أيها العقل المسجى بالأوهام
كيف ينكسر طوق كونك الصغير
وتندلق حمم بركان رؤاك
وتتساكب أعاصير وثبتكَ
في أغادير الضياع
وكيف تفقد ملامح حدودك
وألوان رسمك
وتذوب في دوامة الحشد الدافق
فيتحول المكان إلى سيل ينساب على سفوح وجودك
المتمدد إلى ما وراء اتساع الأكوان
وكيف ترتبط أعماق حياتك
بأطراف نبضات الأحياء
حتى لترتعش وترتعد
من تحركات الآخرين
لأنها تزعزع ما فيك
وتداهم دياجير أعماقك
المسكونة بالرعب والضجيج
فلا تصرخ
لا تنادي
إنهم يخترقون مجال ذاتي
أو يفترسون أثمار أحوالي
أو يحركون كالوحوش
في طرقات ذاتي
أبعدهم
أخرجهم 
من صندوق الجذب
ودعني وحيدا
بعيدا
مركونا في صمت الأدري
لا تنهاني عن أفعالي
أو ترميني خلف زماني
إن مكاني صار يراني
فابعد عني
أنت عدوي
أنت الجاني
لا تفتح أبواب خيالي
لا تدخل كي تغتال كياني
لا ....لا
إني أحيا في زوبعة نجوم
لا تهواني!

واقرأ أيضاً: 
حبيبتــــي بلا ذاكــــرة...! / لا أريد عيوني...! / شظايا أعماق /  وإنّ العقل في نفسٍ تماهى