساء، وأنهن يحملن أيضا بواسطة الرياح، مثل المهاري والأفراس في القصيدة الزراعغية لفرجيل. وإزاء هذا الوضع الغريب، قاموا بإطلاق اسم أو أبناء الشيطان عليهن.
كما أن هناك العديد من الثقافات، عبر العالم كله، اعتقدت في إمكانية حمل النساء من الظواهر الطبيعية، من ذلك اعتقاد السكان المحليين لجزر تربرياتد في الساحل الشرقي لغينيا الجديدة في أسطورة خاصة بهم تذكر أن أولى البشر على ظهر الأرض، كن ثلاث عذراوات، تم إخصابهن وحملهن بواسطة المياه المتدفقة بقوة إلى داخلهن.
وعلى أية حال ولكي يكتمل الاشتهاء الأسطوري للرجل، لم تكف بعض المصادر بالحديث عن وجود النساء على ظهر الجزيرة فقط، بل أضافوا إليها أيضا وجود الذهب بكميات كبيرة، فقد نبشت السيدة التي أنقذت وهربت مع الشيخ الأندلسي في رواية برزك بن شهريار، الأرض فأخرجت منها تبرا وفيرا، اصطحباه معهما في رحلة الهروب ليعيد الاتزان إلى مركبهم الصغير، ولاستغلاله في حياتهما المقبلة. كذلك فإن ابن الوردي بعد ذلك قرون يذكر أن الذهب في جزيرة النساء وفير للغاية، لدرجة أن (ترابها كله ذهب... وأن الذهب في أرضها عروق كعروق الخيزران، لدرجة أن النساء لا يلتفتن إليه من وفرته!)
..... وهكذا جعلت المخيلة الذكورية الأسطورية، هذه الجزيرة المشتهاة، تحمل أجمل وأثمن ما في الكون.... النساء والذهب.
المصادر
1 ـ هوميروس، الأوديسة، الترجمة الكاملة عن الأصل اليوناني لأمين سلامة، الطبعة الثانية، القاهرة، 1974م.
2 ـ هيرودوت، تاريخ هيرودوت، عبد الإله الملاح، أبو ظبي، 2001م.
3 ـ المروزي (شرف الزمان طاهر)، طبائع الحيوان، تحقيق فلاديمير مينورسكي، لندن،1942م.
4 ـ مؤلف مجهول، حدود العالم من المشرق إلى المغرب 372 هـ ، ترجمة عن الفارسية وحققه يوسف الهادي، القاهرة، 2002م.
وللكتاب ترجمة إنجليزية سابقة على العربية. انظر:
Hudud al-Alam,"the Regions of the World" A Persian Geography 372 A.H-982 A.D Translated and Explained by, V. Minorsky, London, 1937, pp. 58-59.
5 ـ أبو عبيد البكري، من كتاب المسالك والممالك(جغرافية الأندلس وأوربا)، تحقيق عبد الرحمن الحجي، بيروت، 1986م.
6 ـ نفسه، هامش.
7 ـ أبو عبد الله محمد بن إدريس الحمودي الحسيني (الشريف الأدريسي)، كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، المجلد الثاني، بيروت 1989م.
8 ـ ابن سعيد المغربي (على بن موسى الأندلسي)، كتاب الجغرافيا، تحقيق إسماعيل العربي، بيروت، د.ت .، نقلا عن : عبد الله إبراهيم، عالم القرون الوسطى في أعين المسلمين، المجلد الأول، المجمع الثقافي بأبوظبي،2001م.
9 ـ محمد بن موسى الخوارزمي، صورة الأرض، تحقيق هانس فون مجيك، فيينا، 1926/.
10 ـ سهراب، عجائب الأقاليم السبعة إلى نهاية العمارة، تحقيق هانس فون مجيك، فيينا، 1929م
11 ـ القزويني، أثار البلاد وأخبار العباد، القاهرة، د.ت.
12 ـ Chau Ju – Kua work on the Chinese and Arab Trade in the Twelfth and
Thirteenth centuries, entitled Chu – fan chi, translated from Chinese and
Annotated by, Friedrich Hirth and W.W Rockhill St. Petersburg, 1911,pp.151.
13 ـ بزرك بن شهريار، الناخذاه الرامهرمزي، عجائب الهند، تحقيق عبد الله الحبشي، أبوظبي، 2000م.
14 ـ محمد بن أحمد البيروني، الصيدنة في الطب، تحقيق عباس زرياب، طهران، 1991م.
15 ـ سراج الدين أبو جعفر عمر ابن الوردي، جزيرة العجائب وفريدة الغرائب، القاهرة، د. ت.
16 ـ Chau Ju-Kua, P.151.not
17 ـ ماركو بولو، رحلات ماركو بولو، ترجمها للإنجليزية وليم مارسدن، ترجمها إلى العربية عبد العزيز توفيق جاويد، والقاهرة، 2004م.
18 ـ Chau Ju – Kua, op. cit, p. 151.not.(1)
19 ـ Pigafitta, First voyage round th world, 1989, p. 154
20ـ Marsden, W, History of Sumatra, London, 1911, p. 262
واقرأ أيضا:
أوربا والإسلام في العصور الوسطى / حرب عادلة: التراث المسيحي للعصور الوسطى / صورة العرب والمسلمين في المخيلة الصينية / جدل السياسة والدين