لم أفرح بموقف مضاد للثورة، بعد موقف البوطي، كما فرحت بموقف محمد حسنين هيكل الذي أعلنه مؤخرا من ثورات الربيع العربي عموما، ومن الثورة السورية خصوصا، التي رفض أصلا أن يسميها "ثورة".
بالنسبة لي –وللكثيرين غيري-، يمثل البوطي فكرا تقليديا يتحمل جزءا كبيرا من المسئولية التاريخية في استسلام "العقل الجمعي" للاستبداد كما لأشياء أخرى، وعندما يقف البوطي ضد الثورة ومع الاستبداد فأنه في حقيقة الأمر ليس منافقا للسلطة كما يتصور البعض بل هو يعبر عن الفكر الذي ينتمي له أصدق تعبير، تحديدا أكثر بكثير من مشايخ آخرين ينتمون لنفس الفكر لكنهم فضلوا الصمت المحايد، أو فضلوا الكلام المزدوج الذي يفسر باتجاهين، حرصا منهم على مكانتهم فيما لو نجحت الثورة، وحرصا أيضا على مكانتهم فيما لو فشلت!
لكن المؤسسة الدينية التقليدية ليست الشريك الوحيد للاستبداد، صحيح إنها مسئولة إلى حد كبير عن زرع القابلية له في العقل الجمعي، لكن الاستبداد بالشكل المعاصر الذي ساد وازدهر في مرحلة ما بعد الاستعمار في بلداننا، كان له شركاء أهم (استثمروا القابلية التي غرستها المؤسسة بلا شك، حتى وإن لم يتعمدوا ذلك)، يتمثل هؤلاء الشركاء في تلك النخب المثقفة التي تحالفت مع "العسكرتاريا" وروجت لقبضتها الحديدية تحت شعارات براقة ومخادعة.
يمثل هيكل بجدارة تلك النخب، فعلاقته بعبد الناصر، تكاد تكون أقصى نموذج وصله "مثقف" في علاقته بالسلطة، فقد تجاوز الدور المعتاد لنديم السلطان و"المسلواتي" إلى الاقتراب الحقيقي من مصادر القرار أو على الأقل استخدام كل ما أوتي من سلاسة أسلوب وجاذبية منطق وحلاوة لسان للترويج ولشرعنة مشاريع الاستبداد وأيدلوجياته وتبرير كوارثه وتلطيف هزائمه.
هذا هو الدور الأساسي الذي لعبه هيكل مع عبد الناصر، زعيم العسكر الأكثر جاذبية وتأثيرا في الوطن العربي ، وزعيم المشروع القومي العربي، لم يكن عبد الناصر هو أول العسكر الذين قادوا انقلابا للوصول إلى السلطة في الوطن العربي، فقد سبقه ضباط في سوريا والعراق في ذلك، بمحاولات متفاوتة النجاح، لكن تأثيرها كان محليا ومحدودا، وكان عبد الناصر مختلفا حتما، فقد كان شخصية زعامية، يمتلك طلة مهيبة محببة وقدرات خطابية لا يمكن إنكارها، كما انه امتلك طموحا واضحا لم يمتلكه ضباط الانقلابات في العراق وسوريا (كانت انقلاباتهم أشبه بمشاجرة في ملهى ليلي!)، والأهم من كل ذلك امتلك مشروعه الذي تجاوز حدود مصر، ليصل إلى كل الوطن العربي، كما إنه امتلك قلوب العرب بخطاباته وشعاراته حتى أكثر مما امتلك قلوب المصريين، وهي حقيقة تكررت مع صدام أيضا، الذي يحبه بعض العرب أكثر بكثير مما أحبه أغلب العراقيين، وربما تتمثل في قول بليغ وموجز للعلامة عبد الرزاق السنهوري الذي كان أستاذا لوالدي ووالدتي في كلية الحقوق في جامعة بغداد، عندما زاراه في مصر بعد سنوات طويلة، أعربت له والدتي عن دهشتها البالغة من شعورها بأن العراقيين يحبون عبد الناصر أكثر مما يفعل المصريون، فقال لها بإيجاز (وأتخيل بحزن): الطبلة صوتها حلو من بعيد بس!...
