الأردن مؤتمر الأطباء النفسانيين العرب الدولي(14)1
كان المفترض أن أصل في السادسة لكنني تأخرت ربع ساعة على أقل تقدير... وكان ذلك كفيلا بأن ينسيني كثيرا مما دار بيني وبين يوسف في طريقنا إلى فندق الرويال فقد كنت خجلا من أعضاء المجلس التنفيذي خاصة أ.د أحمد عكاشه، ولأن وصولي بعد بداية الاجتماع يعني أني قد لا أجد مناسبة لأوضح لماذا تأخرت..؟؟ ... المهم دخلت وجلست إلى جوار أمين المال أو سكرتير المال المنتهية مدته وهو أ.د مصطفى شاهين، وكنت المرشح لأمانة الصندوق الجديدة، فضلا عن تشريفي برئاسة شعبة اضطرابات الطيف الوسواسي التي اتسعت للعامين الأخيرين لتصبح اضطرابات القلق والطيف الوسواسي.
مقابلا لي على يمين طاولة الاجتماع كان أستاذنا د. عكاشه وعلى يمينه كان د. طارق الحبيب ثم د. أحمد الهادي ثم د. هشام رامي...، من مكاني ذاك على الطاولة كنت مقابل اثنين من أصحاب الذكاء الاجتماعي والانفعالي الاستثنائي ولذا تعلمت كثيرا مما قالاه وربما تأملت بعضه حتى أخذتني التأملات لأنتبه ود. مصطفى شاهين يهمس في أذني بعدما لاحظ طول نظري لأستاذنا د. عكاشه ركز بقى عشان أبقى أسلمك المهام بعد اجتماع الجمعية العمومية غدا... وأخذ يقرأ التقرير المالي للعامين السابقين عن فترة توليه أمانة المال... وأخذ يشرح لي اللوائح المنظمة وطرق التمويل وما على الجمعيات العربية لتشترك في الاتحاد....إلخ...
وبعد استعراض سريع لما أنجزته الشعب العلمية للاتحاد.... وتكرار الحديث عن المشاريع التي لم تكتمل فضلا عن عدم حضور أحد من رؤساء الشعب إلا أنا ود. مدحت صباحي رئيس شعبة الطب النفسي التأهيلي.... وتكلم وتكلمت ولكن ما نسيته حقا هو ماذا قلت أنا؟؟؟ عن نشاط شعبتي وأخيرا قال عكاشه يعني لا أحد اشتغل غيرك... لم يكن ذلك ليسعدني لكن رضا أستاذي عن نشاطي أمر أحمد الله عليه كثيرا، وأما ما يسعد فهو أن يعمل الجميع.... بالتأكيد هناك معوقات عديدة حالت دون تفعيل نشاط الشعب، ودون الدخول في التفاصيل فإن الشعب العلمية في اتحاد الأطباء النفسانيين العرب أنشئت بالأساس منذ أقل من عقد من الزمان وما تزال وحال بلاد العرب أفضح من أن يقال.
تركت الاجتماع إلى مكان تناول العشاء وصحبنا في السيارة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي أ.د ممتاز عبد الوهاب، وأ.د مصطفى شاهين وأ.د هاني حامد ود. مدحت الصباحي وكلهم من مصر وأيضًا د. جمال تركي رئيس المؤسسة العربية للعلوم النفسية، وأ.د علي عبد الرحمن من السودان وأ.د مها يونس من العراق.... وبعد رحلة طويلة في شوارع عمان المتألقة نظافة ونظاما وجمالا وصلنا إلى ذلك المطعم المشهور الذي نسيت اسمه ولعل سداد يذكرنا رغم أنه لم يكن معي لكن حكيت له فعرف المكان لأنه وأخوه تعشيا في مطعم آخر يحمل نفس الاسم في نفس الليلة.
