الشباب المُتَوَثِّب نحو المستقبل عليه أن يتَزَوَّد بالعلم، ويتَعَلَّم مهارات التعبير المادِّي عن الأفكار؛ فبِدُون هذه القدرة العلمية لن يُنجِزَ إرادته، ولن يُحَقِّق تَطَلُّعاتِه. فلا بُدَّ للعلم أن يكون قائدًا وفاعِلًا في حياة الشباب الطَّامِح إلى الأفضل والأقدر؛ فالمستقبل يصنعه العلم، والشباب الخالي من المعرفة العلمية، والمُجَرَّد من مهارات الابتكار والاختراع والإبداع الأصيل لا يستطيع أن يُقَدِّم خيًرا لِنَفْسِه ولِبِلادِه. الشباب الغير مُتَمَكِّن عِلمِيًّا يتحَوَّل إلى طاقة مُبِيدَة لوجوده الوطني، وعالَة على الآخرين، ويتحَقَّق استعماله لإنجاز ما تَفرِضُه رُمُوز التضليل والاستعباد والهَوَان والتَّبَعِيَّة.
الشباب يجب أن يتكَوَّن ويتَأَلَّق بالعلم لِيَدْرَأ عنه آفات الخُنُوع والخُضُوع للدَّجَّالِين والمُدَّعِين بالمَعَارِف ويَحسبُونه من الجاهلين المُغَفَّلِين الذين عليهم أن يعيشوا حياة القطيع ويُساقُون إلى مَجازِر الرغبات والنَّزَوَاتِ الدُّونِيَّة لأَدْعِيَاء المُثُل والقِيَم السَّامِيَة.
فتعَلَّمُوا أيُّها الشباب، وارفعوا رايات العلم، فإنَّ أعداءكم سيذهبون لأنهم سيُدرِكُون بأنَّكُم تَضَعُون أصابعكم على زِنَاد الثورة الحقيقية بعد أن كُنتُم تَسْرَحُون وتَمْرَحُون في عَبَثِيَّة واستنزاف لطاقاتكم وقدراتكم الإبداعية المُتَمَيِّزَة. فتعاونوا علمِيًّا، وتحركوا باتجاه تأسيس المشاريع العلمية، فهي التي ستَجْمَعُكم وتُوَحِّدُ طاقاتكم وتُنَمِّي قدراتكم وتَنْقُلكم إلى آفاق التَّقَدُّم والعطاء المُعَبِّر عن وجودكم الحضاري المُعاصِر.
أيُّها الشباب، أنتم مَنْبَعُ العلم وجوهر العلماء، فَفِيكُم من مَوْرُوثات أجدادكم العلمية ما لا يتوَفَّر عند غيركم، فلا تَخنُقُوا طاقاتكم، ولا تُبَدِّدُوا ثرواتكم الفكرية والعلمية، ولا تخضَعوا للمُنَوِِّمِين والمُخَدِّرَين لوجودكم بالأضاليل من الدَّجَّالين التابعين لِأَلْف شيطانٍ رجيم.
أيُّها الشباب، العلم طريقُكُم، وبالعلم قُوَّتُكم وازدهار حاضِركم ومستقبلكم، فكونوا عُلَمَاء أَوْفِيَاء لأجدادكم العلماء الأَعْلَام!
واقرأ أيضاً:
العَرَب والثَّوْرَة العلمية / الانتصار العلمي / الثقافة العِلْمِيَّة / الحزب الصيني وأحزابُنا