العالم يتحرك وفقا لقوانين كونية تتحكم بالحياة الأرضية, ولا يمكن لسلوك أرضي أن ينجو من سطوة القانون الكوني الفاعل فينا, وما يجري فوق التراب من ظلم وقهر لا يتوافق والقوانين والمعادلات الكونية الضابطة لديمومة الحياة وسرمدية البقاء. وهذا يعني, أي انحرافٍ عن المسار المحسوب ستترتب عليه نتائج متوازنة معه لتعيد الحركة إلى نصابها والانسجام إلى طبعه.
وفي الأرض آثام وخطايا, تتكفل العدالة الإلهية بتقيمها والقصاص من الظالمين فيها, ويأخذ كل ذي حق حقه مهما توهم الباغون, وامتلكوا من مفردات القوة والاقتدار والتفوق المادي والناري والنووي, وغيرها من أدوات إبادة الوجود فوق التراب. فالقوي لن يدوم قويا, والضعيف لن يبقى ضعيفا, فإرادة الدوران تقضي بالتغيير وتبادل الأدوار والمواقع, مما يؤكد أن الانتصار الحتمي سيكون للمغلوبين والمقهورين, والذين تأسّدت عليهم القوى المتوحشة المفترسة المجردة من الذمة والضمير, والمكشرة عن عدوانيتها السافرة وانتقامها المشين.
وما يحصل في واقع الصراعات الأرضية وفقا لقوانين الغاب الفتاكة, للسماء موقف محسوم تجاهها, فتلتزم المظلوم وتمكنه بعد حين ليقتص من ظالمه بأقسى مما كان يفعله به, ولن تخيّب عدالة السماء الآمال الفاعلة في الموجودات, التي تتعدى على قوانين الكينونة الكونية الدائبة.
والظلم الواقع على الشعوب المحتلة المهضومة من قبل القوى العدوانية المتغطرسة, التي سلبت حقوقها وأراضيها وهجرتها وأوجعتها بعدوانيتها, وإباداتها الجماعية للأبرياء من أبنائها, سينقلب على أصحابه, وسيفوز الصابرون المكافحون الثابتون في مواقع العز والكبرياء, والذين ينزفون دماءهم دفاعا عن قيمهم ومبادئهم وحقوقهم المشروعة الواضحة.
إن سياسات الإبادة الجماعية التي تنتهجها بعض القوى المؤزرة من الحكومات التي تدّعي الديمقراطية والغيرة على حقوق الإنسان ستؤدي إلى هزيمة الظالمين, وهوانهم وخوار قوتهم واقتدارهم في ليلة وضحاها, وسينبجس فجر الحرية والكرامة والعزة الإنسانية, ويعلو شرف الكلمة الصادقة والحق المبين.
وقل اصبروا وصابروا وإن الصبح قريب!!
واقرأ أيضاً:
الخلايا الضوئية والعرب!! / أللهم أنقذ البشرية من غلاة الدين!! / العلم لا يتكلم عربي!!