أمتنا يقتلها اللاعلم والعلم فوق ظهورها محمول، عندها كنوز المعارف فتغفلها، ويوهمها أعداؤها بأنها أمة متخلفة متأخرة عاجزة عليها أن تتبع وتقبع.
فذخائرها الحضارية نائمة فوق رفوف الإهمال والتضليل والبهتان.
أمتنا من أغنى الأمم بموروثها الثقافي، وفي مسيرتها عقول معرفية ألمعية فذة، وجهابذة علوم لا مثيل لهم عند باقي الأمم.
والعلة الأساسية الفاعلة فيها، جهل أجيالها بتراثها الإنساني المنير، وقد حقق أعداؤها أهدافهم بعزل أبنائها عن جوهرها، ووجدتنا تحت مطرقة التراث والمعاصرة على مدى عقود، حتى توهمت الأجيال بأن عليها أن تنبذ تراثها وتنأى عن تأريخها.
والهدف أن تُسلخ الأمة عن أنوار ماضيها وتضيع في حاضرها ولا تفكر بمستقبلها، ولكي يتحقق هذا الإنجاز تم استهداف مرتكزات وجودها القوية وهي الدين واللغة والشعر، وبموجب ذلك تأسست الأحزاب المؤدينة، وتحشدت الأقلام للهجوم على لغة الضاد وتهميش دورها وإضعاف قيمتها وأهميتها، ووصفها بما هو سلبي ومناهض لحقيقتها، وما فيها من قدرات وطاقات تعبيرية متواكبة مع العصور التي تكون فيها.
أما الشعر فإن الهجمة عليه كانت باسم الحداثة والتجديد، فتم تسويق الذين انطلقوا في إبادة العمود الشعري، وتحويلهم إلى رموز، وما هم إلا صدى للآخرين، وعن قصد أو غير قصد قاتلوا الشعر بالشعر، فأصابوه بأضرار فادحة، وما جاؤوا به لن يدوم إلى حين.
ولن يتمكن أعداء الأمة من تدمير دينها ولغتها وشعرها، لأن في الأمة طاقات حيوية قادرة على بناء ذاتها، وتأهيل موضوعها للحياة الحرة المعاصرة.
فهل لنا أن نعرف تراثنا وقيمة أمتنا، ودور الدين واللغة والشعر في صيانة وجودنا العزيز؟!!
واقرأ أيضاً:
اللغة وإنتاج الفكر / الماضي التَّلِيد والحاضر الطَّرِيد / الأوطان حية لا تموت