هكذا كان عبد الناصر ملهما للملايين من العرب الذين كانوا ينتظرون خطاباته الطويلة كما ينتظرون حفلة أم كلثوم أول كل خميس من كل شهر، وكانوا يتعاملون مع خطابات عبد الناصر بنفس الطريقة تقريبا: طريقة الله الله يا ست، وأعد أعد، أي بالطريقة التطريبية التي تنتهي عند كل قفلة خطابية بالنهاية السعيدة المتوقعة، أي بالتصفيق الحاد.
دغدغ المشروع الناصري مشاعر العرب وأحلامهم أكثر مما فعل مع عقولهم، ربما لأن المشروع نفسه لم يحتوي على نظرية متماسكة أصيلة بقدر ما احتوى على رقع من هنا وهناك حتى صار كحذاء الطنبوري، كله رقع، لكن حلم الوحدة العربية، من المحيط إلى الخليج، كان حلما أخاذا جعل قلوب الناس تهوي إليه وإلى عبد الناصر وتحاول استنساخ تجربته الانقلابية العسكرية في أماكن تواجدها، فكانت كوارث العراق وسوريا واليمن وليبيا مما سيبقى إلى يوم الدين في ميزان سيئات عبد الناصر ورفاقه، صحيح إن بعض الحركات السياسية التي استثمرت في المد الناصري ناصبته العداء وانقلبت عليه (كالبعثيين، الذين لم يبقوا أحدا لم يعادوه، حتى أنفسهم!)، لكن الطريقة التي وصلت فيها هذه الحركات للسلطة، وكذلك الكثير من الشعارات التي استخدمتها، والقوانين التي شرعتها، كانت كلها مستنسخة من التجربة الناصرية.
العامل المشترك الأهم الذي جمع هذه التجارب بالتجربة الناصرية وكان بمثابة طوق الأمان في استمراريتها، هو نموذج الدولة البوليسية-المخابراتية على النمط الستاليني الذي اعتمده عبد الناصر لتمكين حكم القبضة الأمنية وضمان أن لا يعكر صفو مشروعه أي مناوئ أو معارض لهذا المشروع...
لن أدعي أن الشعوب في مرحلة ما قبل عبد الناصر كانت تعيش في "ثبات ونبات"، لكن القبضة الأمنية كانت أقل حتما ودون نقاش، القمع كان أقل، وكانت هناك مشاكل حقيقية في التنمية على كافة الأصعدة، ثم جاء عبد الناصر ومشروعه القومي- الاشتراكي واستورد قوانينه من تجارب حضارية أخرى تختلف في تفاصيل نشوئها وبالتالي في تفاصيل حل مشاكلها، لكن "العساكر" لم يفهموا ذلك، فقاموا باستيراد قوانين التأميم والإصلاحات الزراعي -مثلا- كما يستوردون "العلف" وكانت النتيجة أن حصل تسمم كبير جدا من جراء الدواء دون أن تنتج عنه فعالية علاجية كبيرة، حدث تفكيك لبنية مجتمع لم يكن على ما يرام بالتأكيد قبل انقلابات العسكر، لكن النتيجة لم تكن أفضل بعدها، صحيح أن شعارات التحرر من الاستعمار صارت "رسمية" إلا أن ذلك تزامن مع حقيقة تغير طبيعة الاستعمار نفسه، وانتقاله من الاحتلال المباشر إلى السيطرة غير المباشرة، وهو أمر لم يجد العسكر مشكلة كبيرة فيه ابتداء، ما دام يوحي للشعوب المغلوبة على أمرها أن الاستقلال تحقق.