للطعام نكهة أخرى في عمان... الخدمة هي خدمة أهل الشام والمستوى فخم والطعم حكايات... ولا أستطيع التزام أي حمية في تلك الأحوال،.... تحادثنا طويلا أنا ود. مها يونس وحكت لي عن خوفها على أهلها في الموصل حفظهم الله، وعن أحوال الطب النفسي في العراق ولمست فيها روحا عالية مفعمة بالأمل في المستقبل العربي برغم ما نعيشه هذه الأيام، لم أكن صليت المغرب والعشاء بعد... وكنت خائفا من نسيان الصلاة بعد عودتي للفندق ورغم ذلك لم آخذ القرار بالصلاة في مكان العشاء.
حين وصلنا إلى الفندق سارعت إلى غرفتي وقد قررت أن أبدأ بالوضوء والصلاة درءًا للنسيان، وقابلتني على الطاولة أولما دخلت الغرفة كعكة بلاك فورست حجم لفرد واحد... تذكرت أن أبدأ بالوضوء وبالفعل بعدما صليت اتصلت باستقبال الفندق سائلا من أرسل لي هذه الكعكة (ربما د.حنان؟ ربما مندوب الحكمة أو مندوب الشركة المنظمة للقاء الحكمة العلمي؟) فقال لي هذه موظف الاستقبال هذه من استقبال الفندق.... إذن شكرا ماريوت عمان... وكان علي أنا أنام لأصحو مبكرا فغدا الخميس أو أيام المؤتمر ويوم تسلم الجائزة ودرع التكريم من اتحاد الأطباء النفسانيين العرب.
انقر الصورة لترى حجما أكبر
في الثامنة صباحا التقيت أخي د. جمال تركي ود. لطفي الشربيني واجتمعنا على مائدة الإفطار... وسريعا نزلنا أمام الفندق لننتقل إلى مكان المؤتمر.... لم نتحرك للأسف إلا في التاسعة والربع نظرا لتأخر السادة الزملاء، وفي التاسعة والنصف وصلنا فندق رويال وهناك قابلت سداد وتواصلنا مع رئيس اللجنة المنظمة وتأكدنا من وصول المنشور التوضيحي البوستر لها وعرفنا أين سيكون مكانه...... ورجعنا حيث بدأت الجلسة الافتتاحية وجلست إلى جنب سداد في كراسيين مضتفين للصف الثاني أقصى يسار القاعة أي في مواجهة لوحة العرض اليسرى (وأعترف أني ضعيف في تذكر التموضع والتموقع الجغرافي جدا فلعل سدادا يصحح).... لم ألتقِ يوسق كنت بعد، وبدأت الكلمات الرسمية وتذكرت أني لم أتفق على التصوير مع يوسف بالأمس بسبب ما حدث وانضغاط الوقت،...... اتفقت مع سداد الذي لم يكن يحمل كاميرا ... (على عكس حاله في لندن)... أن يصورني مستخدما محمولي وتفتحت له الكاميرا وصعدت لتسلم الدرع والجائزة....
انقر الصورة لترى حجما أكبر
وأبوح صدقا بأني لم يكن يعنيني شيء أكبر من أني سأصافح أستاذ الأجيال عكاشه وهو يكرمني. أمر مما لم أتوقعه لنفسي يوما وعلى كتاب العلاج التكاملي للوسواس القهري، وبالفعل أذكر جيدا أني احتضنته وقبلته كما يقبل المصريان بعضهما، (وهو ما نختلف فيه عن بقية العرب)... وصدقا لا أذكر..... ما دار بعد ذلك لكننا في نهاية الجلسة كانت لنا صورة مع كوكبة من أطباء النفس العرب أعرف مكاني فيها بالبحث أولا عن د. عكاشه فأنا من شرفت بأن وضع يديه على كتفيّ.
المحاضرة الافتتاحية كانت كعادة المؤتمرات العربية كلها أو رفيعة المستوى على الأقل هي محاضرة عكاشه وحدثنا فيها عن الأصول البيولوجية للحكمة وكانت محاضرة فريدة في كل شيء في توجهها ومحتواها وكم المعلومات العلمية والتركيبية التي يسبر أستاذنا غوارها برشاقة وحذق منقطع النظير منذ عرفناه وكيف لا وهو واحد من الكواكب البارزة في سماء الطب النفسي العربي والعالمي،... وتلته محاضرة واحد من النجوم البارزين في الطب النفسي العالمي هو نورمان سارتورياس والذي أعطى محاضرة رائعة تنتقد الوضع الحالي لخدمات الطب النفسي على مستوى العالم.
تفاصيل ما دار بعد ذلك سقطت أو ربما أحتاج التقليب في كتيب المؤتمر (وهو الآن في العيادة وأنا في مجانين).. ربما تساعدني الصور فقد التقيت أخي السعودي بروفيسور طارق الحبيب وعرفته سدادا، وعرفني سداد على د. سعدون أحمد الطبيب النفساني العراقي، وكانت لنا هذه الصورة.
انقر الصورة لترى حجما أكبر
بعد ذلك كان علي أنا وسداد وقد حانت الثانية عشرة ظهرا وهو موعدنا مع أ. مها رئيسة اللجنة المنظمة لنستلم منها المنشور كما اتفقنا قبل الجلسة الأولى وبالفعل أخذناه ثم نصبناه سويا في مكانه وكان بجوار القاعة ج حيث يفترض أن تجرى جلسة المنشورات لكن لاحظنا أنه المنشور الوحيد! تركناه وعدنا نصافح الزملاء ونتبادل التعارف... ولم تكن لي أي محاضرة في ذلك اليوم... وأبلغني سداد بأنه منشغل عني الليلة لم أعد أذكر لما... وكنت كذلك في المساء سأتعشى في مكان ما بالبحر الميت، وكان لدي كذلك في السادسة مساء اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الأطباء النفسانيين العرب وأنا مرشح لمهمة أمانة المال أو أمانة الصندوق كما نسميها في مصر، ولابد نسجل هنا أنه لأول مرة في تاريخ الاتحاد لم تحدث خلافات في الاجتماع ويعود هذا بالأساس إلى القانون الأساسي الجديد الذي كان من الوضوح بحيث أزال كل لبس قد يكون مدخلا للتأويل إضافة ترسيخ التداول على المسؤولية والمسار الديمقراطي داخل الاتحاد
انقر الصورة لترى حجما أكبر
تم في ذلك الاجتماع انتخاب د. طارق الحبيب (السعودية) لمنصب الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسانيين العرب بعد أن أنهى د. جمال تركي (تونس) مدة توليه ذلك المنصب، وكذلك انتخبت د. سهيلة غلوم (قطر) نائبا لرئيس تحرير المجلة العربية للطب النفساني، ورئيس التحرير هو المنصب الذي لم نجد له شخصا مناسبا يخفف الأحمال عن د. وليد سرحان (الأردن) وهو رئيس التحرير منذ عقدين من الزمان لم تتوقف المجلة فيها عن الصدور المنتظم، كما تم انتخاب أ.د عبد الله عبد الرحمن (السودان) مستشارا للشعب العلمية للاتحاد، وأ.د مها سليمان يونس (العراق) مستشارا لشؤون المؤتمرات، والدكتور عبد العزيز ثابت (فلسطين) مستشارا للجمعيات والعلاقات الدولية رغم عدم تمكنه من الخروج من غزة ليصحبنا في المؤتمر، وانتخب أ.د ممتاز عبد الوهاب (مصر) مستشارا ومشرفا على ممثلي الاتحاد في شتى دول العالم غير العربي فضلا عن منصب المستشار الثاني للأمين العام للاتحاد..... وانتخبت أنا بعد تنازل أ.د هاني حامد عن الترشح أمينا للصندوق، وكان يرافقني الزميل الفاضل د. مدحت الصباحي رئيس شعبة الطب النفسي التأهيلي وظللنا معا طوال الاجتماع وكان أول المهنئين... وبعدها اتجهت إلى فندق ماريوت لأتجهز لسفرة العشاء إلى البحر الميت.
ويتبع >>>>>>: الأردن مؤتمر الأطباء النفسانيين العرب الدولي(14)3
واقرأ أيضًا:
مقص السعدني: ربَّ أخٍ لم تلده أمك / ثانية ألتقي سدادا .... جمعا في لندن