الكون حالة دقيقة التوازن والانتظام، وهذا قانون الديمومة السرمدية المحكومة بإرادات الدوران.
فما في الكون يدور ويتناغم بانسجام محكم، وأي اضطراب لا بد له أن يستعيد توازنه وتواؤمه ليحافظ على استمراريته وانسيابه بكون يدور.
وهذا القانون الكوني المطلق ينطبق على الموجودات بأنواعها، فما أن تضطرب حتى تتولد فيها عناصر ومفردات البحث عن التوازن والانتظام.
وما تعيشه أمتنا مضطربات تشق طريقها نحو مواطن التوازن والانسجام، التي قد تحتاج لوقت وتفاعلات ما بين الأجيال، ذات اتجاهات قاسية أحيانا، لكن الأمة ستستعيد توازنها وانتظام خطواتها، لأنها أمة حية ومنتصرة على الموت، فهذا الزبد سيذهب جفاءً كما ذهب ما سبقه من تفاعلات انكسارية، وستنطلق الأمة بإرادتها الوثابة الطالعة نحو آفاق جوهرها الحضاري العتيد.
قد يرى البعض وربما الكثيرون أن الأمة تتدحرج على سفوح الانقراض والغياب، وهذا وهم وانحراف في التفكير، وتعبير عن اليأس والقنوط والإبلاس.
فما مرت به الأمة في سابق الأزمان لا يقارن بما هي عليه الآن، والذي يمكن وصفه بزوبعة في فنجان، بالقياس إلى التحديات التي واجهتها، وانتصرت عليها، وانطلقت منها أقوى وأقدر وأبلغ حالة وقوة.
فالأمة بخير وتضع خطواتها على دروب الوصول إلى صناعة التوازن اللازم لإطلاق ما فيها من أصيل البذور الحضارية والبراعم الإبداعية التي تتشوق إليها البشرية.
إن عدم وعي حقيقة الأمة ومناهج صيروراتها المتميزة، يدفع بالكتاب والمثقفين والمفكرين إلى الكتابة بمداد الحسرات والأنين، وهذا ليس من طبع الأمة، ولا من أخلاقها وقيمها ومعاني ما فيها.
الأمة متفائلة مؤمنة بأنها أقوى وأجدر بالقيام بدور منير تتواكب فيه الأجيال. وكم أعطت وتجددت وانبثقت من رماد وجيعها وويلاتها وانسحاقها الأليم.
وإن الأمة كائنة ولسوف تكون!!
6\8\2021
د-صادق السامرائي
واقرأ أيضاً:
التأريخ المكتوب بمداد الفنتازيا!! / التهميش والتكديش!! / الفردية والمعلوماتية!!