المشروع الناصري، ومثله مشاريع الدول التي حذت حذوه، انتهت بالفشل الذريع. لا يمكن لأحد أن يجادل في ذلك. فشلت في تحقيق أهدافها حتى بمعاييرها الخاصة، التنمية لم تتحقق (النهضة لم تتحقق أيضا ولكن ذلك لم يكن ضمن أهدافها أصلا)، الوحدة لم تتحقق بل زادت التجزئة، الحرية لم تتحقق بل تشددت حكم القبضة الأمنية حتى صار الأخ يخشى أن يتحدث أمام أخيه..، دخل في صراع مرير وقمعي مع التيار الإسلامي وأحدث شقا لن يمكن ردمه بسهولة بين التيار القومي والديني، فلسطين لم تتحرر، بل ضاعت كليا بعدما كان ضياعها جزئي، وضاعت معها أراض أخرى... وضاعت معها أحلام الشعوب العربية في دولة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج.
هل كانت التجربة مسئولة حقا عن النتائج التي انتهت إليها، هل كان كل ما جرى مجرد أخطاء في التطبيق، أم أن تلك التناقضات والرقع التي أمتلئ بها المشروع نفسه هي التي أدت إلى تلك الكوارث، كما يحدث في كل المشاريع غير المتماسكة..؟
ربما ليس هذا المجال للخوض في هذا، لكن موقف هيكل، عرّاب حكم العسكر، من الثورة السورية هو ما يستحق الوقوف عنده.
رغم أن الكثيرين صدمهم الموقف، إلا أن موقف الرجل في الحقيقة يعبر عن موقف الكثيرين من المنتمين لهذا التيار أو المشروع القومي بشكل عام، لم يكن ذلك واضحا في البداية مع ثورتي تونس ومصر، إذ أن النظامين الذين أسقطا هنا كانا مضادين للتيار القومي –العسكري، علما أن نظام مصر هو وريث شرعي لعبد الناصر، لذلك وقف هؤلاء شامتين، وربما أطلقوا تحليلات أو شعارات مؤيدة للثورة، وكانت تحليلاتهم غالبا مؤدلجة وتحمل رائحة التيار القومي ولكن بعد إجراء بعض التعديلات عليه (فيما يتعلق بالحريات طبعا)، اختلف الأمر قليلا مع ليبيا، ولكن كان القذافي، قد ولغ في جنون "صريح" يجعل كل من يسانده يبدو مجنونا مثله، لذلك فلم يساندوه ولكنهم أيضا تباكوا على طريقة قتله بحجج لم يأبهوا لها عندما كان تيارهم في السلطة.
مع الثورة السورية بدا الموقف أكثر تحديا: لذا كان الكثير من رموز هذا التيار مؤيدين للإصلاح "بقيادة الدكتور بشار" أولا، ومشككين بوجود مؤامرة، ومن ثم منسقين لحل لا ينهي الحكم الأسدي تماما، ويتوج ذلك كله تصريحات هيكل التي تنفي عن الثورة السورية أسم الثورة أصلا، وتقول إن كل ما يجري هو سايكس بيكو جديد، وإن عدة مشاريع تبتلع الوطن العربي، غربي-أمريكي، إيراني، تركي..الخ.
كيف يمكن لهيكل أن لا يكون ضد هذه الثورة؟ بالنسبة له، لم يكن ما حدث في حزيران 1967 هزيمة، بل كان مجرد نكسة (وهو التعبير المخفف الذي استخدمه ليكون أفيونا مخدرا للجماهير)، لا. هزيمة 1967 ليست هزيمة، مجرد نكسة، مادامت لم تقوض حكم العسكر، لكن الثورة السورية، بمجرد انطلاقتها، هي الهزيمة الحقيقية لهيكل، هي الهزيمة لذلك المشروع الذي كان عرابه المخلص الأمين لعقود، مجرد أن يثور السوريون على حاكم طاغية مستبد، طالما نادى بشعارات العروبة والمقاومة، هي هزيمة لهيكل، هزيمة عليه أن يقاومها فيحولها إلى "لا ثورة" ومؤامرة، وسايكس بيكو....الخ.
