أمطرني صديقي بعشرات الأقوال التي قالها الأجانب بحق النبي الكريم، وكأنه يريد أن يقنعني أو يقنع نفسه بحقائق وخصال سلوكية ننكرها بأفعالنا ونصدقها بالقول الأجنبي!! تُرَى أيحتاج المسلم الواعي العارف بدينه وسيرة نبيه لأجنبيٍ ليذكره بأخلاقه؟!!
هذه سلوكيات نقوم بها عن غفلة أو جهل، ونتصور بأننا غيارى على ديننا ونبينا، ولا نجرؤ على سؤال أنفسنا "ماذا نعرف عن ديننا ونبينا؟ وماذا قدمنا؟ وهل أعمالنا تُمَثِّل الدين وتعبّر عن بعض خصال نبينا الكريم وما دعانا إليه؟".
تلك الأسئلة حرامٌ، إذ نرى بأننا نُمَثِّل الدين القويم، وكلٌ منا هو المسلم المِثالي، وإذا سألته عن معنى كلمة في القرآن يهب بوجهك غاضباً ويحسبك تهينه!!
إنها سلوكيات تبعية تمثل فقدان الثقة بالذات والموضوع والهوية، والتوهم بأن الأجنبي هو المقياس وعين الصواب وما عندنا دون ذلك ولا يستحق النظر والتقدير، ولهذا ننكر ما لدينا من القدرات والطاقات والإمكانات الأصيلة.
صديقي العزيز لماذا ترسل هذه الشهادات؟! أتريد أن تقنعني بأن نبينا الكريم على خلق عظيم؟ أم أنك لا تعرفه وتريد من الآخرين أن يعرِّفوك به، ويعددون لك خصاله، ويُذَكِّرُونك بأن عليك أن تعرف نبيك؟!!
يُحكى أن جمال عبد الناصر سأل "ماو" أن ينصحه، فتعجّب "ماو" وسط دهشة سائله وقال بما معناه: "أتسألني النصح وأنت من أمة ذات أغنى تراث؟! أنا الذي يجب أن أطلب منك النصح".
وما يفعله صديقي يقوم به الملايين من المسلمين في زمن التواصل السهل السريع، وبهذا يُحرِّرُون أنفسهم من العمل الجاد المعبِّر عن جوهر الدين، مما يعني أن الأمة تتقهقر وتسير نحو وديان الإتلاف الحضاري، وقد صار فعلها أقوالاً وحسب!
فهل من وعي الدين العمل؟!!
22\11\2020
واقرأ أيضاً:
المشاكل والنزاعات / الصعاليك / الموت فينا