لحظات في الطريق إلى دمشق Moments on the Road to Damascus
مصطلح كثير الاستعمال بين الناس وفي الأدب والفنون والعلاج النفسي. تعود قصة هذا المصطلح لرواية في التوراة عن رجل اسمه شاول Saul. كان هذا الرجل في طريقه إلى دمشق ولا يفكر إلا باستهداف أتباع دينٍ جديد (الدين المسيحي) لكي يتصيدهم ويقضي عليهم. فجأة أصاب العمى عينيه بسبب ضوءٍ من السماء. لم يدم العمى إلا لحظات وبعدها مباشرة قرر اعتناق الدين الذي كان يستهدف تدمير من اعتنقه. هذه قصة القديس بولس الرسول الذي نشر الدين المسيحي بعدها. من هنا يأتي استعمال هذا المصطلح والمثل للإشارة إلى قرار الإنسان المفاجئ بتغيير مسار حياته كلياً.
يمكن القول بأن هذه اللحظة أشبه بصحوة وتشير استطلاعات الرأي العام بأن ما لا يقل عن ثلث البشر يتحدثون عن مثل هذه التجربة. يمكن تصنيف هذه التجربة كما يلي:
١- صحوة دينية والتزام صارم بطقوس دينية
٢- صحوة روحية وممارسة طقوس صوفية الإطار
٣- صحوة اجتماعية وتغيير الحياة الاجتماعية
٤- صحوة مهنية
٥- صحوة معاكسة للدين
البحث عن معنى للحياة أو لوجود الإنسان يطارد الجميع منذ مرحلة المراهقة. شغل هذا الأمر فلاسفة الإغريق والإنسان القديم والحديث وهو في صلب جميع المعتقدات الدينية. هناك أسئلة يوجها الإنسان لنفسه ولمن حوله كثيرة التكرار مثل:
1- ما الذي أفعله في حياتي؟
2- ما قيمة الحياة؟
3- ما قيمة العمل الذي أعمله؟
4- ما معنى وجودي في هذا المكان والزمان؟
5- لماذا أعاني من هذا المرض؟
ما شغل علم النفس دوماً هو تأثير الماضي على الإنسان وربما يصل الإنسان إلى مرحلة يشعر فيها بالإحباط حول ذكريات الماضي وتأثيرها على حاضره. أما الصحوة فهي إدراك الإنسان بأن الماضي انتهى دوره ولا يوجد سوى المستقبل الذي يجب أن يفكر فيه ويسحبه نحو موقع جديد.
هذا ما حصل ويحصل لكل إنسان في الطريق إلى دمشق.
واقرأ أيضاً:
التقمص العاطفي Picking Up Emotions التقاط العواطف / علم النفس على الشاشة الفضية