الصين وكوريا الجنوبية ودول الدنيا الأخرى بدأت بصناعة الشمس من الاندماج النووي لتوفير الطاقة النظيفة، وبعض المجتمعات لا تزال نائمة لا تؤمن بالعقل، وتتقاتل على ما في الغابرات من مشاكل ومُعضِلَات، وتستدعي مَن في الأجداث لقيادتها، فأمواتها الأحياء، وأحياؤها هم الأموات... فهل يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل؟!
شعوب تخترق الأكوان، وأخرى تدفن رؤوسها في التراب، وهَمُّهَا امتصاص ما فيه من الطَّاقات، وتحسب ذلك رزقًا، وتُسَبِّح بحمد غنائم الأنفال، فما في الأرض كالمطر!.
والمجتمعات الارتجاعية يمكنها التَّحرُّر من هذه العاهة بالانطلاق حرَّة أَبِيَّة معاصرة بقدراتها وما تَكْنِزُه من طاقات ابتكارية أصيلة ومُتأَصِّلَة فيها، فتُدِيرُ رؤوسها نحو السماء، وتتخَلَّص من النظر نحو التراب والنَّبشِ فيه، وتبحث في فضاءات وجودها المطلقة الرحبة الزرقاء.
"...والذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض...". ونحن لا نتفكَّر قط بل نتعثَّر لِمَا أصابنا من ضعف النظر وفقر البصر، لكثرة تحديقنا في التراب، حتى صارت عيوننا لا تُطِيقُ النظر للسماء، فلو تساءل الواحد مِنَّا كم يقضى من وقته رافعًا رأسه للأعلى سيتعجب بأنه يمضي نهاره مُنْكِس الأنظار وعديم الإبصار.
إن إمعاننا النظر في التراب، واعتمادنا عليه عطَّل عقولنا ورَهَنَنا بقبضته، فنحسبه مأوانا الذي نستسلم لإرادته، وهذه المشاعر السلبية تجتذب ما يناسبها من الأفكار والسلوكيات اللازمة لتعزيزها وتأكيدها، ولهذا فإن الشعور بالدونية وبعدم القدرة على الإتيان بجديد ومُنَافِس لما يُنْتِجُه غيرنا يُهَيْمِنُ على وعينا، ويَشُلُّ قدراتنا في التعبير الأمثل عن جوهرنا الحضاري.
فهل ستكون لنا شمسنا التي ستغنينا عن التراب الفاعل فينا؟
واقرأ أيضاً:
التناسل والحياة / الانتحار والتبريرات الكاذبة / هل يتعظ البشر؟!