أمطار الحزن
قيل أن للشتاء زمن وفصل واحد من أربعة فصول، أخطئوا كثيراً يا سادة ......تنهمر دموع المطر حتى بين حجرات قلبي، يبلل شرياني التاجي ويغرق أوردتي بحزنه وعواصفه الرعدية، عواصف تتناقلها صمامات القلب معلنة الطوارىء.....لا نحتاج لصدمات كهربائية لننقذ ما تبقى من هذا الفؤاد.
لا لم يحطم قلبي رجلا لتكسو الثلوج قلبي ......لم أسجن في سجون انفرادية نازية في بلادنا، عشت بكنف أب لا يفارق يديه الكتاب المقدس وأمي حبيبة القلب لا تفارق سجادة الصلاة. مجموعة فريدة من أشقاء وشقيقات ....وأطفالهم، بسماتهم تزين حتى الجدران....وتمنو لجمال تلال الورود.
فلم أمتلك قلباُ قوطياً الملامح أسودَ ؟ لا تقل اكتئاب فليس ثمة سبب يدعو له، لا تقل لا أمتلك إيماناً فأعشق خالقي كما يجب.
ملابسي السوداء حداداُ على سبب مجهول، ملامح تجمدت لم تعد عرف وجود الابتسامة، ونقاش يدور حولي وأي مًسُ من الجنون أصابني.
لا أعترض على حياتي ففيها الجمال والمشكلة بالسواد الذي يلتف حولي ويعمي بصيرتي، كشبكة أرملة سوداء قاتلة.
أفتح نافذتي علً الشمس تثير الدفء هنا، لكنها تشيح بوجهها عني، ولربما أهذي إن قلت ثمة سحابة سوداء تطلق صميم غضبها علي بأمطارها العاصفة، ورياحها غاضبة تحاول اقتلاع حتى أوردتي.
أغلق نافذة تطل على الجحيم، وأجالس عاصفة داخلية تنقلي بين عوالم الدنيا.
تبدو الدنيا لي لا تقدر بجناح بعوضة، وظلام عقلي يبدأ سلسلة من مقترحات لإنهاء حالة وجع الروح هذه ....انكسار الفؤاد وتبعثر أحلام العمر.
لعل فنجان قهوة وموسيقى هادئة ترجع للجو رونقه، قهوتي بطعم القطران وموسيقى من المفترض أن تبث الأمل تبدو كموسيقى جنائزية.
وهنا أتمنى أن أمزق شرياني، أو أطلق رصاصة الرحمة لرأس أوصلتني لقاع المحيط، سأقف أمام قطار ليسحق عظامي وينثر بؤسي بعيدا عني .....أتذكر الشيخ الذي يكفر من مات منتحراَ ......
أرتدي ملابسي وأدور بدوائر حول فيضان بشري .....ولدي سؤال كيف تبتسمون ؟ أنى لك هذا ؟
ليتني أستطيع البكاء أو لربما النحيب، هو الهدوء القاتل ....هدوء ما قبل العاصفة.
عندما تسقط في قاع نوبة اكتئاب ثنائية الجحيم ....لا شيء يوازي ألمك، لا أحد يعلم بحجم وجعك، أنت .....أنت فقط ونظرة أمل للرحمن .....لعلك تريحني بين التراب، تحت الحشائش وتلال الزنابق.
إلى متى ؟
واقرأ أيضاً:
حكاية من القاع / مغامرة من داخل العيادة النفسية