يقف حجاب المرأة المسلمة موقفا غريبا هذه الأيام.. ويتخذ موقعا بين شقي رحى.. فبين القائلين ببطلانه.. ومظهريته.. وعدم مشروعيته..و..و، وبين القائلين بوجوبه مصطبغا بصبغات لم ينص الشارع عليها.. وكلا الفريقين معروف للجميع..
وأنا هنا لن أضيف لمن قاموا وهبوا دفاعا عن الحجاب من شيوخنا الأفاضل الكرام تفنيدا لكل المزاعم سواء الناقضة لكون الحجاب زيا شرعيا لكل من بلغت المحيض وانحساره إلى كونه مظهرا دينيا فعله من رغب وأعرض عنه من لم يرغب... وتفنيدا لمن أفرطوا في وضع القيود والحدود وأضافوا الطبقات إلى الطبقات من القماش لا أدري ما يوارون؟؟
ولكني هنا أتوقف حيث توقفت عند كلمة: الحجاب يحفظ على المرأة خصوصيتها.. والحقيقة أن الحجاب يحفظ خصوصية كل من الرجل والمرأة.. وليس المرأة وحدها.. دوما يتداعى إلى ذهني سؤالا أحسبه ذا بال.. الصراحة قد قفز لأول مرة في ذهني عندما كنت مع الوالدة عند الميكانيكي وكانت في الوقت ذاته إحدى الراقصات الممثلات هناك. والملفت للنظر آن ذاكأنها كانت ترتدي الأكمام الطوال والأرجل والجيب مختفين.. واللون هادئ محترم غير ملفت!!!!
فوجدت من ذلك أنها تعد العراء وظيفة والملابس المكشوفة الكاشفة أدوات مهنة.. مما يوحي بكون هذه الغلبانة توقن أشد اليقين بكون جسدها غالي.. الطبيعي أن يستتر..
والسؤال هو: لماذا العري؟؟ ولماذا الاستتار؟؟ ولماذا نحن بين ذاك وذاك؟؟
لما قصصت لإحداهن هذه القصة قالت لي ساخرة: يا حبيبتي دي رايحة تصلح العربية وفي مثل تلك المنطقة المأهولة بالرجال اللي مش.... تفضل عدم إثارتهم بجسدها..!!!
فقلت لها: ولو.. السيدة تقدر ما لجسدها من غلو.. وتعمل له حسابا.. وتشعر فيه وله بقدسية ما.. بخصوصية ما.. مهما غالبها إحساسا مناقض.. حيال عملها كراقصة أو ممثله.......
أحد معارفي أصر على الزواج من جميلة الجميلات.. وأخذ يحرضها على ارتداء الفاضح من الثياب.. وهي بذا سعيدة!!!.. ولما سأل عن هذا التباهي بجسد زوجته قال في بلاهة -صراحة منقطعة النظير- علشان يشوفو إني ما أقعش إلا واقف!!!!!!
وفي الإجابة كلمات موحية.. في رأي صاحبنا أن الزواج وقعة.. في رأيه أيضا أنه شخصيا قد وقع.. وأيضا أن ما يزيل آلام الوقعة زوجته الجميلة.. لا بل جميلة الجميلات. وأن الجمال لا يكتفي بكون الوجه صبوحا مشرقا.. ولكن زملائه من الرجال لابد لهم من أن يتطلعوا على جزءا من جسدها ليبين لهم جمالها وليتعرفوا كم هو فهلوي.. هكذا يكون وقوفه!!!...
لم يفكر صاحبنا وأشباهه أن النساء جميعهن تقريبا يمتلكن نفس الأدوات.. وما يختلف هو بضع السنتيمترات طولا أو عرضا أو مساحة وسمكا!! بياضا أو سمرة....
لم يفكر صاحبنا وغيره في كونه شريك لكل من يرمق من زوجته ما يفترض أن يكون له وحده..
لم يفكر أيضا أن زوجته شراكة بين الجميع..
اليوم تظهر الظهر وغدا الذراع والركبتين.. وبعده النهد.. وهكذا.. ولا يصبح للغلبان شيئا مخصوصا.. اللهم إلا ما يختفي بطبيعة الحال من عورات مغلظة تتساوى في ذلك النساء والرجال.. على الشطآن.. هذا في أحسن الأحوال.. إذا لا خصوصية.. من رفضت الحجاب أطاحت بخصوصيتها الشخصية.. وأطاحت كذلك بخصوصية زوجها.. وإن كان راضيا فهو مشترك في هذه الإطاحة..
وهكذا نجد.. أن ما أمرنا الله بحجب عقل ولا نتهم رجالنا بشهوانية عفنة.. باعتبار أن الشهوانية غرزت فينا بنو آدم وهذبت لنا.. مما توجب –الشهوانية– تغطية النساء.. أبدا ليس هذا مربط الفرس.. ولكن جعل لنا خصوصية.. محرّم أن تقتحم.. إلا بخصوصية مقابلة موازية....
مودتي
واقرأ أيضاً:
حجاب المسلمة، وجهةُ نظرٍ طبنفسية / فليقولوا عن حجابي / إلى بثينة كامل .. من وحي سطورك / تعليقا على مقالة :رسالة إلى بثينة كامل / من الكناني إلى بثينة كامل