المقصود بالبطل: المتميز المتفوق في العلوم والمعارف.
الأمة منهل أبطال منذ الأزل، فالبطولة تجري بعروقها، وتتأكد في أجيالها.
وما تتعرض له منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، أن أقلامها ورموزها وسياساتها وأنظمة حكمها موظفة لتغييب الأبطال، ومحق البطولات وازدرائها، وإن برز بطل رغم التحديات، تبدأ ماكنة التشويه عملها المتواصل ضده، لتقنع الأجيال بأن أمتهم عقيمة، لا تستطيع أن تلد بطلا، يكون قدوة، ومهماز انطلاق لجوهرها ودورها الحضاري.
ولو تمعنتم فيما جرى في القرن العشرين والذي بعده، لتبين أن الأمة قد داست على أبطالها، وأنكرت بطولاتها، وبتوجيه وإسناد من القِوى الطامعة فيها، وبجهود أبنائها المغفلين.
بل ويتحقق اليوم الانقضاض على أبطالها التاريخيين، ورموزها الساطعين، وإشاعة الأكاذيب والافتراءات حولهم، وفقا لمناهج تمويتها وترقيدها، وإخماد أنفاس أجيالها الطالعة، الواعدة بالعطاءات المتميزة.
هذه المحاولات الشرسة الغادرة النكراء، لن تصيبها بمقتل، وإن نجحت بكبح جماح انطلاقتها، وتعويق إرادتها، والنيل من أجيالها وخداعهم وتضليلهم.
فهي مولودة وفيها طاقات كامنة، وإن غابت تعتقت وتخمّرت، وسيحين ميعاد انفجارها التنويري المدوّي!!
فالأمة التي أيقظت البشرية من سباتها وضلالها وبهتانها، لقادرة على استعادة مجدها الأثيل، وستسكب أفكارها الكبرى في ربوع الوجود.
إنها أمة كائنة، متمسكة براية أكون، ولن تهون وتترجل عن قيادة الحياة، ما دام اليراع لا يتعب، وحاديها المكتوب في فرقانٍ محفوظ، ومَن يكتب لا يموت!!
واقرأ أيضاً:
البشر الطائر!! / الطعام يا عَرَب! / الأُمَّة المَبْعُوجَة!