هل من المعقول والمقبول أن يعجز أحفاد إبن الهيثم عن ابتكار الخلايا الضوئية، وتحويل الطاقة الشمسية الوفيرة إلى كهرباء، وغيرها من أنواع الطاقات الأخرى؟!! فالطاقة يمكنها أن تكون في صيرورات متنوعة للاستخدامات اليومية.
أحفاد إبن الهيثم لا يعرفون مهارات التفاعل مع الضوء، ويجهلون الاستثمار في أشعة الشمس، التي سبقهم إلى تحويلها لكهرباء مجتمعات يعزّ فيها شروق الشمس.
أحفاد الأنوار العلمية الساطعة لا يهتمون بالعلوم، وينكرون قدرتهم على سبر أغوارها وابتكار منجزاتهم الأصيلة، ولا يكترثون للبحوث العلمية ومهارات التفكير العلمي، التي أخذت البشرية إلى آفاق علوية.
فأين العلة؟
إنها ليست في العقل، وإنما بالنفس والإرادة، التي يتحقق تمويتها وتخميدها، وضخها بما يعجزها ويلغيها. فترى أبناء الأمة يستنزفون طاقاتهم بالتفاعلات الساذجة، ويقود هذه التوجهات الإحباطية التدميرية لذات الأمة، ألف مُبرمج ومبرمج للانقضاض على وجودها باسم الدين، وكأنها الأمة الوحيدة التي عندها دين. فيتحدثون بمفردات القبور والثبور، ويريدون إلغاء الحاضر والمستقبل، وأخذ الأجيال إلى آبار مضى وما انقضى الظلماء.
هؤلاء هم ألد أعداء الأمة وعزتها ورفعتها وكرامتها، وقوتها وقدرتها على العطاء الأصيل. إنهم يريدون الأجيال أن تخنع وتتبع وتلغي عقولها، فلا تفكر ولا تتعقل ولا تتدبر، وإنما تسمع وتخضع، ويطرقون رؤوسهم بمطرقة السمع والطاعة، وأن الدنيا عدوتهم والجنة هدفهم، وهم لهم الدنيا وما فيها وما بعدها وبعدها، فاستعيدوا وجودكم الحضاري يا أحفاد الأنوار العلمية الساطعة؟!
واقرأ أيضاً:
العَبَثِيَّة طَبعُنا! / العرب ونظام الحكم المفقود / أمُّ الحروب