الأمل زهرة تتفتح على أغصان الوجود اليانِعة المُورِقة المُتَرَنِّمَة بأبجدِيَّات الحياة، والمُتَسَاقِيَة من قطرات الندى المُتَرَشِّحَة من أفياض الرؤى.
ولكي تكتب عليك أن تصنع أملًا، وتسقي الأذهان بجوهر الأفكار الحاثَّة على ما هو أجمل، لأن الحياة ترقى بالأمل، وتتواصل بالتفاؤل والإصرار على أن الغد أفضل.
وزبدة المعتقدات والرسالات السماوِيَّة والإصلاحية تنطلق من الأمل والتفاؤل بالوصول إلى ما هو أحسن، ولهذا تتحدث معظمها عن الحياة الجنائنية بعد مغادرة الدنيا، وتدعو إلى العمل الصالح للوصول إلى ذلك الهدف المنشود.
فالكتابة مساهمة في بناء عمارة الأمل النفسية والسلوكية لكي تستقيم مسيرة الحياة، ويتحقق الاستقرار التفاعلي النسبي المطلوب، وبهذا يتمكن النوع من الحفاظ على ديموته وتحقيق بقاءه فوق التراب بآليات ذات قيمة إنسانية نبيلة سامية رحيمة التطلعات.
أما الأقلام التي تكتب بمداد الدموع والدماء فهي تناهض الحياة والتحدي والتفاعل الإيجابي مع معطيات الدنيا المشحونة بالمُبَاغَتَات المحفوفة بالمخاطر والتداعيات.
وما يحصل في واقعنا المقهور بأقلامنا أن معظم الكتابات تَمِيل للتشاؤم والحزن، وتنكر إرادة الحياة، وتُشَجِّع على القنوط والتبعية والاستسلام والتعبير عن الواقع ومحاكاته، وكأنها المرآة العاكسة له بدلًا من رؤيته بزاوية ذات قدرة على دفعه نحو الأفضل، وضَخِّه بالطاقات اللازمة لتجاوزه، والانطلاق إلى ما يجب أن يكون عليه لصناعة مسيرته المعاصرة الزاهية.
فهل لنا أن نكتب بمداد الأمل لنكون؟!
واقرأ أيضاً:
الأمّة صارت أمّة / الطعام إمام!! / سقوط الإمبراطوريات