الهِمَّة: الهَوَى والمَيْل، ما هُمَّ به مِنْ أَمْرٍ ليُفعَل.
العَزْم: القَصْد والقوة.
الأُمَم هِمَم، أي أنَّها تتكَوَّن وتتأَلَّق بِمَا فيها من الطاقات والقُدُرات المَيَّالة للانْبِثَاق والتعبير عن إرادتها بِمَهَارات إبداعية ذات تأثيرات حضارية فاعِلَة في الواقع من حولها.
فلا قِيمَة لأُمَّة بلا هِمَّة. وما تُعانِيهِ أُمَّتُنا منذ أن امتلكت إرادة تقرير مصيرها بعد تَحَرُّرِها من الحَيْفِ الإمبراطوري بأنواعه، أنَّها أَضَاعَت هِمَّتَها، وفَقَدَت عَزْمَها، وما عادت ذات بوصلة انطلاقية تَرْسُم مسارات إبحارها في مسيرة الكينونة المُعاصِرَة. فالأُمَّة بِلَا هِمَّة، ولهذا فَجُهُودها مُبَدَّدَة، وثرواتها مُبَذَّرَة، وتطَلُّعاتها مُنكَسِرَة وتتعَثَّر بالانتكاسات والنَّكَبَات، وتتوارد إليها التَّدَاعِيَات والوَيْلَات، وهي صاغِرَة تَدْفِنُ هِمَّتَها في رمال اليأس والقنوط والاستسلام لواقع جاثِم عليها ولا يتَوَافَق مع حقيقتها وجَوْهَر ما فيها من القدرات.
والمطلوب شَحْذُ الهِمَم، وإِطْلَاق الطاقات، والاستثمار بالثَّرَوَات المادية والفكرية والمعنوية، وتَنوِير الأجيال المُتَوَافِدَة عِلْمِيًّا ومعرفيا، وضَخُّها بمهارات التأسيس لِمَشَارِيع تصنيع الأفكار، وبناء الثقة بقدراتها على أن تكون وتسابَق وتتَقََدَّم، وعليها أن تبدأ مِشْوَار صَيْرُورَتِها الأمين.
فَهِمَّةُ الأُمَّة تتأَكَّد بإرادتها العِلْمِيَّة وقدراتها المعرفية المُؤَزَّرَة بتُرَاثِها المعرفي الأصيل المُتَمَيِّز الذي يَمْنَحُها ثقة فائقة لتكون وتتحقق رغم العادِيَات والمُصِدَّات المُتَنَامِيَة في دروب أجيالها الأذكياء. وشَحْذُ الهِمَّة يكون بالتنوير، وبِرَفْع رايات العلم في رُبُوعِ بُلدَانِها، والتأكيد على أنَّ الأجيال ذات قدرات إنجازية عالية، وهي التي تُقَرِّر مَسَارات حاضرها ومستقبلها، وما عليها إلَّا أنْ تفعّل ما فيها من مهارات كامِنَة وطاقات لازمة لِصِنَاعَة ما تُرِيدُه من مَعَالِم الحياة.
فهل للأُمَّة أن تُوقِدَ هِمَّتَها وتُؤَجِّجَ طاقاتها؟
واقرأ أيضاً:
مَن يقتُل صمتَنَا؟! / أرقام بشرية! / الأُمَّة العالِمَة / الإبداع العلمي