إذا كانت الدول التي تشتكي من نزوح المهاجرين إليها صادقةً فيما تدّعيه، فلماذا تساهم بتدمير مواطنهم وتدفع بهم لمغادرتها؟!
لو تدارستم أوطان الناس الذين هاجروا لتبيَّن لكم أن لها يد في تدميرها مباشرة أو بمساندة حكومات تقهر شعبها وتعاديه، بل بعضها نصَّبَت على الشعب حكومات أشد عدوانًا عليه من أعتى أعدائه، وتحت أنظارها يتم استباحة حقوق الإنسان ومحق المدن والعمران، وهي راضية ومؤيدة لسلوكها وتدعمها بما تريد لتؤمِّن مصالحها، ولا يعنيها شأن المواطن وما يعانيه من الحرمان.
هذه سياسات مقصودة لتشجيع المواطن على ترك بلاده والامتنان للدول التي ستستقبله وترعاه وتقدم له حاجاته الضرورية التي كان محرومًا منها في بلاده المستهدفة والمطلوب منه أن يغادرها، وتعبر عن النفاق والكيل بمكيالين، فتبدو من جهة أنها إنسانية المرامي والتطلعات، وما تقوم به في واقع الأمر ضد ذلك تمامًا، فهي تخدم مصالحها لأنها بحاجة إلى طاقة بشرية للحفاظ على مدنها واقتصادها، وبهذا الأسلوب الاستعبادي الاستعماري المُزوَّق بالمعاني الإنسانية الرحيمة تستجلب الناس إليها وهم سعداء لأنهم تخلصوا من الضيم والنكد الذي عانوه في بلدانهم.
ولو توفرت حكومات وطنية في البلدان المُستهدفة لما هاجر منها مواطن وقد وفرت له أسباب العيش الرغيد والأمن والأمان.
إن المجتمعات التي يهجرها مواطنوها مُستهدفة، وفيها ثروات يجب الاستحواذ عليها وطرد أصحابها منها لكي ينفرد بها المُستهدِف لها بلا حساب أو رقيب.
والعديد من أبناء البلدان المُستهدفة يُجنَّدون لهذه الغايات، ويؤدون واجبهم على أحسن ما يرام، وبذلك سيتواصل التهجير والتدمير.
فهل من مُجِير؟!!
واقرأ أيضاً:
احذروا الأخطاء اللغوية المدسوسة / الكلمة الميتة!! / الفردي والجماعي