المجتمعات التي لا تُطعِم نفسها لا تتقدم، فالقوة الحقيقية للتَّقدُّم تَكمُن في الطعام والإطعام، ومن يُهمِل مصادر الطعام (الزراعة والثروة الحيوانية) عليه ألَّا يتحدث عن التقدم والسيادة والقوة والقدرة على الفعل.
مجتمعات الدنيا من أولوياتها الاهتمام بالزراعة والثروة الحيوانية لتأمين الطعام للمواطنين، فالطعام أولًا في الأمم المتقدمة على غيرها.
وفي مجتمعاتنا تحقق إيهامُنا بأن التقدم بإهمال الزراعة والثروة الحيوانية، فَصِرنا بلا قدرة على توفير الطعام اللازم لحياتنا، وفشلنا بتطوير آليات التسويق لمنتجاتنا الزراعية، وتجاهلنا الاستثمار بهما فأصبحنا نستجدي طعامنا من الآخرين، ومن لا يُطعِم نفسه يفقد سيادته وحريته لأنه سيكون عبدًا لمن يُطعِمُه.
فلكي تتقدم مجتمعاتنا عليها بالزراعة والثروة الحيوانية، وعندما يرى المواطن أن طعامه وفير، وبلاده تُطعِمُهظن ولا يحتاج لغيرها ستجده قد انطلق في ميادين التعبير عن طاقاته الإبداعية والابتكارية التي تُضاهِي ما يتحقق في الدول المتقدمة.
تخيّلوا لو أن الدول القوية عجزت عن إطعام مواطنيها فماذا سيحصل؟ هل ستصنع؟ هل ستشعر بالقوة؟
إنها لو فشلت بإطعام نفسها سينهار كل شيء فيها، فالجياع لا يمكنهم أن يُنتِجُوا ويعملوا لأنهم ضعفاء بلا طاقة كافية لبقائهم.
ومن أهم عوامل تقدم الصين وانطلاقها المتميز هو اعتمادها شعار "الطعام أولًا" فهي اليوم تُطعِمُ مواطنيها وتُصدِّر الطعام لمجتمعاتنا التي عجزت عن توفير الطعام الكافي لمواطنينها.
فلكي تتقدم مجتمعاتنا عليها بتوفير الطعام بالاهتمام الفائق بالزراعة والثروة الحيوانية، وعندما يتحقق ذلك ستتقدم بسرعة غير مسبوقة.
فهل لنا أن نطعم أنفسنا ياعرب؟!
واقرأ أيضاً:
الخرافة والرذيلة والدين / الأم تلم / الأمّة صارت أمّة