بيوت تأهيل المدمنين (2)
المراحل العلاجية
ما هي المراحل العلاجية؟
المراحل العلاجية هي المراحل التي يمر بها المدمن في المكان العلاجي وهي تؤهله لمواجهة الحياة تدريجياً فمثلاً عند التحاق النزيل بالمكان يمر بأول مرحلة وفيها يتمتع النزيل بإقامة كاملة مع حضور جميع المجموعات العلاجية والجلسات الفردية ويتبع قوانين والتزامات المكان ولا يحق له أي نقود أو حمل تليفون ويُمنع من استعمال تليفون المكان مدة الخمسة عشر يوماً الأولى فقط ولا يغادر المكان بمفرده إلا بإذن وبصحبة المشرف أو مر بمرحلة 3 بالمجموعة، ويُسمح للنزيل باستقبال الزيارة من الأهل والأقارب على شرط أن لا يكون لهم علاقة بالمخدرات.
ويخرج النزيل بصحبة المجموعة مع المشرف لعطلة نهاية الأسبوع على الخطة التي خططوا لها للاستماع بهذا اليوم مع المشرف وهذا يكون أول احتكاك له مع الحياة وفي هذه المرحلة يُعطى له أسئلة تسمى التقييم الشخصي ثم الاعتماد الكيميائي وكتابة قصة حياته ثم حل أسئلة خطوة أولى تمهيدية وهذه الأسئلة تساعده لأن يرى ما فعلته المخدرات وسلوكياته في حياته وتبرز لنا أيضاً كمعالجين نقاط هامة تساعدنا في وضع الخطة العلاجية وكيفية مساعدته ثم ينتقل إلى الخطوة الأولى في برنامج الـ12 خطوة وبعد مناقشتها والتأكد من أنه قد فهما فهماً صحيحاً وطبقها بالفعل في حياته اليومية بعد مناقشتها معه في المجموعة وحل أسئلة step working guide .
ثم ينتقل إلى الخطوة 2 وإلى المرحلة الثانية وهذه المرحلة تختلف عن الأولى أو يزيد عنها بأنه يسمح له بحمل نقود على أن يسلمها بمجرد انتهاء اليوم وأن يبدأ بنزول أجازة (زيارة منزلية) بمفرده بدون مشرف مرتين في الشهر عند نهاية الأسبوع، وإذا رأى الفريق العلاجي أنه بالفعل يحتاج تليفون خاص به يسمح له بذلك، ويسمح له بالذهاب للاجتماعات في الـ12 خطوة وبدء عد الـ90 اجتماع يومياً حسب الاجتماعات الرسمية فقط وفي هذه المرحلة يدرس الخطوتين 2 و 3 ويَعِدْ أن يجتازهما في مجموعات المناقشة لينتقل إلى المرحلة الثالثة.
هذه المرحلة عبارة عن إعداد للنزيل لمواجهة الحياة فيُسْمَح له بحمل النقود والهاتف الخاص به والترتيب مع الأسر إن كان متاح له بركوب سيارة وأيضاً نزول أجازة أسبوعياً وتطبيق الخطة العلاجية من نزوله للعمل لساعات محدودة تدريجياً كما هو متفق عليه في الخطة العلاجية أو أخذ كورسات دراسية أو كمبيوتر أو تحسين علاقات أسرية أو علاقة زوجية... إلخ، فيكون الاهتمام في هذه المرحلة بالحياة الخارجية.
أما عن المكان العلاجي فيحضر النزيل المجموعات العلاجية لإعطاء خبراته للمجموعة ولتلقي المساعدة أيضاً ومواجهة المشاكل الجديدة التي تقابله في احتكاكه بالحياة الجديدة بدون تعاطي مخدرات ومساعدته لمواجهة المشاكل وحلها حتى يتلافى الوقوع في أي انتكاسات، وأيضاً إعطاء مهام قيادية له في المكان للشعور بقيمته الذاتية والانتماء للمكان وأيضاً مساعدة باقي أفراد المجموعة ومساعدة أفراد المراحل الأولى عند الخروج لأمور شخصية خارج المكان، وفي هذه المرحلة يعمل كتابة الخطوة الـرابعة إلى أن ينتقل إلى الخطوة الخامسة وهنا ينتقل إلى المرحلة الرابعة وهي مرحلة المتابعة فيكون متواجداً في المكان ثلاثة أيام أو يومين في الأسبوع على الأقل؛
وبالفعل يكون قد بدأ بمشاركة الخطوة الخامسة من برنامج الـ12 خطوة مع مشرفه مع استمرار متابعته حتى ينتهي منها وهنا يكون قد وصل لنهاية البرنامج العلاجي ويحق له التَخَرُّج، ويحق له طلب المساعدة من المكان في أي وقت يحتاج فيه إلى مساعدة واللجوء إلى المكان ويسمح له بالمبيت فيه أيضاً تحت إشراف الفريق العلاجي. يحق له أيضاً أن يعمل كمتطوع إن أراد بأجر رمزي، وبعد مرور سنة على امتناعه عن التعاطي يُسمح له بالاشتراك في العمل في الفريق العلاجي كمشرف بعد تلقي التدريب اللازم.
نظام الجزاءات Awareness system
ما هو نظام الجزاءات؟
من النظم العلاجية التي أراها تثمر ثماراً طيبة هي awareness system وهو من الأنظمة التي يضعها المكان وهي كما تعني كلمة awareness وعي. هو نظام يوضع لإثارة الوعي المخدر عند المدمن وتنشيطه ليتحمل مسئولية أفعاله بعد أن كان يعيش سلوكاً قديماً بأن يفعل ما يحلو له ولا يتحمل أي من عواقب أفعاله، هنا في المكان العلاجي يوضع نظاماً حازماً صارماً لمن يخالف قواعد وقوانين المكان لتحمل مسئولية عدم الخضوع لهذه القوانين أو أي من التزامات المكان ومع الفريق العلاجي، والمجموعة نختار ما يناسب الموقف أو ما يناسب القانون الذي انْتُهِك وحالة المريض ومرحلته ومكانه في البرنامج وأيضاً قدراته وأيضاً حالته الصحية فيتحمل نتيجة أخطائه مما يساعده أن يقلل من أخطائه ويزيد عنده الوعي والتحقق قبل البدء في عمل أي فعل والتخلص من الاندفاعية؛
ويعلمه أيضاً تحمل المسئولية ويساعده أيضاً في التحكم في ردود أفعاله وفي مشاعره لمعرفته أنه سيتحمل عواقب أي فعل سيقدم عليه، مما يزيد من وعيه وسيطرته على نفسه وأفعاله ويساعده على الالتزام، وبداية نمو صوت الضمير الداخلي بمنعه عن الإقدام إلى الأفعال التي تؤدي إلى ضرره.
هذا من الأنظمة المساعدة في تقويم السلوك التي تنتهجها في المكان العلاجي.
واقرأ أيضاً:
آلية حدوث القلق / التفكر(2)