الثقافة الحقيقية عِلْمِيَّة، فهذا قَرْن الثقافة العلمية والبحث العلمي والإبداع العلمي وغيرها يأتي في درجات واطئة، فالقوة والاقْتِدَار إبداع علمي، ولا يكون أَدَبِيًّا، فالسِّيَادة للعلم والقوة بالعلم. فعَلَينا أن نُعَزِّزَ الثقافة العلمية، ونَحُثُّ الخُطَى بالاتِّجَاه الذي سيُقَرِّر مَصِيرَنا.
والإبداعات الأخرى لا تَمْنَح القوة والقدرة على التحدي والحياة، فَمَا قِيمَة أَلْفِ شاعِرٍ وشاعر أمام عالم واحد يُبْدِعُ ويَخْتَرِع ويأتي بأفكار قابِلَة للتَّحَوُّل إلى موجودات مادية فاعلة.
فعلينا أنْ نَعِيشَ في عصرنا، ونتعَلَّم قوانينه ومُعطَيَاتِه المُؤَثِّرة بِصناعة الواقع المستقبلي لأنَّهَا مَسؤُولِيَّة كبيرة تَقَعُ على عاتِقِ الأجيال الحاضرة التي من وَاجِبِها أنْ تُوَفِّرَ الظروف المُوَاتِيَة لإطلاق طاقات الأجيال المُتَوَافِدَة إلى ميادين الجَرَيَان الحَيّ. وليس مَقبُولًا أنْ نُغفِلَ أهمية التفاعل العلمي في ميادين الوجود المُعَاصِر، بل المطلوب إعطاء الأولوية لِمَا هُو عِلْمِي للوصول إلى حُلُول واستنتاجات نافِعَة للبِنَاء الأَرْقَى.
وعلى المسؤولين والقَادَة وَعْي أَهَمِية العلم في تأمين الإرادة الوطنية، وتحفيز المواطنين على العطاء الأمثل النافع للجميع. فالحياة بالعلم، وبِدُونِه نَعِيشُ تَدَاعِيَات مُرَوِّعَة ومُدَمِّرَة للكَيْنُونَة الحضارية، ومُمَزِّقَة لِلَّحْمَة الوطنية، فلا شيء يتَقَدَّم على العلم، ولا يكون بغير العلم. وإنَّ الحياة تتَنَوَّر بالتفكير العلمي، وبأبحاث العلماء الجَادِّين القادِرين على الإمساك بالحُلُول النَّاجِعَة للمشاكل والتحديات القائمة في أوطاننا المُبَتَلاة بالذين يُنكِرُون العلم.
فهل لَنَا أن نُعْلِنَ ثَوْرَتَنا العلمية، ونتَعَلَّم، ونَرْفَعَ رَايَاتِ العلم؟!
ولن نَكُون إذا بَقِيَ العلم بِلا دَوْرٍ في حياتنا!
واقرأ أيضاً:
الهِمَّة والأُمَّة! / العِلْم يا عَرَب / العَرَب والثَّوْرَة العلمية / الانتصار العلمي