يقول ابن رشد: "التجارة بالأديان هي التجارة الرابحة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردت التحكم في جاهل عليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني".
فالواقع السلوكي البشري يؤكد أن الأديان منذ ظهورها تتحول إلى وسائل للتحكم بمصير البشر وقيادته واستعباده، وقد جرت الحياة على هذا المنوال في أجيال البشرية المتلاحقة، وتواصل الاعتماد على الأديان كوسائل للحكم، فارتبط الحاكم أو السلطان بقوة إلهية، أو هو الإله أو نصفه أو يُمَثِّله وغير ذلك من التوصيفات التي تمنحه قوة مطلقة، وتعفيه من الروادع والضوابط، وتضعه فوق البشر.
ولا جديد في الأمر إذا قلنا أن الدين تجارة مربحة، بل إنه وسيلة للعيش عند الذين يسمّون أنفسهم بمسميات ذات دلالات متصلة بدين.
وفي الوقت الحاضر تبيَّن أن الدين من أسهل الوسائل للفتك بالعرب والمسلمين، فصار غلافاً لِما هو ضد الدين، وأصبحت الحياة بتفاعلاتها ذات صبغات دينية متنافرة، وتتسبب بتداعيات عدوانية سافرة على الدين وأهله.
ولا يمكن القول بأن للدين مَن يمثله بنقاء وصفاء، ويعمل بتعاليمه السمحاء المنبثقة من القرآن، وإنما لكلٍّ دينه، وكأن الدين يمثل الأهواء الفاعلة في البشر الساعي لدنياه بقوة شروره.
والعجيب أن الدين قوة تحقق تبعية مطلقة لشخص ما يكون في عُرف الوعي الجمعي الخانع هو الدين الذي يتوجب الامتثال لأمره، وفي ذلك تكمن مصيبة الدين.
فهل من دين قويم؟!
واقرأ أيضاً:
الموت فينا / قالوا، ونعمَ ما قالوا / دويلتان ودولة