النانوتكنولوجي هو المستقبل الذي سيهيمن على ما تبقى من القرن الحادي والعشرين, هذا العلم المرعب المطلق الوهاج بدأ بمحاضرة بعنوان "هناك فضاء واسع في القاع" للفيزيائي الألمعي "رجارد فين مَن" بتأريخ (29\11\1959).
وخلاصتها أن الصغير يستوعب الكبير, وكل كبير مهما تمادى في حجمه يمكن احتواءه في أصغر ما يمكن. فالجُرم الأكبر من الأكبر ينطوي في الجُرم الأصغر من الأصغر, ومن هنا فإن ضغط المعارف والمعلومات يتواصل, في مسيرة الوصول إلى إليكترونات فردية تحمل معلومات كونية بحجمها وسعتها وكثافتها.
وهذا الإدراك لقوة التصاغر والإمعان بالتضاؤل, والقدرة على استيعاب ما لا يمكن تصوره من المعلومات والطاقات والقدرات, يأخذنا إلى كنه الخلق العظيم, وإلى الإمكانات الفائقة التأثير في الوجود, وهي لا تُرى بالعين المجردة ولا بالميكرسكوبات العادية.
فالكون يتعاظم باتساعه وامتداده, وما يحويه يمكنه أن يكون في ذرة أو بضعة إليكترونات قادرة على احتواء العناصر والتفاعلات. فالعالم يتجه نحو النانوية الفعّالة الخلاقة, التي تتخلق في رحمها الموجودات المبتكرة, وبعض المجتمعات لا تزال تنبش التراب, وتغطس في الأضاليل والأوهام والتخريفات, التي ما عادت لها صلة بالحياة المعاصرة, ولا تملك القدرة على أن تأوي في أضيق زاوايا العصر المتطلع إلى ما بعد الأكوان!!
فأين نحن من سبر أغوار المجهول؟
ما قيمتنا ودورنا في المكان والزمان الذي نتصارع فيه؟
الدنيا تتحرك نحو المطلق, ومجتمعاتنا تتدحرج نحو المغلق, ولا يمكنها أن تنظر إلى الأعلى, ولا تتفكر في خلق السماوات والأرض, فأنظارها منكسة ومنغرسة في التراب!!
فهل من رفعة رأس؟!!
واقرأ أيضاً:
أللهم أنقذ البشرية من غلاة الدين!! / العلم لا يتكلم عربي!! / موقف السماء من الخطايا والبلاء!!