العنوسة مشهد مختلف مشاركة
أرسل عبد الرحمن علي (36 سنة، محاسب، الولايات المتحدة الأمريكية) يقول:
السلام عليكم أستاذة ولاء ورحمة الله وبركاته؛
قرأت لك كثيرا وكل المواضيع التي تكتبين عنها شيقة جدا وهذا الموضوع بالذات عندما كتبت عنه هز مشاعر أناس كثير ليس فقط النساء العوانس بل حتى الرجال فالمرأة العانس لديها أخ وأب وأنا قد مررت بهذه المرحلة مع أختي وكنت أتألم أكثر منها لأني كنت أريد لها حياة هانئة وكنت أدعو لها ليل نهار حتى تزوجت والحمد لله.
لدي بعض الإضافات لما طرحته الأخت أم محمد. منها الرضاء بقضاء الله وقدره وهذه النقطة مهمة جدا لأن إذا رضت الأخت العانس بقضاء الله وقدره لكانت أحسن حالا ولكسبت الأجر الكثير ولكن عندما لا ترضى ماذا ستجني غضب الله والسيئات وثم الأمراض.
ثانيا لو قارنا بين المرأة العانس والرجل العانس لوجدنا الرجل أكثر صبرا من المرأة وأكثر تقبلا لوضعه ربما تقولين أن الرجل عانس بإرادته ولكن تعددت الأسباب والنتيجة واحدة رغم أن معظم الرجال عانسين للظروف القهرية ولكل سببه الخاص.
في الغرب هنا يوجد قنوات للتعارف علي مواقع مختلفة وتديرها شركات متخصصة تعمل على ربط المتوافقين من الجنسين بأفكارهم وميولهم وتمهد للقاءات بينهم ومن ثم يحصل الكثير من الزيجات عن طريق هذه القنوات فلماذا لا يوجد مواقع أو جمعيات معينة تعمل من أجل تسهيل التعارف بين الجنسين في إطار وضوابط معينة تفرض على الأشخاص. ربما يكون الوضع غريبا في البداية ولكنه مع الحاجة إليه سيكون شيئا مقبولا.
وفي النهاية تقبلي تحياتي
10/5/2008
تعليق الأستاذة ولاء الشملول
الأستاذ الفاضل عبد الرحمن على؛ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....
أشكرك على متابعة موضوعاتي، كل تحياتي لك وتقديري.
موضوع العنوسة موضوع معقد جداً وقد أشرت لموضوع في منتهى الأهمية والحقيقة هما نقطتان الأولى أن رضا العانس الرجل يكون أعلى من العانس المرأة وأتفق معك في هذا الرأي من خلال مشاهداتي الاجتماعية، والنقطة الثانية سأعود إليها في نهاية التعليق.
ولكن نحتاج لتفهم النقطة الأولى أكثر فرضا الرجل بعنوسته يعود لتقبل المجتمع لوضعه الاجتماعي أكثر مما يفعل مع المرأة، فالمرأة في الغالب يلقى إليها بسهام مدمرة فهي دائما الملامة بأنها لم يتقدم إليها أحد أو أنها غير جميله أو غير مهتمة بمظهرها أو غير مهتمة بمسألة الزواج وتكوين أسرة، أو حتى تصل الأمور لكونها مسترجلة، وتصل الأمور لأقصى درجاتها حين تكون المرأة ناجحة في حياتها العملية والعلمية فهنا تزيد الضغوط الاجتماعية عليها أكثر ويذكرها المجتمع أكثر بكونها عانس رغم كل ما حققته إلا أنها فشلت في أن تكون أنثى عادية وأنه ربما بائعة الفجل تتحقق أنثوياً أكثر منها، لهذا نجد دائماً أن المرأة العانس معاناتها أكبر من الرجل العانس، علاوة على اختيار الرجل العانس لعنوسته كثيراً ما يكون باختياره لإكمال شقة أو إنهاء عمل أو حتى لانشغاله في أمور عملية أو حتى عدم استعداد نفسي.
أما النقطة الثانية التي أشرت إليها في حديثك فهي قنوات الاتصال التي أصبح الغرب يتفنن فيها الآن ليتعارف ببعضه البعض، وهي من الأمور المشروعة ولا شك، ولكن الأولى والأروع والموجود أصلا في ديننا الحنيف هو الصلات الاجتماعية الحميمة والعلاقات الوطيدة والشبكات والاتصالات الاجتماعية، نحن بحاجة فعلاً لشبكات اجتماعية ووسط اجتماعي صحي يتعارف فيه الشباب في جماعات بشكل طبيعي يعملون فيه معاً ويتناقشون فيه معاً يعرفون فيه ميول بعضهم البعض وأفكار بعضهم البعض، وهنا يعرف كل واحد كيف يختار شريك حياته هذا عند الرغبة في الزواج بجدية.
ولكن للأسف لا تزال قنوات التعارف للزواج غير مأخوذة بجدية لدينا وحتى الزواج من خلال المواقع من خلال الإنترنت لا يزال تجربة وليدة أرى أن الشباب يراه وسيلة للتجريب وليسوا جادين فيه. وربما تندهش حين تعرف أن دور الخاطبة التقليدي ولكن بشكل حديث أصبح مطلوباً هذه الأيام من خلال التوفيق بين الشاب والشابة، فما المانع أن نسعى في تزويج من نعرف من شخص مناسب، المهم توافق الظروف والشخصية، فالناس تعرف بعضها من خلال الآخرين، وأعرف أكثر من صديقة تقوم بهذا الدور بنجاح، وعن نفسي أقوم بهذا الدور في بعض الأحيان ونجحت فيه فعلاً، إذاً فالجهود كلها مطلوبة حتى على المستوى الشخصي. والنساء ماهرات جداً في هذه المسألة، ولو قامت كل من تستطيع بهذا الدور لحلت مشكلة العنوسة بشكل كبير.
ومما أتذكره وثيق الصلة بهذا الموضوع حملة أطلقها موقع حماسنا الالكتروني تحت اسم (جوزونا) يطالب فيها رجال الأعمال المشاهير في العالم العربي بتوفير شقة وأثاث لعدد من الشباب لتزويجه بدلاً من الإنفاق والبذخ على القنوات الفضائية، وكانت حملة طريفة فعلاًً، وعلى الرغم من وصول عشرات ومئات الرسائل للموقع من شباب يريد المساعدة للزواج إلا أن رجال الأعمال كانوا نايمين فيما يبدوا!
اقرأ أيضاً:
مواساة عانس لعانس / خلاص بقيت عانس / بعض حياتنا هاجس العنوسة والإشارات الحمراء / خائفة من العنوسة م. مستشار / خائفة من العنوسة زيادة حبتين م