يمارس المجلس العسكري على الشعب المصري في هذه الفترة من الانتخابات الرئاسية كل ما تعلمه العسكر من فنون تضليل الخصم باستخدام أساليب الإخفاء والتمويه وصناعة الأهداف الكاذبة. فقد استخدم المجلس العسكري بالونة اختبار للشعب بنشر إشاعة نبيل العربي كرئيس توافقي بين الإخوان والعسكر ليقيس رد فعل الشعب تجاه هذه الفكرة، فإن تقبلها خيراً وطرح المجلس هذا الرئيس التوافقي، وإن حدث ولم يتقبلها أعد المجلس العدة لخطة بديلة. وكانت نتيجة نشر هذه الإشاعة أن تيقن المجلس من رفض الشعب لفكرة الرئيس التوافقي، بل تبين له أن الشعب سيصر على عدم انتخاب هذا الرئيس التوافقي حتى ولو كان نبيل العربي.
وهنا أدرك العسكر أن فكرة الرئيس التوافقي مرفوضة ولهذا قرر المجلس استخدامها لصناعة هدف كاذب ليخفي الرئيس الذي ينوي فرضه علينا دون أن يلقى معارضة من الشعب المصري. بناءً على هذه الإشاعة قرر المجلس طرح هدف كاذب هو منصور حسن كرئيس توافقي بين العسكر والإخوان وإمعاناً في صناعة هذا الهدف الكاذب لتضليل الشعب اختاروا له نائباً عسكريا هو سيف اليزل – الذي لن يغير من الفكرة شيء انسحابه - ليصدق الناس أن منصور حسن هو بالفعل الرئيس الذي يمثل العسكر في انتخابات الرئاسة. قد يكون الإخوان المسلمون مشتركون في هذه المؤامرة مع العسكر وقد يكونون مثلهم كمثل الوفد ومنصور حسن نفسه مجرد عرائس يتلاعب بها العسكر ليقضي منها وتراً ثم يفعل بها ما يفعل بعد حين.
منصور حسن إذن هو مجرد هدف كاذب يستخدمه العسكر للتمويه والتضليل حتى لا يحرق مرشحه الحقيقي، فمن هو إذن مرشح العسكر؟ أتصور أن عمرو موسى هو المرشح الحقيقي للمجلس العسكري، وإن لم يرضَ عنه الإخوان وغيرهم فهذا لا يهم طالما أنه لا يجوز لأحد الاعتراض على النتيجة. نعم أعتقد أن عمرو موسى هو الرئيس القادم؛ فله علاقات طيبة بالعسكر وبكل رموز النظام السابق وبمبارك وعائلته وهو الذي سيضمن أن يحظى العسكر بكل الامتيازات التي يحلمون بها، كما سيضمن النظام السابق عفواً إن لم يكن استمرارا في السلطة بشكل أو بآخر، إضافة إلى أنه مرشح دول الجوار ولا يجب أن ننسى أنه أعلن ترشيحه من سفارة أحدى هذه الدول. ويسبق كل ذلك أن عمرو موسى يحظى بشعبية لدى بعض القطاعات في الشعب المصري والتي ستجعل من إعلان أسمه كفائز في الانتخابات أمر غير مستهجن أو مستفز إلى الدرجة التي سيقرر معها الشعب الخروج في مظاهرات وثورة جديدة رفضاً لنتيجة الانتخابات.
ولا أستبعد لحبك الخطة أن يخرج عمرو موسى علينا كل يوم شاكياً من الظلم والتعنت الذي يتعرض له في حملته الانتخابية من جانب اللجنة العامة للانتخابات ومن جانب المجلس العسكري حتى يبعد عن نفسه أية شبهة تقول بأنه مرشح المجلس أو أن المجلس هو الذي سيقوم بتزوير الانتخابات حتى ينجح.
بالطبع لن ينجح عمرو موسى إلاّ من خلال الإعادة والتي ستكون في الغالب الأعم من وجهة نظري مع مرشح غير أبو الفتوح الذي يحظى بشعبية قد تجعل منه المرشح الأول للشعب المصري في حال وجود انتخابات للإعادة، ذلك لأن المجلس لن يضع نفسه في هذا الاختبار الصعب.
لهذا فمن الأفضل للمجلس أن تكون الإعادة مع مرشح قد يكون محل خلاف بين قطاعات عريضة للشعب مثل حمدين صباحي أو حازم أبو إسماعيل لاستخدامهما كدليل قاطع على نزاهة الانتخابات التي أوصلت أيهما لمرحلة الإعادة وبالتالي لا يجب القول بالتآمر في حال فشله في مرحلة الإعادة.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن رغم أمنياتي أن لا يكون العسكر بهذا المستوى من الذكاء الذي يسمح لهم بالتفكير في مخطط كهذا، ولكن لو كانوا بهذا المستوى من الذكاء فماذا نحن فاعلون لنبطل مخططهم؟ هل يجب علينا كشف ألاعيب المجلس حتى يفيق الشعب والمنخدعون سواء كانوا إخواناً أو حتى منصور حسن نفسه، فلا يصيروا مجرد أراجوزات يفعل بها المجلس ما يشاء؟ هل يجب على مرشحي الرئاسة أن يفيقوا من ثباتهم ويقرروا الانسحاب من سباق الرئاسة لصالح مرشح واحد منهم يتوافقون عليه ليكون هو في مقابل عمرو موسى المرشح الحقيقي للمجلس العسكري؟ أم سيستحيل على مرشحي الرئاسة الاتفاق فيما بينهم على مرشح واحد ومن ثم سيتوج عمرو موسى قريباً رئيساً لمصر لتذهب الثورة المصرية للجحيم؟
14/3/2012
واقرأ أيضاً:
شرق أوسط جديد بلحية إسلامية!!!/ للسلطة فتنة... لكن لصبرنا حدود/ المرحلة الخرسانية/ القانون ليس حلاً/ نصيحتي للإخوان/ الفلول تحييكم!!/ كأنك ماغزيت!/ مازوخية المصريين: باي باي ثورة!/ دليل الحاكم المسلم: لحكم شعب مؤمن/ الانشقاق العاطفي للإخوان/ حكاوي القهاوي