وقل اعملوا يا دكتور: مجانين على الجزيرة
أخيرا... أخيرا بعد كل هذا الزمان..... صدقت إذن إيمدج باور Image Power شركة الإنتاج السينمائي تلك التي اتصلت بي منها معدة البرامج دعاء الشامي لتخبرني أنهم بصدد إعداد تقرير للجزيرة الإخبارية عني وعن مجانين وأنهم يريدون إعداد فيلم تسجيلي يكون مجانين محوره،..... وطلبتْ أن أخصص موعدا لهم في القاهرة أو الزقازيق فاخترت أن يكون السبت يوم تواجدي في عيادتي بالقاهرة ظنا مني بأن الأمر سيكون يسيرا.... فقالت أود مقابلتك دكتور قبلها لمعاينة مكان التصوير فاتفقنا على اللقاء في العيادة يوم الجمعة وفعلا كان ذلك وإذا هي واحدة من بناتنا في عشرينات.
وأما يوم السبت الموعود والذي كان بتاريخ 8/11/2008 من العام الماضي فقد أرسلوا لي سيارة في الصباح أخذتني إلى منطقة التصوير الأولى وهي المعادي وهناك التقيت أحمد وصورنا عديدا مما لم يظهر في التقرير... وبدلا من أن أكون في عيادتي أتابع مرضاي في أجلت الجلسات الأولى المتتالية حتى دخلت العيادة في حوالي الثالثة عصرا لأكمل التصوير لا متابعة المرضى... وبدت الأمور سلسة جدا لم أدرك إلا بعدها أنني قصرت ربما في حق بعض مرضاي....
وربما بعد أسبوع أو أكثر هاتفتني المعدة لتبلغني بأن "آخرين" هناك معهم فريق التصوير والإخراج والإنتاج يستأذنون في تصوير عدة ساعات في عيادتي بالزقازيق، وتم ذلك يوم 23 ديسمبر 2008 .... لكن لم أهمل مواعيد المرضى تلك المرة بل ربما بدت وكأن رتبها الله سبحانه فلم تكن لدي مواعيد من بعد الخامسة وبعدها استقبلنا فريق تصوير الجزيرة في هدوء..... وحين سألت لصالح أي برنامج تصورون؟ كانت الإجابة لقناة الجزيرة الإخبارية...
قلت لهم متى يذاع التقرير فأخبروني بأن القرار لن يكون بأيديهم ولكن هناك في قطر يحددون برنامج أو طريقة عرض التقرير وكذلك توقيت العرض.... وكثيرا ما أحزنني تسلسل الأفكار التالية: يوم عمل ونصف آخر ضاعوا في التصوير والتسجيل مع هؤلاء الأولاد الواعدين، والحصيلة التي ستبقى منهم هي عدة دقائق على شاشة الجزيرة، ولكن المؤسف أنك لن تعرف متى ستظهر في الجزيرة وأنت اعتدت الظهور في الجزيرة على الهواء... وإذا كنت ستعرف أو لن تعرف موعد إذاعة التقرير في الجزيرة فإن التقرير بكل تأكيد لن يذاع في نشرة أخبار الجزيرة وهو كل ما يمكنك رؤيته وقت إذاعته من الجزيرة، بالتالي أنت غالبا ستخبر أنهم رأوك في الجزيرة أو أن تقريرا عن مجانين أذيع... والحمد لله على كل حال... يعني ما قيمة الاحتفاظ بالمادة مسجلة على شرائط فيديو وأنت حتى لم ولا يبدو أنك سوف تتفرج عليها!.. هكذا كنت أخاطب نفسي منذ ذلك التاريخ وعلى مدى أسبوع أو أسبوعين، حتى نسيت الموضوع، ثم تذكرته مرات وأنا مع صديقي د. أحمد عبد الله، وتوصلنا في النهاية أنا وابن عبد الله بعدما غابت المعلومات وانشغلنا بغزة واتقدنا معها إلى استنتاج أن أولادنا كانوا يتدربون ربما على صنع التقارير أو الأفلام التسجيلية والحمد لله على كل حال.
إذن أخيرا وبينما أنا في القسم وإلى جواري يجلس ابن عبد الله صبيحة يوم الأحد 14 /6 / 2009 جاءتني مكالمة من قطر لتبلغني بأنها معدة برنامج الجزيرة هذا الصباح وأن تقرير الحلقة غدا عن موقع مجانين دوت كوم وأنهم بحاجة إلى حديث مع أحد المستشارين عن مجانين فمن أرشح؟ فقلت لها د. أحمد عبد الله وأسلمته المحمول فقام بالباقي.... بما في ذلك رفع الحلقة على جزأين على موقع اليوتيوب.... حيث تولى هذه المهمة متطوع من قرائه الأفاضل.
