الماموية مشتقة من "ماما"، فالعرب مكبلون بعلاقات ماموية مع العديد من القوى الإقليمية والعالمية، وكل دولة تنادي "يا ماما"!! وما أن تنكرها أمّ حتى تُصاب برهاب الانفصال فتسارع في البحث عن "ماما" جديدة تحل محلّها. وما أكثر مامات العرب!!
ماما أمريكا!
ماما روسيا!
ماما إيران!
ماما تركيا!
وماما جيران وأغراب وعدوان!!
فلكل دولة عربية "ماما" أجنبية، ترتبط بها وتعتمد عليها بالكامل، وترضع من أثدائها حليبا باهض الأثمان والتكاليف، وفيه أنواع من الأوبئة والفايروسات والمايكروبات وخلايا السرطان!! لكن العرب يرضعون ويرضعون، ويرتعدون في أحضان ماماتهم، ويسلّمون أمرهم ومصيرهم لها، ولا يعنيهم بعد ذلك ما سيجري لهم ويتحقق في ديارهم.
وهمهم تنفيذ أقوال وأوامر "ماما"، وطاعتها طاعة عمياء، ويتواصون بأن لا يقولوا لها أفٍ أبدا!!
وعندما تسأل العرب عن الأب، يكون الجواب: مفقود يا ولدي مفقود!!
العرب أيتام أبوة وأسرى أمومة تفترسهم، وتمتص رحيق وجودهم وتدمرهم تدميرا فظيعا!!
أيها العرب، العيب فيكم وليس في ماماتكم، فكل "ماما" ترضع مصالحها ولا ترضعكم، وتحتضن مصالحها ولا تحتضنكم.
فإلى متى تعيشون أطفالا رضعا في أحضان الآخرين، وتأبون بلوع سن الرشد والإعتماد على النفس، والتعبير عن الرجولة والقوة والكرامة، بإرادتكم وعزمكم وتفاعلكم الإيجابي، الذي يستحضر طاقات الصيرورة اللائقة بهويكم وذاتكم، وجوهر ما فيكم من مكنونات حضارية متميزة.
فانهروا ماماتكم وقولوا لهن ألف أفٍ وأفٍ، وستُحررون أنفسكم من أحضان الويلات!!
واقرأ أيضاً:
لنحاور أنفسنا قبل أن نتحاور؟!!/ أوعية الشعوب المثقوبة!/ تُجّار اليأس!!/ بلاد الأرقام أوطاني؟!!/ العقيدة العلمية الغائبة!!/ هل نراجع لكي نكون؟!! / الاعتماد القاتل!!/ صوت الكلمة!!/ وترلوو وما يَعلو!!