ما أن بدأت علائم الثورة المعلوماتية تتصدر الواقع الأرضي، حتى انتفى السلوك الفردي الفاعل في الحياة، ذلك أن الرأس الواحد لا يمكنه استيعاب التطورات والمستجدات، ولا بد من رؤوس متفاعلة متواكبة النشاط إزاء المواقف والتطورات.
فالفردية تقضي على صاحبها ومَن والاه!! وانتفاء الفردية بدأ يلوح في الأفق في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وبلغت ذروة انطلاقها في العقد الأخير منه، والمجتمعات التي لم تستوعب هذه الانتقالة الحادة، أصابها المتفردون بأمرها بويلات وتداعيات مريرة.
ويمكن القول بأن الفردية تتمثل في الفئة، الحزب، أو المجموعة التي تمتثل لأمر شخص واحد، يتسبب لها بما تقوم به من نشاطات ويرسم خارطة وجيعها الدائب. وبسبب عدم استيعاب ما حصل تداعت مجتمعات، وأصيب أفرادها المتحكمون بمصيرها بنهايات مروعة، بدأت في دول أوربا الشرقية وغيرها، وانتهت في عدد من دول منطقتنا.
ولا تزال العديد من أنظمة الحكم في المنطقة وكأنها لم تستوعب المتغيرات، وتتوهم أن الفردية هي السلاح الأمضى لصناعة الحياة، ولهذا تجد مجتمعاتها متوحلة في كينونات تدميرية لذاتها وموضوعها، فهي متشبثة بأوهام وتصورات لا تصلح للزمن المعاصر،
وبعضها يعيش وهم الإمبراطوريات الذي لقيَ حتفه منذ عقود، وكلما برزت إرادة فردية تتصدى لها الإرادة الجماعية في مجتمعات الدنيا قاطبة، إلا في مجتمعاتنا التي يتحقق تدجينها وتربيتها على التبعية والخنوع والرضى بحياة القطيع.
فهل من وعي واضح لمعنى أن نتفاعل لنكون؟!!
واقرأ أيضاً:
الكتابة المشخصنة!! / التأريخ المكتوب بمداد الفنتازيا!! / التهميش والتكديش!!