حكاوي القهاوي (57)
(259)
نقطة تحول
يخطئ من يتصور أن ما قام به الشعب المصري في 25 يناير مجرد هوجة، وأن الحال سيعود لما كان عليه قبل الثورة عندما يهدأ الناس. يخطئ من يتصور أن الشعب سيعود خاضعاً كما كان قبل الثورة. ونقول في هذا الشأن أنه إذا انخفضت درجة حرارة المياه مهما انخفضت حتفضل المية مية، ولكن إذا وصلت درجة الحرارة لأربعة درجة تحت الصفر تحولت المياه لثلج، هنا هذه الدرجة تعتبر نقطة تحول لا يمكن بعدها أن يتحول الثلج لمية إلا إذا عادت درجات الحرارة لخمسة درجة فوق الصفر وما فوقها.
هكذا كانت 25 يناير نقطة تحول في الشعب المصري، تحول فيها الشعب المصري إلى كيف مغاير. كان الشعب المصري قبل 25 يناير يمر بتراكمات في درجات الحالة الثورية الرافضة للنظام الحاكم، وما أن وصلت هذه الدرجة عند نقطة معينة تحول الشعب المصري إلى كيف مغاير فخرج ولم يعد إلاّ وقد أسقط النظام. فالشعب المصري بعد 25 يناير ليس هو قبل 25 يناير، ولا يمكن أن يعود لما كان عليه قبل هذا التاريخ. كل من تسوله نفسه إن يعيد عقارب الساعة للوراء فسوف يفشل، قد يؤخر معدل سرعة التغير ولكن لن يعيد عقارب الساعة للوراء. وحتى لا يتأخر التقدم علينا جميعاً أن نكون يقظون لهؤلاء.
(260)
حتى لا يلعنكم اللاعنون
بدأت تظهر أصواتٌ تزداد علواً، ويزداد تأييدها من جانب الكثيرين انتقاداً لأداء المجلس العسكري ومجلس الوزراء في هذه المرحلة الانتقالية. كانت أكثر العلامات الفارقة المعبرة عن هذه الروح هو ظهور شعارات تطالب بإسقاط المشير. لا يمكن أن تكون هذه الشعارات من فلول النظام لإحداث شرخ في العلاقة بين المجلس العسكري والشعب، فلا يعقل أن ينتقد النظام القديم المجلس العسكري على ما يقدمه له من خدمات مثل تجاهل حقوق الشهداء أو التساهل والتباطؤ في محاكمات قتلة الشهداء الذي يراه الكثيرون تواطأً. على المجلس العسكري ومجلس الوزراء أن يقوما بالتزاماتهما التي فرضتها عليهما المرحلة وإلا سيلعنكم اللاعنون.
(261)
حتى لا يضيع الوطن
إذا لم يحدث القصاص العادل من جميع القتلة بدءاً ممن نفذ عملية القتل وانتهاء بالرئيس المخلوع الذي أمر بالقتل، فإن رد الشعب هو ما قاله أحد أهالي الشهداء في مدينة السويس لضباط الشرطة "اللي ح ينزل منكم الشارع ح نقتله.. والله العظيم ح نقتله". من يتواطأ مع القتلة فهو بغباء شديد يعمل على إدخال البلاد في نفق مظلم، بل وفي حرب بين الشعب والشرطة، وقد نجد غداً تنظيماً سرياً يقوم بفقأ أعين أو قطع أيدي وأرجل هؤلاء القتلة من خلاف؛ قصاصاً للشهداء ومصابي الثورة. كفاكم تهريجاً فلا مصالحة ولا استقرار بدون قصاص.
(262)
إذا مش نازل التحرير
جماعة الإخوان المسلمين بتفكر تنزل ولاّ ماتنزلش في مليونية 8 يوليو؛ كل مرة من يوم 25 يناير وإحنا في القصة المملة دي، ولما الموضوع يخلص يقولوا شبابنا كان هناك، وهُب ياكلو الكيكة. يا إخوان الخال عبد الرحمن الأبنودي قالها حكمة؛ إذا مش نازل فالزم بيتك؛ بيتك.. بيتك يا كتكوت.
(263)
أبو دراع
قامت جماعة الإخوان المسلمين بفصل خمسة من شباب الإخوان من الجماعة وذلك لانضمامهم لحزب التيار المصري وليس حزب الحرية والعدالة. وهذا يعني باختصار أن حزب الحرية والعدالة هو مجرد ذراع لجسم الإخوان يحركه كيفما شاء، أو بلغة أخرى أصبح مرشد الإخوان هو خامنئي مصر الذي يراجع قرارات نجاتي العريان.
5/7/2011
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (59)
واقرأ أيضاً:
أهم من الاستفتاء، وأخطر من ثورة مضادة/ هنا والآن.. الثورة تكون إزاي؟؟/ كشف الطيش.. في مسألة الجيش/ حكاوي القهاوي