على باب الله: في الخيانة
أرسل لي على عنوان جريدة "الدستور" يقول:
"ردا على موضوع الخيانة الزوجية "أنا كشخص رفضت، ولكن مع مرور الوقت بدأت أعرف أني غير سعيد في حياتي الزوجية، زوجتي مملة إلى درجة كبيرة، فليس لديها أي معرفة بأي شيء سوى المشي عكس خط السير، أقول لها: أريد الذهاب للبحر ترفض، وعندما أطلب تقبيلها ترفض إلا في الوقت المناسب لها، وليس لي، وهكذا في أشياء كثيرة.
بدأت في خيانتي لها بإحدى ساقطات الديسكو بالقاهرة، ثم تعددت المواقف، وخاصة خيانة التليفون، التي أعشقها، ليس هناك أفضل من الزواج، ولكن الطرف الثاني ليس مستعدا لذلك"
هذا هو حال الرجل العربي إذن: لا يفهم المرأة العربية، ولا يمارس خطيئة التفكير ليحاول الفهم!!!
ربما لأنه لا يفكر أصلا في شيء، ولا يهمه أن يفهم، أو يعتقد أنه فاهم لكل شيء، وبالتالي إذا كانت حواء العربية جاهلة وغبية يضيف هو إلى تلك الشيم "الأصيلة" صفة الاستعلاء بالجهل، ورفض التعلم!!!
لا أدري إذا أتيحت لحواء فرصة التعلم والتدرب هل ستبدي من عدم الاكتراث ما يبديه آدم العربي ؟!!
لا أظن، أو ربما لا أتمنى، وكنت قد كتبت للدستور وأظنهم حذفوها أن المرأة في مخيلتنا هي خديجة رضي الله عنها، ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها، والسيدة زينب، وفاطمة الزهراء، المرأة في مخيلتنا شيء كبير ومحترم، ولكنها تلخبط مثل كل أحد!!!
هذا الرجل، الزوج صاحب الرسالة التي نشرت نصفها هنا تقريبا يريد زوجة مثل عاهرات الديسكو: لا ترفض ولا تعمل إلا مثلما يريد، وقتما يريد، فإذا لم تفعل قرف منها وتولى عنها إلى غيرها، "والحريم كثير"!!!
إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، والصبر بالتصبر، ولم يولد أحدنا عاما خبيرا بأحوال الدنيا والناس، وقلت في موضع آخر أن معاشرة الناس جهاد، والحياة كلها جهاد، والزواج جهاد للفهم وبالمسؤولية، ونحن ما تعلمنا غير أن الجهاد هو في ساحات الوغى فعشنا حتى الآن – أمة مقاتلة وبعضنا خانعون!!!
وتحكمنا في كل حياتنا ثنائيات منها الخنوع/المقاومة، ولم ينتبه أحد إلى البناء والإصلاح والفهم على المستوى الفردي والجماعي والعالمي، وهذه أبشع أنواع الخيانة للذات قبل الشريك، ولله قبل الوطن!!!
اقرأ أيضاً:
يوميات أب مصري (مثكف) / رحلة في ثقوبنا السوداء / على باب الله 4/6/2005