لا أدري في ماذا كنت مشغولا عن الكتابة لمجانين تلك الأيام حتى أنني فرحت أيما فرحة عندما أرسل صديقنا الشاعر والكاتب والصحفي وليد حمدوني رسالة يقول فيها وقل اعملوا يا دكتور قلت الحمد لله أعفاني وليد من الكتابة وأنا في غير حال تسمح بالكتابة حتى عن تقرير للجزيرة عن مجانين..... وحين وجدت أنه في رسالته يسأل ويتساءل قلت لابد أنني سأرد على أسئلته هذه إن شاء الله قريبا.
ويبدو أنه الآن حان وقت الرد على أسئلتك وتساؤلاتك يا وليد... ولنبدأ أولا بحكاية أبو هندي هذه التي لم أقلها حين ذكرت اسمي وائل محمد أحمد إبراهيم لأقول لك أنني من فرط شدة تنبيه المخرج والمعدة علي أن أقدم نفسي بالضبط كما في جواز السفر حسبتهم سيطلبون مني صورة من جواز السفر بعد التسجيل، وبالتالي كنت أقول مثلما هو فعلا في جواز سفري وليست فيها أبو هندي لعدة أسباب أهمها أنها غير موجودة في الأوراق الرسمية لكنها الاسم الذي كنت أراهم وأسمعهم ينادون به أبي ويذكرون به جدي رحمة الله عليهما ويلقب به الأفراد في العائلة كما كنت أسمع في كل طفولتي ومراهقتي وشبابي، فأما أبو فقد اتضح لي أنها للنسب أي فلان الذي ينسب لهندي أو لعائلة أبو هندي وأما مكان هندي من جدودي فلا أعرفه لكنني أعرف سبب إطلاق التسمية على أحد جدودي (مختلف عليه السادس أو التاسع؟) لاشتهاره باستخدام الحطب الهندي في الطبخ للضيوف... المهم أنها غير مدرجة في الأوراق الرسمية على الأقل في فرع عائلة أبو هندي الموجود في قرية شنبارة منقلا التي ولد فيها أبي رحمة الله عليه، بينما انتبه بعض أفراد العائلة من فرع البروم بمركز فاقوس وربما بعض الموجودين في محافظات مصر الأخرى من إضافة اسم هندي، أما أنا قد بقي اسمي في الأوراق وما يزال وائل محمد أحمد إبراهيم.
بالنسبة لحكاية الفئة العمرية أنت يا وليد لست واحدا ممن يدخلون الموقع وإنما أنت أحد الكتاب فيه نشرت شعرا وأعمالا أدبية أخرى وأما المشكلات فإن شاء الله لا تهمك ولا تهمُّ أحدا من أولادك أو عائلتك أبدا.... لكن لازم تقرأها لتعرف أكثر عن الإنسان فسوف يعمق هذا من كتاباتك ويعطيها نفاذية أكبر إلى القلوب جرب... وتابعنا يا أستاذ وليد.
أشكرك بحق وأتفق معك أن مجانين أكبر بكثير من مجرد موقع للاستشارات أو المشكلات النفسية بل هو موقع بل "هو مكان يلتقي فيه الهواة مع المحترفين ليتداولوا في شئون العقل والنفس والروح".... وأحد أهم أغراض الموقع هو أن نتواصل كأطباء نفسيين ومهتمين بالصحةِ النفسية مع جذور مجتمعنا الثقافية والفكرية، ومع بعضِنا البعض، لكي يمكننا التواصلُ مع الناس، وهذا ما قلناه منذ بدايات الموقع لكن الحقيقة أننا وجدناه بالتدريج يتسع ليصبح فعلا وكما قلت "مجانين أكبر بكثير".... وعلى فكرة في منتهى الصدق تجيء عبارتك الأخيرة: (إذا كان المراهقون يجدون عندكم ملاذاً آمناً فإن من يبكي على أيام مراهقته اللذيذة يجد عندكم الكثير أيضاً..)... وأضيف لك ومن يبكي على أيام مراهقته التي ضاعت سدى أيضًا يجد عندنا الكثير ...... موصول الشكر يا وليد وآسف لتأخري في التعليق والرد.
واقرأ أيضاً:
لماذا سميناه مجانين؟ دمنا مجانين مشاركة/ اسم مجانين اسم الله عليه/ مجانين في تحقيقات المصور/ مجانين دوت كوم.. يحل عقدك النفسية