وقف أمثال هيكل مبهوتين أمام الثورات. طالما تصوروا أن هذه الشعوب مجرد مطايا تصفق للمنتصر، يحتل العساكر الإذاعة، يطلقون بعض الرصاصات، يقرا أحدهم البيان رقم واحد، تخرج الجماهير لتصفق في اليوم التالي، هذه هي "الثورة" في نظرهم، مجموعة من الضباط "الأحرار!" يقيدون شعبا كاملا لمجرد أن لديهم رتبا عسكرية على أكتافهم، كلها كانت مجرد انقلابات، أسماها هيكل وسواه ثورة، كما أسمى الهزيمة نكسة، فكيف يمكن له أن يرى الشعب خارجا ثائرا متحديا كل آلات القمع وأساليبه دون أن يشعر بالهزيمة، هزيمة مشروعه الذي طالما تبناه؟ دون أن يشعر بالغيرة على أقل تقدير؟؟
أغرب ما في تصريحه كان الحديث عن سايكس بيكو جديد..!.. ظريف جدا أن يعظنا عرّاب العسكر عن سايكس بيكو والمشاريع الغربية!.. بالذات أن يحذرنا مما سيده "عبد الناصر" متهم فيه. بل يتهمنا بما اعترف فيه هو أصلا في كتبه بغير اللغة العربية. فالهيكل لديه نسختان من كتبه: نسخة لليافعين والناشئة باللغة العربية يقول فيها ما يريد لهم أن يعرفوه، ونسخة للراشدين والبالغين يقول فيها لهم جزء أكبر من الحقيقة. وبينما كان يصور في نسخة اليافعين عبد الناصر كما لو كان أسدا قوميا معاديا للقوى الامبريالية، لإنه في كتب البالغين يعترف بصراحة بأن ثورة يوليو كانت جزءا من سياسة الإحلال الأمريكية البديلة للسيطرة البريطانية، أي على طريقة "مات الملك البريطاني، عاش الرئيس الأمريكي"، (ولعبد الحميد كشك كتاب مفصل بعنوان "ثورة يوليو الأمريكية" وفيه فصل يحتوى على شهادات موثقة لهيكل نفسه من كتبه "الصادرة بلغات أخرى" بهذا الخصوص، والكتاب متوفر على الشبكة لمن أراد المزيد).
شخصيا لا أتصور أن هناك سياسة ممكنة دون اللعب على توازنات القوى الدولية وصراع الإرادات فيها، لكن الفرق بين السياسي الوطني، والسياسي غير الوطني هو أن تكون مصلحة بلده هي المقدمة على مصالح من يتعاون معهم من الخارج، حتى لو كانت لهم مصلحة هم متحققة، أقول ذلك تذكيرا بهذا فقط، فلست بصدد اتهام عبد الناصر بالعمالة، ولكن غريب جدا أن يأتي هذا التصريح من هيكل بالذات وهو يعلم أن "انقلاب الضباط الأحرار" كان له ما له من الصلات مع الأمريكيين ومنذ البداية!.. فلماذا يكون ذلك حلالا عليه وحراما على سواه، على فرض أن ذلك موجود أصلا في ثورات الشعوب، علما أن هذا يصعب تحقيقه في ثورات الشعوب، ويسهل تحقيقه جدا في انقلابات العسكر، حيث يمكن تجنيدهم واختراقهم أو منحهم ضمانات معينة منذ البداية وبمنتهى السهولة، أما ثورات اطلقت بشعارت عفوية "الموت ولا المذلة" وأطفال درعا التي يخرج لها مئات الألوف إلى الشارع، فهذا صعب جدا، من المؤكد أن هيكل أكثر ذكاء من هذا، لكنه فقط يتظاهر بالغباء!.. وهو يعول على أن مشاهدي الجزيرة لم يقرؤوا نسخ الراشدين من كتبه!
لا يقل ذلك غرابة عن ما قاله بخصوص "الطبقة الوسطى" في مدينتي دمشق وحلب. فهو يدعي أن الطبقة الوسطى ساكتة في هاتين المدينتين ويعتبر هذا دليلا على عدم وجود الثورة. مجرد أن ينطق هيكل بهذا، يدل على جهله التام بطبيعة الطبقة الوسطى السورية، ويذكرنا كيف أهينت هذه الطبقة بالذات على يد عساكره أبان الوحدة "الافتراضية" بين مصر وسوريا، بل كيف كان ذلك سببا في انهيار هذه الوحدة وفشلها، ثم عن أي طبقة وسطى بالضبط يتحدث؟ عن الطبقة التي تم تهميشها وتنحيتاه جانبا منذ أن استلم العساكر السلطة!...
