ماذا لو فكرت الدول الغنية بشحن الطعام إلى الدول الفقيرة بدلًا من السلاح؟!... ألا يخطر على بال هذه الدول أن تشحن الطعام بدلًا من رميه في البحار والمحيطات لكي لا يتأثر سعره؟!
ملايين الأطنان من الطعام تُهدر!، وما فكرت الدول المُبذِّرة له أن تُسعِفَ الشعوب الفقيرة، وتطعم جِياعَها، وتعينهم على مواجهة شقاء المعيشة وقهر أنظمة الحكم التي تستهتر بأبسط حقوقهم الإنسانية.
أطعموا البائس الفقير، وبعدها حدِّثونا عمّا تتكلمون به وتدَّعونه وتصفون به الأشقياء المساكين كما يحلو لكم من التسميات السيئة.
لو أطعمتموهم فلن تتحدثوا عنهم بمفرداتكم المُشِينَة التي تسعى لإقناعهم بأنهم كما ترونهم لا كما هم، وبتكرار نعوتاتِكِم لهم يتوَّهم الناس بأنهم كذلك.
أطعموهم وبعدها عليكم أن تقولوا ما يحلو لكم، فعندما يشبعون ويرتعون فلن تجدوا أوصافكم تنطبق عليهم، وستجدونهم أُناسَا طيِّبين مُسالِمِين، لا يعادون أحدًا، ولا يتقاتلون، بل يتراحمون ويتفاعلون بإنسانية وسماحة وأُخوَّة وألفة.. فهل يروق لكم أن ترونهم بأحسن حال؟
إن ما يتردد في وسائل الإعلام والخطابات السياسية والتصريحات افتراءات جائرة واتِّهامات تَعَسُّفِيَّة لا تتصل بهم، وهي من بنات أفكاركم وتصوراتكم وما تتخيلونه من الأوهام لتأمين المصالح وإدامة أسواق السلاح.
فاطعموا جياع الدنيا ليعم السلام؟!
واقرأ أيضاً:
التهجير والتدمير / التشكي المُستَطٍير / لماذا الفقر يتسرمد؟!