"قل هو من عند أنفسكم".
أقلامٌ لا تستحي من نفسها، لا تخجل مما تُسَطِّره، وأصحابها يتفاخرون بما ينشرونه من كتابات التبعية والذل والهوان، وتطغى عناوين: ماذا سيقدم لنا فلان؟ وكيف ستكون أوضاع المنطقة؟ وما هي خطته ونهجه؟ وغيرها من العناوين الاستلابية الوضيعة الخالية من روح الحياة، والمجردة من العزة والكرامة والإرادة والشعور ببعض الحياء!.
مَن يُقدِّم لِمَن؟!
كلّ قوة تقدّم لمصالحها وتؤكد منطلقاتها، ولا تقدم شيئاً إلا لنفسها، ولا توجد قوة تُقدِّم خيراً لقوة أخرى، بل ديدنها كيف تفترسنها لكي تكون أقوى منها وتسخرها لغاياتها.
فالذي يدور في دوامة انتظار الآخرين أن يقدموا له خيراً ههو من المغفلين المُنَوَّمين المدحورين الذين يهجعون على وسادة الأوهام والأضاليل.
وتتعجب من سيل المقالات المنشورة التي تُعَبِّرُ عن هذا النهج الخذلاني الهواني المرير الذي يُراد للأجيال أن تنسجر به وتتحول إلى رماد.
فهل تساءل أصحابها ماذا علينا أن نُقَدِّمُ لأنفسنا؟ ما هي تطلعاتنا وأهدافنا؟ كيف نُفَعِّل إرادتنا ونبني حاضرنا ومستقبلنا؟ كأنّ هذه أسئلة ممنوعة ومحرّمة وتعتبر من الجرائم الكبرى والخطوط الحمراء!!
والمطلوب هو "اتبع واقبع واخنع وتعبَّد في محراب الذين بوجودك يفترسون، وردِّد إنّا لله وإنا إليه راجعون"!!
11\11\2020
واقرأ أيضاً:
الطاقة الذاتية \ عندما تتنافر الأجيال \ المتآمرون على أنفسهم!!