قبل سنوات طَرَحت هذه الفكرة بعد أن تَبَيَّن أن الصِّينِيِّين تمَكَّنُوا من شَقّ نهر مُوازِي لأحد أَنْهَارِهم، وبالاتجاه المعاكس. أي أنَّهم لم يسمحوا لِنَهْرِهم أن يَصُبَّ مِيَاهَهُ في البحر أو المحيط، وإنما تتواصل بتَدَفُّقِها في نهرٍ مُوازٍ له وبالاتجاه الآخر.
هل يَصعُب على المصريين والسُّودَانِيِّين شَقّ نهر يوازي نهر النيل ويحافظ على نعمة الماء بدلًا من هَدْرها في البحر؟
الجواب: إذا توفرت الإرادة والحكمة والعزيمة فإنَّ هذا المشروع سيَتَحَقَّق، وستكون كُلْفَتَه أقل من كلْفَة أي حرب. كَمَا أنَّه سيَضْمَنُ حقوق الأجيال لأن الدول التي تقع على مَصَبَّات الأنهار ستكون عُرْضَةً لابتزاز الدول التي تقع في أَعَالِيها. وهذا يَنْطَبِق على العراق ونَهْرَيْهِ اللذين يتَعَرَّضان لِحَجْبِ المياه عنهما، والمفروض أن يتَحَقَّق بناء نهرين مُوازِيَين لهما لتقليل هَدْر الماء الذي يَنْضُب مع الزمن.
قد تبدو الفكرة غريبة لكنها نجحت في الصين، فلماذا لا تنجح في بلداننا ونحن أَحْوَج من الصين للماء؟ فالصين فيها أكثر من (1500) نهر، ومع ذلك تُفَكِّر باقتصاد الماء. وفي مصر نهر واحد، وفي العراق نهران، وما تَوَّصْلَنا إلى آليات ومُمَارسات ذات قيمة عَمَلِيَّة للحفاظ على الماء. فالصينيِّين شَقُّوا الأنهار الموازية وتَحَرَّرُوا من عَقلِيَّات المُوَاجَهَة بالقوة والسلاح التي تَتَسَبَّب بخسائر فادِحَة خصوصًا عندما تكون مع الجيران، وهناك مَن يُريدُها ويَسْتَثْمر فيها لِإِنْهاك بلداننا التي عليها أن تبني وتَتَطَوَّر عُمْرَانِيًّا.
فهل من قُدرة على شَقّ الأنهار المُوازِية؟
واقرأ أيضاً:
أمة العلم والعلم!! / اللغة والتفكير / التَّقدُّم والتأخُّر والتخلُّف والعرب!