لم أتعجب من نواب شعب يصفقون لمن يعبث بكلمات كاذبة المعنى والصيغة ويقاطعون ويشوهون من يتحدث عن ما يدور في الشارع بحقيقة، ولم أتعجب وهم يقطعون عنه الكلام ويرسلون أتباعهم كي يشوهوا صورته في كل مكان وكل وسائل الأعلام...، لم تصبني الدهشة قط، هل تعلم لماذا؟؟؟ إليك جوابي لأن رئيس مجلسهم شكر وقدم التحية لمن يقتلون شبابنا اليوم، هل تتوقع من هذا الرئيس أن يقدم لهم التحية ويستجوبهم في مجلس واحد بالطبع الجواب بالنفي، وماذا تتوقع من جماعة كانت محظورة (مع نشاطها) ثم أصبحت حزب الأغلبية تعالى معي وتخيل حبيسا في غرفة لسنين ثم كسرت قيوده وأطلق صراحه ماذا سيفعل؟؟
هل سمعت جلسات هذا المجلس، تعالى واسمع كلمات النائب أكرم الشاعر، وكيف أبكى المجلس ونوابه ورئيسه، وكيف أبكى منا الكثير، وتعالى واسمع كلماتهم اليوم، هل تغيرت؟ السؤال لك يا عزيزي وجاوب كما ترى بصيرتك...، لماذا كانوا معنا بالأمس وهم ضدنا اليوم، لماذا عارضوا وزير الداخلية ونصفوه... هل هي السياسة تتلون كالحرباء؟
لم يكن أحد يصدق ما فعلته بنا الثورة ولكنها كالشجرة التي نمت سريعا وأثمرت الكثير، ولو كنت من الفلاحين أمثالي لعلمت (بالثمار السقط) وهذا الثمر قد يكون غير ناضج وبالتالي قد يضر، ولكن يتسارع عليه من لا يعرفه، لماذا أقول هذا؟ لأن كثيرين ممن يظهرون علينا ليلا نهارا ممن أكل ثمار الثورة (السقط) ممن هرولوا إلى عمر سليمان كي يتفاوضوا معه، ممن وافقوا أحمد شفيق الرأي، ممن قالوا فلنصبر على انتهاء مدة الرئاسة، ممن قالوا كفانا خرابا، ممن قالوا حصلتم على الكثير، ممن قالوا من ماتوا بلطجية وعملاء، ومن أصابوا كذلك، ممن قالوا دعوا الميدان وارحلوا وقالوا على شهداء ماسبيرو محرضو فتن وكذلك محمد محمود وقصر العيني، ومن سحل من النساء وعُرِّين وهتك أعراضهن (تستأهل) وقالوا عن شهداء بورسعيد متعصبين من جيل أهوج....
لكل هذا لا أتعجب عندما يقبلون ببيع دماء الشهداء بما يطلقون عليه الدية ويسكتون أهات المصابين بالتعويض ويتحدثون عن الخروج الآمن لقاتلهم. لن أتعجب ممن وضع يده في يد القاتل أمس ويصدق تصريحاته ووعوده اليوم، لن أتعجب ممن يحرفون الكلم عن موضعه ويضعونه كما تكون مصالحهم... لقد ضر بطونهم وعقولهم ما تناولوه من سقط الثمار.
أما من يرى كل هذا ومازال في الحياة صابر وقد يعطى لشجرة دماءه كي ترتوي لتنضج ثمارها فلك الجزاء حتى ولو ناله غيرك، ولا تتعجب ممن هان عليه العرض والدم لأنه فقد إنسانيته وهى ليست بالأمر الهين.
لا أتحدث عن الأخوان أو السلفيين أو بعض المعارضة الشكلية وحسب ولكن عن من يصفقون لمن ينتمي لهم ولفكرهم وعلى شاكلتهم (عمال على بطال)، ولكل نائب هاجم الثائر الحر فليتذكر لولا هذا الثائر ما خطوت خطوة واحدة بقدمك داخل هذا المجلس... ولتعلموا جميعا أن المقاعد لا تدوم ولا يدوم الحال والحال دائما للمحال ولكم في من سبقكم عبرة ولصبرنا حدود وللغضب قوة كونوا ممثلين للشعب لا لغيره واتقوا الله يرحمنا ويرحمكم الله
فضفضة
نحسبهم شهداء
نحسبهم شهداء والله حسيبهم هكذا من عام وأكثر يتساقط الزهر على الأرض، وتقطف الورود قبل أوانها وامتلئت الأرض بالزهروات والنبتات الغضة من كل حدب وصوب... بدأ بخالد سعيد ومَن قبله، وتوالى من بعده السيل فبدأ موسم تساقط الشهداء في أعمار الزهور من شباب وبنات مسلم ومسيحى مسيس وغير مسيس اختلف الجميع واجتمعوا فى ألم واحد ودم واحد وهدف واحد.
... لو عاشوا حياتهم قد لا يجتمعون قط ولكن بمماتهم اجتمعوا واجتمعنا معهم.... ومن التحرير للعباسية لماسبيروا لمحمد محمود للقصر العينى لمذبحة بورسعيد، الدماء كفيلة بأن توقظ الإنسان بداخلك وإن كنت لا تبحث عن كرامة واعتاد جبينك الذل فأعدك بأن الدماء تفيقك، وإن كنت من الصامتين الساكنين الرافضين الصراخ في وجه الظلم، فدماؤهم لها أنين يصدع الصخر.... باسمة هي شفاههم ومضيئة هي وجوههم تجعلك تنظر إليهم وكأنك تعرفهم وتعايشهم.
هل هم شهداء؟؟ نحسبهم كذلك والله حسيبهم.
هم ماتوا غدرا وماتوا من أجل وطن ومن أجل هدف ومن أجلي أنا وأنت، فلا تدع كائنا ما كان يهين أحبائنا الذين سبقونا، ولنكمل مسيرتهم كما أرادوا ونتكلم بلسانهم كما نطقوا ولنصل أهلهم ونحي ذكراهم، وإن كان لنا نصيب أن نجني ثمارَ ما زرعوا... فلنروِ تاريخا كتب بدمائهم لا بغيره ونذكرهم بالخير ونحسبهم شهداء.
واقرأ أيضاً:
اللحية والنقاب.... وسياسة الهروب من العقاب/ ماحيها... ولست حاميها/ ليلة سفر.... رؤية نقدية/ هم يترنمون بالخوف... ومصر تأبى