الأستاذة رحاب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد سعدت كثيرا بوجود باب تحت العشرين ليكون مكانا لمناقشة مشاكل المراهقة والشباب وما أكثرها في مجتمعاتنا اليوم ويكون بداية لبناء جيل قادر على العطاء والإنجاز.
* اسمحي لي أن أشارك حضرتك في مقالة تتمنى تبديل الأدوار إليك الدور.. واختار هذه المقالة الرائعة حقا في العرض والمضمون والأسلوب والعنوان أيضا فالعنوان جميل جدا ودقيق جدا ومناسب جدا
* الحقيقة أن موضوع نظرة الشباب العربي للشباب في المجتمعات الأوروبية يشغل اهتمامي وأبحث فيه وكنت بالفعل نويت إعداد مقال عن ذلك الموضوع لكن لم أتمكن للانشغال بالدراسة والبحث ولكن كنت أنت المبادرة جعلك الله سباقة دائماً بالخير والعمل الصالح.
* سوف أتكلم عن الموضوع في نقاط محدودة لضيق الوقت والبقية إن شاء الله سوف أكتبها في مقال أو في مشاركة أخرى.
نظرية سطحية للمميزات والحياة
* معظم شباب اليوم للأسف:
(1) لا يعرفون قيمة وأثر ما عندهم من درر في مجتمعاتهم وفي أهليهم وفي دينهم على الصعيد النفسي والاجتماعي والتربوي والديني والأسري.
(2) لا يعرفون أيضا كيفية تفعيل هذه الدرر وهذه القيم على أرض الواقع.
* فما عندنا من عاداتنا وتعاليم ديننا الإسلامي أفضل نفسياً وصحياً واجتماعياً للإنسان كهدي الإسلام في موضوع الحجاب والاختلاط، وحقوق الزوجة والتربية وشرب الخمر والصحة النفسية والأمثلة كثيرة والأدلة أكثر. وقد أثبتها العلم وأقرتها الإحصائيات في كل المجالات وسوف نذكر بعضا من هذه الأدلة في مقال آخر.
* وبدلاً من أن يتهموا أنفسهم بالتقصير أو المشاركة في التقصير يتهمون المجتمع بالتخلف ويسارعون للهروب منه.
رسالة إلى الشباب
الذي يتأمل ويتعلم ويعرف أثر هذه القيم على النفس والمجتمع والروح ويحاول تفعيل ذلك قدر ما يستطيع بهدي من الدين والعلم سوف يكون واحداً من المساهمين في بناء ورقي وتقدم المجتمع والأمة الإسلامية والعربية....... واعمل رغم السلبيات والجراح..... وارسم على شفتيك ابتسامة جريح يعمل بالإرادة.
سلوك سلبي لفكرة خاطئة
* يعتقد شبابنا أن الحرية هي أن أتصرف كما أريد بدون رقابة لعمل ما أريد بغض النظر عن عواقب الأمور المترتبة على هذا العمل النفسية والصحية وعن موافقة هذا السلوك لصحيح الدين والعرف، وهذه فكرة خاطئة تجعل الشباب يندفعون لعمل بعض السلوكيات الأكثر ضرراً على الصعيد الاجتماعي والتربوي والتي تقود إلى مزيد من التدهور والهزيمة.
* والحقيقة لابد علينا أن نصحح مصطلحات الشباب عن الحرية والسعادة قبل أن نبدأ رحلة الرقي والتطوير بهم ولهم.
* من بعض هذه السلوكيات السلبية الناتجة من الأفكار والمصطلحات الخاطئة عند الشباب:
1- اندفاع الشباب إلى الهجرة للدول الأوروبية.
2- خروج الشباب للمعيشة بعيدا عن الأسرة لمزيد من التحرر وفعل المتع والحقيقة أنه مزيد من التفكك والقلق والخوف.
• 3- اهتمام الشباب بكل جديد وكل مظهر موجود في الدول الأوروبية والأجنبية.
• 4- محاولة التقليد الأعمى لكل السلوكيات الموجودة في المجتمعات الأجنبية والأوروبية دون تمييز أو تفكر.
أسأل الله العظيم أن نرى الحق حقاً ونرى الباطل باطلا وأن نحكم العقل والدين في أمورنا .
أشكرك مرة أخرى أستاذة رحاب وإلى اللقاء في مشاركات أو مقالات أخرى سوف أكتبها عامة على موضوع مشاكل المراهقة فهناك موضوعات وأفكار كثيرة في هذا الموضوع.
نثق في علمكم نثق في ضمائركم
عمرو عماد
تعليق الأستاذة رحاب شكري
أخي الفاضل عمرو كم أنا سعيدة بتعليقك على هذا المقال فأنت مثال للشاب المثقف العاقل الذي أتمنى أن أرى كل شبابنا مثله.
قد أكون سبقتك بالكتابة في هذا الموضوع لكنك أضفت الكثير للمقال بهذه المشاركة الرائعة والدسمة والتي تنم عن مدى ثقافتك ووعيك عزيزي.... فقلد أثرت نقاطا فعلاً مهمة جداً وقد أكون لم أعطها حقها في المقال فأشكرك جداً على إكمال المقال حقاً.
