"سأعيش رغم الداء والأعداء... كالنسر فوق القمة الشماء".
هذا لسان حال الأمة وجوهر ذاتها وما ستكون عليه، وستنتزع فرصتها رغم أنف القرون وما يتوَّهَمُه أعداؤها بأنها ستتلاشى وتنتهي.
الأمة فيها أمراض، ولديها أعداء يستثمرونها ويريدونها أن تتطور وتزمن لتصيبها بمقتل حضاري مقيم... ولا جديد في الأمر فهي التي تعلمت كيف تداوي أمراضها، وتواجه أعداءها، وتصل إلى مرامها، وتكون بعزمها وجوهر ما فيها من القدرات الأصيلة.
الأمة باقية ومُتَوَثِّبَة للسموق والشمم، ولن تنحني وينكسر ظهرها، ولن تتوارى عن الوجود لأنها روحه ومنبع ذاته ومنها يستقي معالم الرقاء والسمو الأخلاقي والإنساني... الأمة قوية صامدة طالعة نحو تجسيد إرادتها وبلوغ غاياتها.
سيهزأ القابعون في أقبية الضلال والسلبية والذل والهوان النفسي من الذين أصابت مداركم أهوال الحرب النفسية القاسية المبرمجة الداعية لتحقيق الهزيمة النفسية في وعي الذين يكتبون ويفكرون ويتصورون بأنهم يعرفون، ليكونوا أدوات تتحرك ذاتياً لتأمين أهدافها ومعطياتها الساعية لتعجيز الأجيال وإيهامها بما هو ضدها ولصالح أعدائها.
هؤلاء الذين سيتندَّرُون من القول بأن الأمة حية وستكون هم من ثمرات وإنجازات أعدائها الذين نجحوا في تحشيد أبنائها ضدها، وتفريغهم من طاقات الأمل وروح الحياة، وتحويلهم إلى روبوتات وأصداء لرؤاهم وما يريدون بثَّه من أفكار سلبية ضدها وادِّعاءات كاذبة تضليلية لتمويتها وشلِّها وتدويخها لكي يتحقق النيل منها وتمرير الأهداف المرسومة.
ليسأل أنفسهم الناقمون على الأمة من أبنائها المُغرَّر بهم والمُجنَّدون لصالح أعدائها: "هل أن حياتهم التي يعيشونها أفضل أم أسوأ من الحياة التي عاشها الوالدان؟" فإن كانت أفضل، فالأمة بخير، وبهذا يناقضون ما يطرحون، وإن كانت أسوأ فالحق معهم فيما يكتبون ويدَّعون ويروِّجون.
وهل ينكرون فترة العصور المظلمة (500-1500م) ميلادية التي عاشتها المجتمعات التي يتفاخرون بتقدمها على أمتهم؟!!
فاتقوا الله يا أولي الأقلام فيما تكتبون.
واقرأ أيضاً:
أمةٌ تكون، ولن تهون / المجتمع الغائب والكرسي الواثب / أمة الأفذاذ بلا ملاذ!!