هي حقائق ثابتة تعلمتها منذ زمن طويل يتمدد الحديد بالحرارة ويفوز الأهلي بالمباريات, ينكمش الحديد بالبرودة ويخسر الزمالك المباريات.. هكذا بدأ الإعلامي المصري عمرو أديب أمس برنامجه "القاهرة اليوم", ومن المعروف للجميع أن عمرو أديب هو أشهر شخصية إعلامية زملكاوية في مصر, فكم أنتظر هذه الحلقة بفارغ الصبر بعد كل مباراة بين الأهلي والزمالك!!.
فإنها أمتع الأوقات التي أقضيها أمام التلفاز على الإطلاق. وكم أعجب بأسلوبه الساخر من فريقه المهزوم "نادي الزمالك"على طول الخط ومدى مرحه الممزوج بحسرة الخسارة أمام نادي القرن الشياطين الحمر"النادي الأهلي".
كانت أمس مباراة الأهلي والزمالك في بطولة أفريقيا ولا أعلم حقيقةً اسم تلك البطولة فلا يعنيني هذا كثيراً قدر ما يعنيني التمتع بمشاهدة مباراة للأهلي وهو يهزم الزمالك "يالله كم هو شعور رائع!" والأكثر روعة منه هو اليقين من هذا الفوز قبل حدوثه.. وكأنها حقائق ثابتة كما يقول عمرو أديب.
ابتدأ يوم 20 يوليو "يوم المباراة الموعودة" في منتدى مجانين عندما أضافت إحدى العضوات موضوع عن توقعات نتائج مباراة الأهلي والزمالك.. وطبعاً كالعادة اتفق الجميع على فوز النادي الأهلي إلا قلة قليلة لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة.. وكعادة وطبيعة الشخصية الزملكاوية الباكية على الأطلال؛ ظلت هذه القلة تتحدث عن أمجاد الماضي ومدى عظمة نادي الملك "نسوا أننا بقينا جمهورية" حتى استوقفني تعليق من أحد الأعضاء الزملكاوية وهو يتحدث عن أمجاد الزمالك في عام 1944م!!, سبحان الله وكأنه لم يعلم بعد أننا في عام 2008م ويتذكر أمجاد "أبيض وأسود" منذ 44 عام ولم يكلف خاطره أن ينظر بعين الاعتبار لأمجاد الأهلي فقط في الأربعة أعوام الماضية.. ولكنها طبيعة الزملكاوية.
كانت مباراة رائعة حقاً.. فهي اللقاء الخامس عشر بين الأهلي والزمالك في تاريخ "مانويل جوزيه" وهو تاريخ مشرف من نصر لنصر حيث حقق الفوز في أحد عشر لقاء منهم. وهي أيضا تعتبر اللقاء الأول في تاريخ اللاعب "أجوجو" من غانا والذي أخذ نصيب الأسد من آمال جماهير نادي الزمالك في تحقيق النصر على الأهلي.. والذي أبلى بلاء رائع "كلمة حق يعني" حيث أبدى إصراراً كبيراً وعزيمة واضحة في المباراة حتى إنه من شدة الإصرار ظل يجري وراء الكرة حتى طلعت خارج الملعب.. ولم يمل أو يكل بل واصل الجري وراءها خارج حدود المستطيل الأخضر "الله الله يا أجوجو".. فما أروع عزيمتك يا أجوجو وحرصك على الوصول للكرة لا على إحراز الأهداف وتحقيق النصر.. وكأن الشباك انتقلت خارج الملعب.
انتهت المباراة بفوز نادي الأهلي بهدفين أحرزهم "أحمد حسن" والأسمر "فلافيو" مقابل هدف لنادي الزمالك أحرزه "جمال حمزة". فكانت مباراة ممتعة ورائعة دون أدنى شك ولقد استمتعت بلعب الفرقين حقاً.
فلقد تحسن جداً مستوى الزمالك حيث أصبح هناك شعاع أمل عريض في أن يستطيع تحقيق التعادل أمام الأهلي كخطة خمسية قادمة فلقد قالها نابليون "مافيش مستحيل", ومن جهة أخرى جاء أداء الأهلي الرائع جداً ليحطم هذا الأمل تحطيماً وقالها منذ زمن بعيد سعد زغلول "مافيش فايدة".
نرجع لحلقة عمرو أديب الموعودة؛ ففي أثناء هذه الحلقة سمعت تعليقات طريفة جداً من قبل جماهير نادي الزمالك, حيث قال أحدهم ونبرات الفرحة المزيفة تملئ صوته: لقد تحسن مستوى الزمالك كثيراً فالشكر لله.. حيث تقلصت النتيجة لهدفين فقط بدل أربعة وستة أهداف وهذا في حد ذاته إنجاز للزمالك!!!
وأود أن أختم حديثي بأطرف اتصال جاء على مدار الحلقة وليسمح لي د.وائل في استخدام اللغة العامية في نقله لكم.. حيث أرغب في نقله نصاً كما حدث.. كان اتصال من مواطن سكندري يدعى أشرف وهو زملكاوي فدار هذا الحوار بينه وبين عمرو أديب:
عمرو: أهلاً أشرف.. أتفضل.
أشرف: الواحد يا عمرو لما بيدخل فيلم عربي أو هندي مرة البطل يموت ومرة يعيش.. لكن الزمالك دايما بيموت في الماتش.. مافيش جديد!!!
عمرو: طيب أنت إيه تعليقك على الماتش يا أشرف؟؟
أشرف: بص يا عمرو إحنا نشتري "أجوجو" أو "مأجوجو" مافيش فايدة الزمالك خسران.
عمرو: طيب بس أهدى لازم يبقى فيه أمل.
أشرف : أمل إيه يا عمرو؟؟!.. قولنا "أبو تريكا"مش موجود ممكن يبقى فيه جديد.. لكن الأهلي يلعب ومفيهوش "أبو تريكا" أو "أم تريكا" مافيش فايدة دايما كسبان.
عمرو: يعني أنت شايف الحل إيه في الفيلم ده.
أشرف: بص يا عمرو أنا عندي ولادي 3 سنين و 8 سنين وطلعتهم أهلاوية.. علشان أنا خايف عليهم.. ومش عايزهم يعانوا من اللي بعانيه ده.. مافيش حل غير كدا.
عمرو: هو ده قلب الأب.. ومافيش حل تاني.. ربنا يكرمك يا أشرف ويبارك لك في ولادك.
وألف مبروك للنادي الأهلي ومن نصر لنصر إن شاء الله.. مع تمنياتي القلبية الحارة لنادي الزمالك بالفوز في الألفية القادمة.. بقلم أهلاوية أباً عن جد.
واقرأ أيضًا:
مصر وحكاية اللونين الأحمر والأبيض/ معوقات تعصف بمستقبل الشباب/ تبديل الأدوار مشاركة لتفعيل مميزات الأمة/ أحمد وغفران..... فرنسا كمان وكمان/ ضاع حبك؟؟؟ فقد تصبح عظيماً مشاركة/ عفواً مجانين فهذه لغة المراهقين/ استخلاص الأشكال الهندسية من الطبيعة