ولكن لي تعليق على نقطة "وبدلاً من أن يتهموا أنفسهم بالتقصير أو المشاركة في التقصير يتهمون المجتمع بالتخلف ويسارعون للهروب منه" هم فعلاً مقصرون ولكن المجتمع مقصر أيضا لا شك, فالفرد ما هو إلا جزء من المجتمع يحمل نفس قناعات المجتمع وثقافته فلذا طبيعي أن يكون الفرد مقصرا في مجتمع أصبح التقصير فيه صفة سائدة وعامة ولكن كل ما علينا هو أن نحاول تغيير السلبيات في مجتمعنا وأن نغير أنفسنا دون إلقاء اللوم على الفرد وحده أو المجتمع وحده فكلاهما مرتبطان فعلاً ترابطاً طردياً فكلما ازداد تقصير المجتمع ازداد تقصير الفرد وكلما ازداد وعي الفرد ازداد تقدم المجتمع.
وأيضا أود التعقيب على اندفاع الشباب إلى الهجرة للدول الأوروبية فأنت تراها شيئا سلبيا في شبابنا وأنا أراها نتيجة منطقية لما هو حاصل في ووطنا العربي عامة والمصري خاصة.
فلا أدري هل سمعت حديث وزيرة القوى العاملة "الحاجة عائشة" عن فرص العمل المتاحة الآن لخريجي الجامعات.. لقد صعقت حقاً فقلد تربينا على أن هناك ما يسمى بالتعليم العالي والمتوسط وفوق المتوسط ولكل واحد منهم الوظائف الخاصة به ولكن هذا الحديث قال عكس هذا تماماً.... عكس ما تربينا عليه ونشأنا على قناعة به.
فأصبح خريجو الجامعات والمؤهلات العليا ملاحظين عمال في المصانع... أنا لا أقلل من شأن ملاحظ العمال ولكن هذا عكس ما تربينا عليه ونشأنا.
ولهذا بات من الطبيعي أن يهاجر الشاب باحثاً عن عمل وحياة أفضل في مكان آخر لعله يجد ضالته. ليس هذا فقط ولكن هل تعرف أن حتى وظيفة ملاحظ العمال أصبحت حلما قد لا يتحقق في زمن البطالة الذي نحيا فيه!!
عزيزي من ناحية أخرى تجد أن مجتمعنا لا زال يرفض هذه الفكرة فمثلاً قد يرفض الشاب خريج الجامعة العمل كعامل في وطنه ولكنه يقبلها في المجتمع الأوربي.. لأن المجتمع الأوربي لا يرى هذا عيباً ولكننا تربينا على أنه عيب فلو الشاب خريج الجامعة تقدم لخطبة فتاة وهو عامل يرفضه أهلها ولكن لو كان عاملاً في أوروبا يرحب به الأهل!!... ترى هذا عيب مجتمع أم فرد؟؟ أنا حقاً لا أدري.
قد يكون كلامي متناقضا وقد يكون غير مرتب ولكنه مثله مثل مجتمعنا وما بثه فينا من تناقض وشتات أفكار.
أود أيضا أن أعلق على قولك "خروج الشباب للمعيشة بعيد عن الأسرة لمزيد من التحرر وفعل المتع والحقيقة أنه مزيد من التفكك والقلق والخوف" قد يكون سلبياً لو حمل هذا التحرر المعنى الذي تقصده ولكني أراه إيجابيا إذا ما تحقق فيه ما سأقوله؛ فلو خرج الشاب وعاش بعيداً عن أهله باحثاً عن تحمل المسؤولية وخلق حياته بيده ورسم مستقبله بريشته فمرحبا بهذا طبعاً بل فأنا عن نفسي من أنصار هذه الفكرة, ولكن لو كان هذا البعد بحثاً عن المتعة والحرية الزائفة فتعساً لنا بشبابنا لو كانت هذه ضالتهم.
وأشكرك عزيزي على مداخلتك التي أكملت معنى المقال فأنا لا أعتبرها مشاركة برأيك بل تكملة للمعنى الذي أقصده... وأنتظر منك المزيد والمزيد فلا تبخل علينا بقلمك أخي العزيز.
واقرأ أيضًا على مجانين:
من الآخر أريد أن أكون الآخر مشاركة/ من الآخر أريد أن أكونَ الآخر مشاركات/ مِنَ الآخِر أريد أن أكون الآخر/ في حب كوريا وشعبها/ في حب كوريا: ابنة المستشار مشاركة/ مصر وحكاية اللونين الأحمر والأبيض/ معوقات تعصف بمستقبل الشباب/ تمدد الحديد وعلاقته بالأهلي والزمالك/ تبديل الأدوار مشاركة لتفعيل مميزات الأمة/ أحمد وغفران..... فرنسا كمان وكمان/ ضاع حبك؟؟؟ فقد تصبح عظيماً مشاركة/ عفواً مجانين فهذه لغة المراهقين/ استخلاص الأشكال الهندسية من الطبيعة