يصحو في السابعة يشعل السيجارة ويشرب القهوة، ثم يستعد للخروج للعمل، ويتناول الشاي مع الإفطار وبعده سيجارة، وفي الطريق إلى العمل يستمر في التدخين، وعندما يدخل مكتبه فإن قهوة المدير الكل يعرفها وهي على الريحه و متوسطة، فكلما انتهى من فنجان جاء الذي يليه، وعندما يدخل ضيف فإن القهوة السادة تشمله مع الضيوف، والسيجارة لا تتوقف بل إن السيجارة تشتعل من أختها، حتى الساعة الثالثة يخرج عائداً للبيت، فيتناول طعام الغداء ويشرب حبة منوم حتى يستطيع الإستراحة لساعتين، ويصحو بعد الظهر يشرب فنجانين من القهوة مع ثلاث سجائر حتى ينتهي من أثر المنوم، ويخرج للمكتب من جديد ويستمر بعد الظهر الشاي والتدخين إلى الثامنة والنصف مساءاً، عادة ما يخرج بعدها لأحد المقاهي حتى يأخذ نفس أرجيله وإذا تعذر هذا فإنه يعود للبيت وتكون الأرجيله جاهزة ويستمر في النفخ حتى منتصف الليل والقهوة والشاي بلا توقف، وعند منتصف الليل يأخذ دواء الحموضة للمعدة ومنوم حتى ينام وهكذا……
مع الأسف لا يبدو أن صاحبنا يدرك أنه يشرب 15 فنجان قهوة و10 أكواب من الشاي و60 سيجارة، وهذا يعني كميات قاتله من المنشطات والمحفزات العصبية أضاف إليها الأرجيله والمنوم والمهدئ، أوليس هذا عبث ؟ أم هي مجرد عادات بلا حسابات، إلا يدرك هذا الإنسان أنه يأخذ أكثر من غراميين من الكافين والألأف المواد السامة والمهدئة، ثم يشكو من العصبية والأرق وإرتفاع الضغط وآلام المعدة وتهيج القولون والضعف الجنسي، والإرهاق والكسل.
وصاحبنا يصر على أن لا يمشي فلا بد للسيارة أن تقف باب البيت أو باب المكتب ولا يوجد مجال لأي نوع من الرياضة، وعندما يتكلم فإنه يتغنى بالعادات والطقوس التي يعيشها ثم تناول حبتين مسكن للصداع، يصاب بجلة قلبية ويتبين إرتفاع الضغط والدهنيات والسكري، يبقى في الإنعاش ثلاثة أسابيع ويخرج بقائمة أدوية وممنوعات يلتزم فيها أسبوعين ثم ينسى هذه الأمراض والتعليمات ويعود لسابق عهدة وفي الشهر الثاني يصاب بجلة دماغية ونزيف يؤدي لوفاته، ألم يجني ما حصد وهل يمكن أن نفكر بموته على أنه شكل من الإنتحار أو الموت المتهور، لقد كانت عادات بلا حسابات ونهايته واضحة.
واقرأ أيضًا:
الاكتئاب في المستشفيات العامة / همسات نفسية : الشعوذة / اضطراب المزاج ثنائي القطب