أليس ذلك جزءا أساسيا من كل مشاكلنا الحالية؟ كيف يمتلك الجرأة أصلا أن يقول ذلك، وكيف له أن يتجاهل مدنا عريقة في سوريا مثل حمص وحماه وغيرها، وكلها لا تقل عراقة عن دمشق وحلب، وفيها طبقة وسطى أيضا، وسكانها ليسوا رعاة غنم!. لكنه معذور. كل جمعة، يشاهد هذه الجموع تخرج "من المساجد!" لتتحدى أقوى نظام قمعي بوليسي، كيف يمكن إلا أن يشعر أنها الهزيمة، هزيمة المشروع الذي كان هو كبير كهنته وعرّابه والناطق باسمه، الهيكل بالمناسبة يجيد التحدث حتما. لكن لا تتصوروا أنه يجيد التحليل دوما.
يوم اصطدمت الطائرات في برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك خرج الهيكل بتحليل عجيب يتهم الصرب -!- بالموضوع. وظل مصرا على رأيه حتى بعدما أثبت العكس بالوثائق والاعترافات (لسان حاله، الناطق بالدونية التاريخية وبالشعور بالنقص تجاه كل ما هو غربي يقول: لا يمكن لمسلمين أو عرب أن ينفذوا شيئا متقنا كهذا!، لا بد أنهم أجانب! صرب على الأقل!).
هذا الشعور بالدونية والنقص، والتشاوف والتباهي المخزي، ينضح في كل أحاديثه وكتاباته، وهو ما قد يجعلها مسلية ومشوقة لكن ليس بالضرورة "مفيدة"، جلس مع فورد ونفخ فورد في الحساء، تناول العشاء مع السير فلان واللورد علان في مطعم يطبخ فيه طباخ سابق للملكة اليزابيث!،... جلس على نفس الكرسي الذي جلس فيه الدوق فلان الفلاني، سأل الليدي الفلانية هل كان الجنرال مونتغمري لوطيا فعلا؟
فابتسمت وهي تحتسي الشاي الانجليزي وقالت له: هو إيه الي فكرك بالحاجات دي يا مدهول؟
وهذا ما يقودنا أيضا إلى تناقضات أساسية تتمثل في هيكل الشخص لكنها تعبر عن تناقض المشروع مع شعاراته، وهو أمر لا يمكن أن ننسبه للبوطي مثلا، البوطي يعيش مبدأه رغم أننا نعتقد فساد المبدأ. لكنه على الأقل يعيش في حياة شبه زاهدة بمختلف المقاييس، أما عرّاب الاشتراكية والتأميم والإصلاح الزراعي فهو يعيش على عكس مبادئه حياة "الخمس نجوم" والجت سيت، ثروة أولاده تناهز ثروة أولاد مبارك أنفسهم، ولآن ذلك حدث في مصر، وليس في اليابان مثلا، فإننا نعرف أن ذلك لا يمكن أن يكون دونما استثمار لعلاقات نافذة، حتى وإن كان هيكل يبدو مضادا لحكومة مبارك.
المشروع الذي كان هيكل عرّابه فشل وهزم حتما. لكن هيكله لا يزال قائما. مثل بيت عتيق هجره سكانه وأضحى آيلا للسقوط، الهيكل صار خطرا ومرتعا للصوص وشذاذ الآفاق، ويضم مرتشين ومدرسة للفساد بكل أنواعه، لذا فلا بد من إزالته، لن يكون ذلك سهلا، كما أنه ليس سهلا مع المؤسسة الدينية التقليدية، لكن لا بد مما ليس منه بد، مهما كانت التكلفة... حتى ذلك الحين.
سيبقى الهيكل، نصبا تذكاريا للفشل، لكن آن لنا أن نقول له أن يصمت..بح..خلص الكلام.
واقرأ أيضاً: