عقرَ وعقرَت: لم تلد
والمعقور الذي لا فائدة ترتجى منه أو الذي لا يستطيع الحركة كما يريد ويعجز عن الوصول إلى غايته. ويُقال: عقرت ناقتي: أي شددت إحدى قوائمها لمنعها من الحركة. والانعقارية تعني عدم القدرة على التفاعل السليم الكامل مع الحياة، مما يتسبب بتداعيات وانهيارات مدمرة للمعقور.
فالناقة المعقورة لا يمكنها أن تمشي بسلام ولا تحمل متاعا على ظهرها، ولو تركت معقورة فإنها ستموت لأن عقرها أحال بينها وبين نشاطها اللازم للبقاء والنماء. والعقر قد يصيب الأمم والشعوب فيتلفها ويخرجها من دائرة الزمان والمكان، وكم من المجتمعات المصابة بالعقر الحضاري الذي يمنعها من التفاعل الصالح لوجودها. وعقرها يتحقق بتعطيل عقلها، ومنعها من السؤال، وتحريم تفكيرها، وأسرها في أقبية الطاعة والإذعان، والعمل على تقيّدها بالحرمان من الحاجات الأساسية، والإمعان بقهرها ومصادرة حقوقها الإنسانية.
ولو تأملنا مجتمعاتنا لتبين أن فيها من أدوات العقر والتعويق ما لا يتصوره بشر في المجتمعات الحرة المتمتعة بالحياة. ويبدو أن العديد من أنظمة الحكم تتخذ من التعقير وسيلة للسيطرة على الشعوب واستعبادها وتجريدها من قدرات إبداء الرأي والتعبير عن تطلعاتها المستقبلية.
كما أن القِوى الطامعة بمجتمعاتنا تساند الحكومات المعقّرة لوجودنا، وتمدها بما يساهم في تعزيز قدرات قبضتها على مصير المواطنين لأن في ذلك خدمة لمصالحها التي تقتضي أن تتعامل مع فرد أو بضعة أفراد يلبون طلباتها ويحققون أهدافها، أي أنها تسعى لاختصار المجتمعات بأقل ما تستطيعه من الأشخاص المسخرين لخدمتها.
ولهذا فهي تسوّق ما يتوافق مع إرادة التعقير والتدمير، وتحارب ما يتقاطع مع ذلك الهدف المقيت، وهذا واضح في النشاطات المكبوتة في واقعنا المشحون بالتداعيات.
فهل من قدرة على فك عقرنا في عقر دارنا؟!!
واقرأ أيضاً:
عالم بلا قيود!! / التقديس والتدليس!! / الوعائية!!