الصُّعْلُوك: فقير لا يملك شيئاً، متسكعٌ يعيش على الهامش، محتالٌ متشرد.
وصعاليك العرب: لصوصهم وفتّاكيهم. ومنهم: عروة بن الورد، الشنفري، تَأَبَّط شرًّا، السليك بن السلكة، مالك بن الريب، وغيرهم من صعاليك الأمة الذين أوجدوا لهم شأناً ودوراً في مسيرتها، وسأقترب من الموضوع من زاوية أخرى، فقد كتب الباحثون كثيراً عن الصعاليك وأشعارهم وأسفارهم ومغامراتهم ومواقفهم.
هؤلاء مجموعة من فقراء الأمة ومشرديها الذين أعلنوا وفقاً لمنظورهم ثورتهم ضد الفقر ورزاءة الأحوال، وجاهدوا في سبيل الأخذ بحقوق الفقراء من الأثرياء، وكانت لهم صولاتهم وجولاتهم ووقائعهم التي زعزعت وعي المجتمع، وكان ذلك قبل الإسلام بعقود وعقود.
فالصعاليك ظاهرة اجتماعية موجودة في المجتمعات البشرية، ومُتَرَشِّحة من تفاعلات الظلم والجور والأنانية والاحتكار والعدوانية السافرة التي يُضمِرُها البشر لبعضهم منذ الأزل.
وفي مجتمعاتنا المعاصرة تجد النسبة العظمى من الناس تعيش تحت خط الفقر، والفرق بينهم وبين صعاليك الماضي أنهم يستلطفون الذل والهوان ويخنعون للمتاجرين بالدين ويركعون تحت أذيال دجّال معمم أثيم يحسبهم أرقاماً وقطيعاً في زرائب الضلال والبهتان.
صعاليك الأمس كانوا ثُوَّارًا أُباةً مكافحين ومتّحدين، وصعاليك اليوم خائفين خانعين متحنطين منهمكين بالتسول والتنقيب في النفايات، ولو ثار صعاليك اليوم لولَّى الفساد واستعادوا كرامتهم وحقوقهم التي يسرقها منهم الأدعياء المُتسَلِّطين على رقابهم باسم الدين.
فهل من ثورة صعلوكية ذات هدف مبين؟!!
واقرأ أيضاً:
الطراطير المعممة / المشاكل تفاعل مفردات / المشاكل والنزاعات