حكاوي القهاوي (61)
(283)
بيان عصام يشرف
يعكس بيان عصام شرف في تصوري أن هناك إنقساماً داخل المجلس العسكري حول كيفية إدارة الأزمة التي يمر بها مع الشعب المصري الآن. فالمجلس لم يصدر بياناً منذ البيان رقم ستة وستين الذي أصدره المجلس في الثلاثين من شهر يونيو الماضي، على الرغم من غليان الشارع المصري. لقد فضل المجلس أن يضع عصام شرف في واجهة الإحداث؛ فإن نجح في التهدئة خيراً، وإن فشل فليكن الغضب الشعبي منصباً عليه هو أولاً؛ حتى ينظروا فيما هم فاعلون. السؤال المطروح الآن هو هل فقد المجلس العسكري بوصلته، هل فقد المجلس العسكري "سن نملة الدبانة" حتى يصر على عدم محاكمة مبارك وعائلته محاكمة علانية حتى الآن على جميع جرائمهم في حق الوطن؟
(284)
الفخ
وقع المجلس العسكري في فخ نصبه له أعداء الوطن، فقد خضع المجلس العسكري للضغوط الخارجية بعدم محاكمة مبارك وعائلته. كما وقع أيضاً في فخ ضغوط فلول النظام "يا تسيبونا زي مبارك، أو ح نكشف المستور ونجرجر الكل معنا"، كما وقع أيضاً في فخ الداخلية "لازم نهدّي اللعب مع رجال الداخلية لأنهم حلقة الوصل بين فلول النظام وجيش البلطجية، ولو الشرطة إتحركت ممكن البلد تخرب ويضيع الإستقرار". من الآخر المجلس العسكري لم يجد ما يفعله سوى أن يأتي على الشعب ومكتسبات ثورته، وكانت المحصلة في النهاية أنه لا أمن ولا إستقرار ولا محاكمة لمبارك وعائلته، أو الفاسدين أو القتلة من رجال الشرطة، بل عادت الشرطة بمنتهى الثقة لتتوحش على الشعب زي زمان وأكتر.
النتيجة الطبيعية لإستمرار الأوضاع على ما هي عليه، أنه حتماً سينتهي الحال إلى ثورة الجياع الذين سيخربون كل شيء، وسيأتون على الأخصر واليابس. وهذا بالضبط ماتريده أمريكا وإسرائيل لمصر، حتى تدخل أمريكا بصفتها المنقذ والوصي لتضع شروطها "من الذي يحكم مصر وكيف يحكم"، ولا أستبعد أن تستكمل مخطط تقسيم المنطقة وبناء شرق أوسط جديد، لهذا شكر نتنياهو كل الشكر الثورة المضادة لما تقدمه من خدمات لإسرائيل. وبالتالي فلا حل أمامنا لإنقاذ مصر وإفشال مخطط أمريكا وإسرائيل سوى العودة للميدان ثانية، وليس أمام المجلس العسكري من فرصة أخيرة سوى الرجوع لإرادة الشعب وإلا ضاعت مصر.
(285)
فكر البورصة وفكر الثورة
أعتقد أن الإخوان المسلمين يفكرون بمنطق البورصة الذي يقضي بعدم وضع جميع أسهمك في مكان واحد، وإنما يجب وضع الأسهم في أماكن متعددة؛ فالمكسب في مكان يعوض الخسارة في آخر. لهذا نجد لهم قدم في الميدان وقدم مع السلطة، فإن غلب الميدان حصدوا وإن غلبت السلطة كسبوا. لذلك يرى البعض أن الإخوان مجرد مراوغون وإنتهازيون. أما فكر الثورة فيقضي أن تضع كل ما تملك في سبيل ماتراه صحيحاً حتى لو خسرت كل شيء. إن من يملك فكر الثورة يفعل مثل ما يفعل أهل السويس حددوا وجهتهم وحملوا أكفانهم معهم. أما السلفيون فهم –وللأسف الشديد- لا يملكون فكراً من أساسه ولا ينظرون إلا تحت أقدامهم، والدليل على ذلك هو وساطتهم من أجل قبول أسر الشهداء للدية.
10/7/2011
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (63)
واقرأ أيضاً:
قنا: البحث عن.. جملة مفيدة/ أهم من الاستفتاء، وأخطر من ثورة مضادة/ هنا والآن.. الثورة تكون إزاي؟؟/ كشف الطيش.. في مسألة الجيش/ حكاوي القهاوي